تفجير انتحاري يستهدف المتحدث باسم الحكومة الصومالية

العديد من المراقبين يرون أن أزمة الحكم والجمود الانتخابي في الصومال يحوّلان الانتباه عن المشاكل الأكثر أهمية في البلاد مثل تمرد حركة الشباب الإسلامية المتطرفة.
الحكومة الصومالية تقول إن إصابة المتحدث باسمها ليست خطيرة
محاولة اغتيال المتحدث باسم الحكومة الصومالية تأتي في غمرة أزمة سياسية

مقديشو - نجا المتحدث باسم الحكومة الصومالية الأحد من محاولة اغتيال حين قفز انتحاري من حركة الشباب المتطرفة على سيارته وفجر قنبلة، فيما يأتي الاعتداء بينما يفترض استئناف انتخابات مثيرة للجدل كانت قد تأجلت عدة مرات في خضم أزمة سياسية بالبلد الذي يشهد اضطرابات أمنية.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الصومالي والشرطة أن الناطق باسم الحكومة الفيدرالية محمد إبراهيم معلمو أُصيب الأحد في هجوم إرهابي في العاصمة مقديشو، مضيفا أن جروحه ليست خطيرة.

ووفق مصادر عدة، فإن المهاجم حاول التشبث بسيارة الناطق باسم الحكومة قبل أن يفجّر القنبلة ما تسبب بتدمير السيارة جزئيا.

وأكد الضابط في الشرطة محمد فرح من موقع الهجوم أن "انتحاريا قفز على السيارة التي كانت تقلّ المتحدث باسم الحكومة محمد ابراهيم. إنه محظوظ للبقاء على قيد الحياة ولإصابته بجروح طفيفة"، مضيفا أن "شخصَين آخرَين أُصيبا في الانفجار".

وأكد شهود عيان أن المهاجم اندفع نحو السيارة قبل دوي انفجار قوي. وأشار شاهد يدعى عبدالرحمن مُعَلين علي إلى أنّ "أشلاء بشرية متناثرة شوهدت في المنطقة".

وتبنت حركة الشباب الهجوم. وأكد المقاتلون الجهاديون في بيان أن "الهجوم كان يستهدف أحد المسؤولين في الحكومة ونُفذ وفقا لما كان متوقعا".

والمتحدث باسم الحكومة محمد إبراهيم معلمو هو مستشار رئيس الوزراء منذ أكثر من عام وقد كان صحافيا سابقا في هيئة 'بي بي سي' والأمين العام السابق للاتحاد الوطني للصحافيين الصوماليين.

وسبق أن نجا من هجمات عدة ضد فنادق كان نزيلا فيها، أحدها استهدف عام 2019 فندقا كبيرا وتلاه حصار استمرّ قرابة 22 ساعة.

ويأتي هجوم الأحد في وقت من المقرر أن يستأنف فيه الصومال آليته الانتخابية التي تمّ تأخيرها مرات عدة والمتعثّرة منذ أشهر، على خلفية توترات بين الرئيس محمد عبدالله محمد الملقب فارماجو ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي.

وانتهت ولاية الرئيس فارماجو الذي تولى السلطة عام 2017، في 8 فبراير/شباط 2021، بعدما فشل في تنظيم انتخابات. وأشعل إعلان تمديد ولايته لعامين في منتصف أبريل/نيسان مواجهات مسلحة في مقديشو.

وبهدف إعادة إرساء الهدوء كلف رئيس البلاد، رئيس الوزراء بتنظيم انتخابات، لكن في الأشهر التي تلت استمرت المشاحنات بين الرجلين ما أثار الخشية من أن يتحول صراعهما إلى أعمال عنف معممة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021علّق فارماجو مهام روبلي الذي كان قد عيّنه بنفسه في سبتمبر/أيلول 2020. واتهم روبلي الرئيس "بمحاولة انقلاب" متحديا سلطته، في حين دعت المعارضة فارماجو إلى الاستقالة.

ومنذ أسبوع، أعلن روبلي والقادة المحليون الصوماليون التوصل إلى اتفاق لإجراء الانتخابات النيابية بحلول 25 فبراير/شباط وأكد فارماجو مساندته لهذا الاتفاق.

وفي هذا الإطار، تم انتخاب رئيس جديد للجنة الانتخابات السبت الماضي بعدما أقال روبلي رئيسها السابق، ما فتح المجال أمام استئناف عملية التصويت.

وبحسب النظام الانتخابي المعقد في الصومال، يختار مجالس الولايات الخمسة في البلاد ومندوبون عن عدد لا يحصى من العشائر، النواب الذين ينتخبون بدورهم الرئيس.

وانتهت انتخابات مجلس الشيوخ بالنسبة لكل الولايات باستثناء غالمودوغ. وبدأ التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 لمجلس النواب.

ويرى العديد من المراقبين أن أزمة الحكم والجمود الانتخابي يحوّلان الانتباه عن المشاكل الأكثر أهمية في الصومال مثل تمرد حركة الشباب.

وتسعى الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى الإطاحة بالحكم الفدرالي الهش في الصومال المدعوم من المجتمع الدولي والذي يسيطر على أراض واسعة في المناطق الريفية وذلك من خلال تنفيذ الحركة هجمات تصل حتى إلى العاصمة. وشهدت مقديشو الاثنين هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة تبنّته حركة الشباب وأسفر عن أربعة قتلى.