تضييقات تدفع حزبا جزائريا معارضا لمقاطعة انتخابات الرئاسة
الجزائر – قرّر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض الانسحاب من المشاركة في السباق الرئاسي في الجزائر المقرر في 7 سبتمبر/ايلول المقبل، مبررا قراره بما وصفه زعيم الحزب عثمان معزوز بسياسة الانغلاق وتقييد حرية التنافس، فيما تواصل أحزاب الموالاة حشد منتخبيها لتعبيد الطريق أمام الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون لتقديم ترشحه رسميا لولاية ثانية الذي لم يعلن عنه بعد.
ووفق تصريحات صحفية أكد معزوز أن هناك إجماع في الحزب على عدم تقديم أي مرشح في الانتخابات أو دعم مرشحين آخرين من الأحزاب المشاركة في التنافس الانتخابي، واصفا الانتخابات المبكرة بالأكثر انغلاقا منذ بداية التعددية الحزبية التي تم اعتمادها في دستور 1989 عقب الانتفاضة الشعبية ضد نظام الحزب الواحد.
وأشار إلى تعرض وسائل الإعلام المحلية إلى التقييد مما سيحدّ من المنافسة الانتخابية، مؤكّدا أن الترشّح في هذه الظروف سيكون انخراطا في مسعى انتهاك سيادة الشعب الجزائري.
ويعدّ التجمع الحزب المعارض الوحيد الذي اختار مقاطعة الانتخابات الرئاسية من بين ثلاثة أحزاب معارضة أخرى قررت مواصلة التنافس على كرسي الرئاسة بينها حزب العمال اليساري الممثل في زعيمته لويزة حنون والذي يسجل ترشحه للمرة الرابعة، في حين رشحت جبهة القوى الاشتراكية وهي أقدم حزب معارض في الجزائر أمينها العام يوسف أوشيش، بينما قدّمت حركة مجتمع السلم أكبر الأحزاب الإسلامية والمعروفة باختصار حمس رئيسها عبدالعالي حساني.
ويرى مراقبون أن غياب أسماء ذات ثقل سياسي عن المشهد في هذه الانتخابات يعود لجملة من الأسباب أهمها فشل الحراك الشعبي في عام 2019 في إنتاج نخبة من السياسيين قادرة على أن تقود البلاد على أرضية توافقية تشارك فيها جميع الأطياف السياسية إضافة الى حالة اليأس التي وصل إليها العديد من السياسيين وشعورهم بعدم القدرة على تغيير الواقع.
وكان الجيش الجزائري قد أعلن الأسبوع الماضي دعمه الواضح والصريح لاستمرار تبون في الحكم لولاية رئاسية ثانية، وفق مجلة "الجيش".
وأشادت وزارة الدفاع الجزائرية "بما تحقق خلال الولاية الأولى لتبون"، مؤكدة أن "كل المؤشرات والمعطيات تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن بلادنا تتطور بسرعة".
وفي خطوة مثيرة للاستغراب قلّد الرئيس الجزائري رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة وسام "الشجاعة للجيش الوطني الشعبي" بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، فيما رآها البعض مكافأة للمؤسسة العسكرية التي أعلنت تزكيته للترشح للرئاسة وقطع الطريق على أي محاولات داخلها تدفع باتجاه التراجع عن موقفها.
ومن المقرّر أن تعقد أحزاب الموالاة والتي تضم جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل، مؤتمرا وطنيا يوم 13 يوليو/تموز الجاري تأكيدا لمناشدتها الرئيس من جديد.
ويواجه غالبية المرشحين عقبات في جمع التواقيع وفق الشروط الجديدة التي فرضتها السلطة الوطنية المستقلة الانتخابات وتتمثل في 50 ألف توقيع فردي في 29 محافظة على الأقل من 58 على أن لا يقل عن 1200 توقيع في كل محافظة أو جمع 600 توقيع منتخبين محليين في نفس عدد الولايات.
وعبر عدد من المرشحين مؤخرا عن استنكارهم لوجود عراقيل إدارية تقف حجر عثرة أمام استكمال الوفاء بالشروط الشكلية للترشح أهمها استيفاء شرط التوقيعات الفردية للمسجلين في قوائم الانتخاب.
كما أرجعوا بطء العملية إلى عزوف المواطنين بسبب طول الإجراءات وعدم تعاون بعض الأعوان في الإدارات المعنية بالتصديق على الاستمارات. ووجهوا إلى سلطة الانتخابات بيانات شكوى ومطالب تقضي بتمديد مهلة جمع التوقيعات بهدف تدارك التأخر بسبب عطلة عيد الأضحى وأيام الامتحانات الرسمية السنوية وهو ما يبدو مستحيلا بسبب ضبط المهلة بقانون.