تطبيق 'وولاروو' يصون اللغات المهددة بالاندثار

الشركة الأميركية العملاقة غوغل تطلق تطبيقها الجديد المعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الصور للمساعدة في الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض.

واشنطن - أطلقت الشركة الأميركية العملاقة غوغل تطبيقاً جديداً يستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الصور للمساعدة في الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض.
اللغة المهددة بالانقراض هي اللغة المعرضة لخطر عدم استخدامها إما لاختفاء متحدثيها أو بسبب التحول للتحدث بلغة أخرى. 
ويتعامل خبراء مع خمسة مستويات من اللغات المهددة بالاندثار: "الآمنة" و"غير المحصنة" (لا يتحدث بها الأطفال خارج المنزل) و"المهددة بالانقراض تحديدًا" (لا يتحدث بها الأطفال) و"المهددة بالانقراض بشدة" (يتحدث بها فقط الأجيال الكبيرة) و"المهددة بالانقراض للغاية" (يتحدث بها عدد قليل من أفراد الأجيال المتقدمة كثيرا في السن).
وترتكز طريقة عمل التطبيق الجديد "وولاروو" على توجيه المستخدم كاميرا هاتفه إلى صورة لشيء ما لجعل الذكاء الاصطناعي يتعرف عليها ويصفها بلغة معينة، مع استكمال النطق.
ويسلط التطبيق "وولاروو" في البداية الضوء على عشر لغات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لغات الماوري، واليديشية، ويوغامبيه الأصلية في أستراليا، ومن المزمع إضافة المزيد من اللغات مستقبلاً.
ويتاح التطبيق أيضًا من خلال "ارتس غوغل اند كالتشير" لنظامي أندرويد و أي او اس، ويستخدم التعلم الآلي والرؤية السحابية والتعرف على الصور لترجمة صور الكائنات إلى اللغات الأصلية في الوقت الفعلي.
ويمكن للمجتمعات استخدام تطبيق "وولاروو" عبر توسيع المفردات التي تستخدمها وفقًا لشروطها الخاصة.
ورغم أن التطبيق لا يضمن انتشار اللغات على نطاق واسع إلا أنه يمنعها من التلاشي والاندثار ويساعدها على الصمود في وجه اللغات المعروفة مثل الانكليزية والفرنسية والعربية...
ومنذ عام 2000، تحتفل منظمة اليونسكو سنويا باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير/شباط بهدف ترقية التنوع اللغوي والثقافي.
كشفت اليونسكو عن مواجهة 43 بالمئة من لغات العالم البالغ عددها حوالي 6 آلاف لغة، خطر الاندثار، لاسيما اللغات المحلية منها.
وقالت المنظمة أن اندثار اللغات يعني غياب تراث ثقافي كامل يؤدي إلى الإضرار بالثراء الاجتماعي في العالم.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن 40 بالمئة من سكان العالم لا يتلقون تعليمهم بلغتهم الأم.
وأشارت إلى اضطرار مئات الملايين من سكان العالم للهجرة من أجل تحسين ظروف المعيشة، ما يسبب نسيانهم للغاتهم الأم.
ومن أبرز اللغات المهددة بالاندثار، اللغة الليغورية المتداولة في بعض المناطق الإيطالية، ولغة التاماشيك في إفريقيا، بالإضافة إلى لغة في القوقاز، حسب المنظمة.
وعلى الرغم من أن ظاهرة اختفاء اللغات كانت سائدة على مدار التاريخ الإنساني، إلا أن هذا المعدل يتسارع حاليًا بشكل كبير، بسبب النزوح والعولمة، حيث تهيمن اللغات القوية اقتصاديًا على اللغات الأخرى.
 وتهيمن اللغات المنطوقة الأكثر شيوعًا على اللغات المنطوقة الأقل شيوعًا وبالتالي، وفي نهاية المطاف تختفي اللغات المنطوقة الأقل شيوعًا من الوجود.
والعدد الإجمالي للغات على مستوى العالم غير معروف على وجه الدقة، حيث تختلف التقييمات في هذا الموضوع لأنها تعتمد على عوامل كثيرة، إلا أن المتفق عليه هو أن هناك ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف لغة منطوقة حاليًا، وأن نسبة تتراوح ما بين 50-90% منها ستندثر بحلول عام 2100.