تعاون عسكري فرنسي يوناني لكبح انتهاكات تركيا في المتوسط

فرنسا تعتزم إبرام اتفاق مع أثينا لتعزيز الجهود العسكرية ومساعدة السلطات اليونانية في مواجهة التوترات العديدة التي تثيرها أنقرة في بحر إيجه وشرق المتوسط.
مناورات بحرية مشتركة بين فرنسا واليونان لتعزيز الأمن في مياه المتوسط
أثينا تعزز أسطولها العسكري بطائرات 'ميراج 2000' و 'ان اتش 90' الفرنسية

باريس - تكثف باريس جهودها العسكرية في تعزيز التعاون العسكري مع اليونان لكبح الانتهاكات التركية شرق المتوسط، فيما تواصل أنقرة عمليات التنقيب غير المشروعة عن الغاز والنفط في المياه المتوسطية.

وكررت باريس في الأشهر الأخيرة انتقادها لـ"الاستفزازات" التركية في شرق المتوسط حيث تثير عمليات التنقيب عن الغاز توترات بين أنقرة ودول المنطقة، وهي اليونان وقبرص وإسرائيل ولبنان ومصر.

وذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورونس بارلي الأحد أنها ستناقش خلال لقائها بنظيرها اليوناني نيكلاوس باناياتوبولوس تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع وتوقيع اتفاق شراكة ثنائي بحلول شهر يونيو/حزيران.

وقالت الوزيرة في حوار نشرته صحيفة 'تو فيما' اليونانية، "سأزور أثينا للحوار مع نظيري اليوناني حول اتفاق الشراكة المستقبلي" الاثنين.

وأضافت "تعتزم فرنسا الوقوف إلى جانب اليونان لمساعدتها في مواجهة التوترات العديدة في بحر إيجه وشرق المتوسط".

وتعيش اليونان فترة توتر مع أنقرة عقب اتفاق مثير للجدل وقع في نوفمبر/تشرين الثاني بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، حول تحديد المنطقة الاقتصادية البحرية للدولتين. وتجاهل الاتفاق جزر يونانية شرق المتوسط.

وخلال زيارة لرئيس الحكومة اليوناني كيرياكوس ميتسوتكيس إلى باريس نهاية يناير/كانون الثاني، أكد له الرئيس إيمانويل ماكرون دعم فرنسا لليونان في مواجهة التحديات الإقليمية، وأعلن عن توقيع اتفاق شراكة إستراتيجية بين البلدين في مجال الأمن بحلول يونيو/حزيران.

وذكّرت وزيرة الدفاع الفرنسية في حوارها الصحافي بمشاركة سفن يونانية وفرنسية "في مناورات مشتركة ببحر ايجه" وأن "فرقاطة يونانية ترافق حاليا حاملة الطائرات شارل ديغول في مهامها بالمتوسط".

وأعلنت بارلي أن "مناورة جوية كبيرة تحمل اسم اينيوكوس، ستجمع قريبا جدا القوات الجوية في بلدينا".، مؤكدة أن "العمل المشترك بين جيشينا يتطور".

بارلي: فرنسا مستعدة للاستثمار في علاقة عسكرية مستدامة مع اليونان
بارلي: فرنسا مستعدة للاستثمار في علاقة عسكرية مستدامة مع اليونان

في إطار هذا التعاون وقعت أثينا عقدين مهمين لتجديد أسطولها من طائرات 'ميراج 2000' ومروحيات 'ان اتش 90'، علاوة على مذكرة نوايا لشراء فرقاطتين فرنسيتي الصنع.

وشددت الوزيرة أن "اليونان تواجه اليوم عدة تحديات إقليمية تمثل أيضا تحديات لأوروبا بأكملها. مصالحنا الأمنية مترابطة ومشتركة في كل مكان، هنا في المتوسط وأيضا في الساحل وفي الخليج".

وأضافت "نحن مستعدون للاستثمار في علاقة مستدامة لأن رؤيتنا الإستراتيجية والجيوسياسية في أوروبا والمتوسط متشابهة".

وتأتي تصريحات وزيرة الجيوش الفرنسية في وقت تواصل فيه تركيا عمليات التنقيب عن المحروقات في شرق المتوسط خصوصا في المياه القبرصية، متجاهلة التحذيرات الأوروبية بفرض عقوبات على خلفية العمليات الغير مشروعة  التي تمثل انتهاكا للقوانين الدولية.

وسبق أن نددت كل من قبرص واليونان بالانتهاكات التركية. وقالت الدولتان  إن تركيا تحولت إلى دولة تمارس القرصنة في شرق المتوسط وتصر على السير في طريق انتهاك الشرعية الدولية الذي اختارته.

وأكد البلدان أن السلطات التركية تجاهلت دعوات المجتمع الدولي على نحو متكرر، خصوصا نداءات الاتحاد الأوروبي لإنهاء أنشطتها غير القانونية ضمن المياه الدولية القبرصية.

وفرض الاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني عقوبات على الكيانات المسؤولة عن أنشطة التنقيب عن المحروقات غير المرخصة في شرق المتوسط.

ويرجح إصرار تركيا على مواصلة عمليات التنقيب غير القانونية في المتوسط، تحركا أوروبيا جديدا باتجاه فرض عقوبات أكثر حدة قد تشمل الاقتصاد التركي الذي يعيش انكماشا آخذا في التفاقم نتيجة العقوبات الأميركية التي فرضت على أنقرة بعد شرائها منظومة الدفاع الروسية 'إس 400'.