تطورات متواترة تؤكد اقتراب الهجوم على ادلب

الأمم المتحدة تعلن أنها أرسلت إحداثيات لنحو 235 مدرسة ومستشفى في آخر أبرز معقل للمعارضة السورية لكل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة في الوقت الذي تواصل فيه أنقرة الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية للحدود السورية.

تكهنات بأن القوات السورية والروسية تعد لهجوم شامل على ادلب
روسيا تقول إنها تعمل من أجل حل سلمي
الأمم المتحدة تستعد للأسوأ وتتمنى الأفضل في ادلب

جنيف - قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم أخطروا روسيا وتركيا والولايات المتحدة بإحداثيات 235 مدرسة ومستشفى ومواقع مدنية أخرى في محافظة إدلب السورية على أمل أن يسهم ذلك في حماية تلك المواقع من الهجوم.

ويشكل هذا الإعلان مؤشرا آخر على أن الهجوم الكاسح المرتقب على ادلب بات أقرب من أي وقت مضى رغم دعوات دولية متكررة لتجنب كارثة إنسانية هي الأسوأ في آخر أبرز معقل للمعارضة السورية قرب الحدود مع تركيا.   

وقال بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية في إفادة صحفية "وزعنا هذه الإحداثيات حتى لا يكون هناك شك في أن المستشفى هو مستشفى. نود ألا يستهدف المدنيون وألا تقصف المستشفيات وألا يجبر المدنيون على النزوح".

ويعيش ما يقدر بنحو 2.9 مليون ساكن في إدلب آخر معقل كبير لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

وبدأت طائرات الحكومة السورية وأخرى روسية ضربات جوية على المحافظة الأسبوع الماضي فيما قد يكون تمهيدا لهجوم شامل.

وقال مومسيس إن الضربات الجوية أصابت أربعة مستشفيات في حماة وإدلب الأسبوع الماضي ووصفها بأنها "هجمات خطيرة" تنتهك القانون الدولي".

وأضاف "المستشفى مستشفى وينبغي احترامه من جانب كل الأطراف على الأرض".

ودعا المسؤول الدولي كل الأطراف المتحاربة إلى ضمان قدرة المدنيين في إدلب على التحرك بحرية في أي اتجاه للفرار من القتال أو القصف وضمان وصول موظفي الإغاثة إلى المتضررين.

ونقل مومسيس عن مسؤول روسي قوله لقوة مهام إنسانية في جنيف اليوم الخميس "يجري حاليا بذل كل جهد من أجل التوصل لحل سلمي للمشكلة".

وقال مومسيس إن الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة لتوفير أماكن إيواء وغذاء ومساعدات أخرى لمئات الآلاف الذين قد يفرون من المنطقة.

وتابع "لا أقول بأي حال من الأحوال إننا مستعدون. المهم هو أننا نبذل قصارى جهدنا لضمان مستوى ما من الاستعداد. كموظفي إغاثة، نحن نستعد للأسوأ بينما نتمنى الأفضل".

وتقول أرقام الأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 38300 شخص فروا من إدلب هذا الشهر. وقال مومسيس إن 4500 منهم عادوا إلى ديارهم عقب هدوء طفيف.

وأفاد إحصاء جزئي أجرته الأمم المتحدة في الفترة بين الرابع والتاسع من سبتمبر/أيلول أن 33 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 67 آخرون في القصف الجوي والبري.

وأوضح المسؤول الدولي أنه سيسافر إلى تركيا لإجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة، ولمتابعة جهود زيادة المساعدات عبر الحدود إلى إدلب حيث تنقل المنظمة إمدادات لمليوني شخص.

ووصلت اليوم الخميس، قافلة تعزيزات عسكرية إلى ولاية كليس التركية المحاذية للحدود السورية، تضم شاحنات محملة بمدفعيات ودبابات وناقلات جنود مدرعة، في تطور يؤكد مجددا أن أنقرة تستعد لسيناريو هجوم شامل على ادلب التي تتحصن فيها فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة.

وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء المقربة من الحكومة، أن القافلة قادمة من وحدات عسكرية مختلفة ووصلت مركز مدينة كليس وسط تدابير أمنية مشددة قبل التحاقها بالوحدات المنتشرة على الحدود.

ويرفع الجيش التركي في الآونة الأخيرة مستوى تعزيزاته في المنطقة الحدودية، وسط تواتر أنباء بشأن هجوم محتمل للنظام السوري وروسيا على منطقة إدلب شمال غربي سوريا.

تركيا تدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود السورية
تركيا تدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود السورية

وقالت تركيا إنها تعمل مع روسيا وإيران لبسط الاستقرار في محافظة إدلب السورية الخاضعة للمعارضة في دلالة على استمرار الجهود لتلافي هجوم لقوات الحكومة السورية على المنطقة بعد فشل أنقرة في تأمين وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

وتعد دمشق المدعومة من روسيا وإيران لشن هجوم كبير لاسترداد المحافظة. وحذرت الأمم المتحدة من أن هجوما كهذا قد يفجر كارثة إنسانية بمنطقة يقطنها زهاء ثلاثة ملايين نسمة.

وإدلب جزء من مساحة من الأراضي على الحدود التركية تمثل آخر منطقة رئيسية تسيطر عليها المعارضة التي حاربت الرئيس السوري بشار الأسد على مدار أكثر من سبعة أعوام. وتعهد الأسد باسترداد "كل شبر" من سوريا.

وتدعم تركيا المعارضة السورية وحذرت الأسد وحلفاءه من مهاجمة إدلب. وأرسلت أنقرة تعزيزات إلى 12 نقطة مراقبة عسكرية تابعة لها في المنطقة ونقلت أسلحة إلى مسلحين معارضين متحالفين معها.

لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أشار في تصريحات مساء الأربعاء إلى وجود اتصالات مستمرة مع روسيا وإيران بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية اليوم الخميس عن أكار قوله "نعمل بشكل مكثف مع روسيا وإيران وحلفائنا بهدف بسط السلام والاستقرار في المنطقة والحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية".

والتقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي في طهران، لكنه لم يحصل على تعهد بوقف إطلاق النار.

وشنت طائرات حربية روسية وسورية موجة من الضربات الجوية على شمال غرب سوريا الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل عشرات ونزوح عشرات الآلاف لكن نشطاء يقولون إن الهدوء يسود حاليا.

وقال عبدالرزاق المراقب في خدمة "الراصد" للتحذير المبكر بالمناطق الخاضعة للمعارضة إن الهدوء يسود منذ ثلاثة أيام.

وأوضح من منطقة يتولى مراقبتها في معرة النعمان جنوبي مدينة إدلب أنه لم تقع ضربات جوية، لكنه أضاف أن الخطوط الأمامية شهدت قصفا.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الروسية والسورية لم تشن أي هجمات منذ منتصف يوم الاثنين تقريبا.

الأسد "يريد نصرا عسكريا".

وفي تصريحات له أثناء زيارة للصين، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه ينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي للخروج بخطة إنسانية تضمن وصول المساعدات إلى إدلب.

وقال الوزير "الواقع...هو أن الأسد يريد فقط نصرا عسكريا وقد بدأ هجوما لاسترداد منطقة إدلب بدعم روسيا".

وقالت الأمم المتحدة إنها تجهز لتقديم مساعدات لنحو 900 ألف شخص قد يفرون في حال احتدام القتال.

وتتهم المعارضة روسيا وحلفاءها بمهاجمة المستشفيات ومراكز الدفاع المدني لإجبار المعارضة على الاستسلام في تكرار لهجمات عسكرية كبيرة على مناطق مثل حلب والغوطة الشرقية.