تطمينات اثيوبية لا تطمئن احدا في مصر والسودان

مع اتمام الملء الثاني لسد النهضة، رئيس الوزراء الاثيوبي ينشر رسالة باللغة العربية ينفي فيها إحداث اي ضرر لدولتي المصب.

لندن - قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي الخميس ان الملء الثاني لسد النهضة "لن يضر" مصر والسودان اللذين تشهد علاقاتهما توترا متزايدا مع اديس ابابا بسبب تأثير السد الضخم على حصصهما من مياه النيل.
وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، لكن اثيوبيا اصرت على ملء السد.
ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو/ تموز الجاري مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
وقال ابي أحمد في رسالة باللغة العربية نشرها عبر حسابه على تويتر"تم الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي على نهر آباي في 20 يوليو/ تموز الجاري" مستخدما التسمية الإثيوبية للنيل الأزرق.
وأضاف "كما وعدتكم سلفا يوم 9 يوليو الجاري لقد قامت إثيوبيا بملء سدها أثناء موسم الأمطار بحذر وبطريقة مفيدة. أود أن أطمئنكم مرة أخرى بأن هذا الملء سوف لا يؤدي بضرر لأي من بلداننا وسيظل سد النهضة الإثيوبي العظيم مكسبا ورمزا حقيقيا للنمو والتعاون المشترك".
وسبق ان وجه ابي احمد قبل الملء الثاني للسد، رسائل تطمينات الى مصر والسودان لكنها قوبلت ايضا برفض واستغراب مع اتباع سياسة فرض الامر الواقع، ما اعتبرته دولتا المصب تهديدا مباشرا لأمنهما المائي.
وشكّل مشروع سد النهضة مصدر خلاف منذ أطلقته إثيوبيا عام 2011، وبلغ الخلاف أشده خلال الأشهر الأخيرة بعد تمسك أديس أبابا بموقفها على الرغم من تهديد كل من مصر والسودان بالرد على التعنت الاثيوبي.
وفي أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا، منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال السيسي في 30 مارس/ آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".
ولم تحقق الجهود الدبلوماسية المستمرة منذ فترة طويلة في تسوية النزاع بين الدول الثلاث. كما قالت الولايات المتحدة إن ملء إثيوبيا للسد يمكن أن يثير التوترات وحثت جميع الأطراف على الاحجام عن التصرفات الأحادية.
وأخفقت محادثات الاتحاد الإفريقي في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء السد وعملياته، فيما طالبت القاهرة والخرطوم أديس أبابا بالتوقف عن ملء خزّانه الضخم إلى حين التوصل إلى اتفاق عاجل يكفل الحقوق الأطراف الثلاثة.
واجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت سابق هذا الشهر لمناقشة المشروع، رغم أن إثيوبيا وصفت الجلسة لاحقا بأنها تشتيت "غير مفيد" عن العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
وكان آبي أحمد اعلن هذا الاسبوع عن إتمام التعبئة الثانية لسد النهضة بنجاح، في خطوة استنكرتها مصر والسودان باعتبارها رفضا لكل المساعي الاقليمية والدولية لتسوية النزاع.