تطوير اختبار للدم يقتفي أثر الولادة المبكرة

بروتينات موجودة في جسيمات دقيقة متداولة في الدم تحمل أدلة مهمة حول الولادة المبكرة.
وفاة مليون طفل سنويا نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة
الولادة قبل موعدها تسبب مشاكل في النمو

واشنطن - قال باحثون أميركيون إنهم طوروا اختبارًا جديدًا للدم يمكن أن يتنبأ بخطر الولادة المبكرة التي تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
الاختبار طوره باحثون بمستشفى بريغهام للنساء في مدينة بوسطن الأميركية ونشروا نتائجه في العدد الأخير من دورية (American Journal ofObstetrics & Gynecology) العلمية.
وأوضح الباحثون أن التنبؤ بالولادة المبكرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أمر صعب، ويمكن أن تحدث تلك الولادات نتيجة عدة أسباب أبرزها المخاض قبل الأوان، تمزق أغشية المشيمة مبكرًا، وتسمم الحمل، وتعتبر الأمهات اللواتي سبق لهن الولادة المبكرة أكثر عرضة للخطر.

نأمل أن يكون التشخيص المبكر خطوة أولى مهمة نحو العلاج

وفي محاولة للتنبؤ بهذه الحالة، طوّر الفريق اختبارا للدم يعتمد على قياس 5 بروتينات صغيرة منتشرة في عينات، ووجدوا أن تلك البروتينات الموجودة في الجسيمات الدقيقة المتداولة في الدم قد تحمل دلائل مهمة حول الولادة المبكرة.
واستفاد الفريق من عينات الدم التي جمعت من سيدات حوامل نهاية الثلث الأول من الحمل، وكانت موجودة في 3 بنوك بيولوجية في سياتل وبوسطن وبيتسبيرغ في الولايات المتحدة.
وقارن الفريق تلك العينات، مع عينات دم أخرى مأخوذة من 261 سيدة من الحوامل، في نفس عمر وفترة الحمل للسيدات اللاتي تم أخذ عيناتهن من البنوك البيولوجية.
ووجد الباحثون أن نتيجة الاختبار الإيجابية تشير إلى وجود خطر بنسبة 20% لحدوث الولادة المبكرة أواخر الثلث الأول للحمل، فيما تشير النتيجة السلبية لإمكانية حدوث الولادة المبكرة بنسبة 2%.
ويخطط الفريق للتحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها على مجموعة أكبر من السيدات الحوامل، مع إجراء مزيد من التحسين على الاختبار، ويتضمن إضافة عوامل خطر أخرى مثل خصائص الأم لزيادة تحسين دقة الاختبار.
كما يأمل الباحثون في استخدام نفس طريقة الاختبار للبحث عن علامات تشخيصية للظروف الأخرى المرتبطة بحدوث ولادة مبكرة مثل سكري الحمل.
وقال الدكتور توماس مكيلراث، قائد فريق البحث: "إن هناك الكثير من المشكلات تحدث أثناء الحمل والتي تؤدي إلى الولادة المبكرة في نهاية الثلث الأول من الحمل".

فحص الدم
طريقة آمنة ودقيقة

وأضاف: "هدفنا هو تطوير علامات تشخيصية لهذه الحالة التي لا يوجد لها علاج أو طرق وقائية تواجهها حتى الآن، ونأمل أن يكون التشخيص المبكر خطوة أولى مهمة نحو العلاج، خاصة عندما يستند التشخيص على أسباب بيولوجية".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقدر من 15 مليون طفل يولدون مبكرا، ويموت حوالي 1 مليون طفل سنويا نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشاكل في النمو على المدى الطويل.
ويعاني الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل من مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاجون لرعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم العمل دون مساعدة خارجية.