تطابق في المواقف بين الكويت والعراق لتهدئة التوتر في الخليج

أمير الكويت يختتم زيارة للعراق هي الثانية بحث خلالها مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء التصعيد الأخير في المنطقة وتسوية ملفات خلافية عالقة بين البلدين وتطوير العلاقات الثنائية.

زيارة أمير للكويت تأتي في غمرة التوتر الأميركي الإيراني
العراق والكويت يدعوان للحكمة لنزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران
العراق وصل إلى مرحلة الحسم في ملفات عالقة مع الكويت

بغداد/الكويت - اختتم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح زيارة للعراق ركزت على تمتين العلاقات الثنائية وتسوية ملفات عالقة بين الجانبين وتنسيق المواقف في ظل التوتر المتفاقم بين واشنطن وطهران والسائر على الأرجح إلى صدام عسكري محتمل، فيما يقع العراق في قلب التوتر الأميركي ارتباطه بعلاقات وثيقة بين حليفيه الخصمين في آن.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية اليوم الأربعاء أن الكويت والعراق حثا على التحلي بالحكمة والعقل في التعامل مع التطورات الأخيرة في منطقة الخليج من أجل تجنب التوتر والصدام.

وقالت الوكالة "أكد الجانبان على أهمية تضافر الجهود لمواجهة التطورات الأخيرة بالدعوة إلى الحكمة والعقل بالتعامل معها بما يحقق للمنطقة النأي بها عن الصدام والتوتر".

وزار الشيخ صباح الأحمد الصباح العراق اليوم الأربعاء لبحث العلاقات الثنائية والتوترات الإقليمية الأخيرة في أعقاب هجمات على ناقلات نفط في الخليج.

أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الأربعاء بعد مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد أن "العراق وصل إلى مرحلة الحسم في ملفات عالقة مع الكويت".

وذكر بيان صادر عن مكتب عبدالمهدي أنه "جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات العراقية الكويتية وفرص التعاون أمام البلدين وتفعيل المنطقة التجارية الحرة المشتركة إلى جانب بحث الأوضاع الإقليمية".

وقال رئيس الوزراء العراقي "هذه الزيارة تعد فرصة لتطوير العلاقات الثنائية نحو الأفضل ونحن متفائلون بمستقبل العلاقات العراقية الكويتية".

واستأنف العراق والكويت علاقاتهما عام 2003 بعد الغزو الأميركي لبغداد وإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واجتاح صدام حسين الجارة الكويت عام 1990، ما خلف ملفات عديدة عاقلة بين البلدين.

وشدد عبدالمهدي على أهمية "تفعيل اتفاقات التعاون التي أبُرمت في الكويت وتشجيع الاستثمارات وتسهيل منح التأشيرات والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية".

وقال إن "العراق واجه صعوبات، لكنه تجاوزها بنجاح وقطع مرحلة مهمة في تعزيز مكانته الدولية"، مضيفا أن بلده "أصبح اليوم شريكا في الحلول بعد أن كان يشار له في الأزمات، واقتصاده يتعافى والبلاد تشهد أمنا واستقرارا"، فيما قال أمير الكويت إن "زيارته تأتي بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء (العراقي) لدولة الكويت وتثبت قوة العلاقات الثنائية".

وزار عبدالمهدي الكويت في 23 مايو/أيار الماضي وأعلن آنذاك أن حكومته تعمل على تصفير المشاكل بين البلدين.

وفي 12 من الشهر نفسه، زار الكويت وفد من 15 مسؤولا عراقيا برئاسة وزير الخارجية محمد علي الحكيم للمشاركة في اجتماع اللجنة الوزارية العراقية الكويتية المشتركة.

وقال الشيخ صباح الأحمد الصباح "يهمني أن أرى العراق يتطور ويزدهر وحريص على العراق كحرصي على بلدي وأتمنى لعلاقاتنا المزيد من التطور"، مضيفا "هناك أمور كثيرة نتفق عليها وما تبقى منها قابل للحل خلال مباحثات الوفدين الوزاريين ومتابعة التنفيذ من خلال اللجان المشتركة".

وقبل مباحثاته مع عبدالمهدي، أجرى أمير الكويت مباحثات مع الرئيس العراقي برهم صالح. وزيارة أمير الكويت للعراق هي الثانية منذ غزو صدام حسين للكويت، حيث زار بغداد عام 2012 للمشاركة في القمة العربية.

وقال برهم صالح اليوم الأربعاء، إن "العراق لديه الرغبة الجادة لبناء علاقات متطورة مع جيرانه خاصة الكويت بما يخدم المصالح المشتركة"، مضيفا أن العلاقات بين العراق والكويت قطعت أشواطا كبيرة إلى الأمام.

وتابع "العراق ينظر إلى طبيعة الأزمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع ويسعى إلى تحقيق توافق إقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول".

وأعرب صالح عن أمله في أن تكون زيارة أمير الكويت والوفد المرافق له "فرصة طيبة لطي صفحة الماضي وبدء صفحة علاقات بناءة بين الجارين الشقيقين"، فيما أعرب أمير الكويت عن حرص بلده على "دعم وتمكين العراق من تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال إرهابية من جانب تنظيم داعش وإعادة إعماره".

وأضاف أن "الزيارة تمثل فرصة لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين وحسم الملفات العالقة بينهما"، مشددا على أن الكويت "تؤمن بشكل راسخ بأهمية أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار".

وبحث الرئيس العراقي وأمير الكويت التطورات السياسية في المنطقة ومحاولات تهدئتها بما يصب في صالح استقرارها فضلا عن مساهمة الكويت في عمليات إعمار العراق وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وفق البيان.