تفجير دموي بتل أبيض السورية يضغط على الوجود التركي

العملية الإرهابية بمدينة تل أبيض شمال سوريا تسفر عن مقتل 9 أشخاص كحصيلة أولية، في ظل تواجد القوات التركية التي تفشل مجددا في حماية المدنيين رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على تأمين المنطقة.
التفجير يودي بحياة أربعة مدنيين
المرصد السوري لحقوق الإنسان يتوقع ارتفاع حصيلة القتلى بالهجوم
22 جريحا حصيلة الجرحى بالتفجير الإرهابي بمدينة تل أبيض

تل أبيض (سوريا) - قتل تسعة أشخاص حوالي نصفهم من المدنيين السبت في انفجار سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويعكس هذا العمل الإرهابي الرابع من نوعه خلال شهر، الهشاشة الأمنية شمال سوريا القابع تحت سيطرة القوات العسكرية التركية العاجزة منذ تواجدها عن حماية المدنيين من تفجيرات مستمرة.

وأوضح المرصد أن "تفجيراً بسيارة مفخخة في حي الصناعة في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، أودى بحياة أربعة مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلان، وخمسة آخرين لم تتضح هويتهم" وما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين.

وأسفر التفجير عن إصابة نحو 22 شخصاً بجروح، بينهم حالات خطرة، وفق المصدر ذاته، فيما يرجح أن يرتفع عدد قتلى الهجوم.

ورصدت تقارير إعلامية في مكان الحادث بقع دماء على الأرض وشاحنة 'بيك أب' صغيرة مشتعلة إلى جانب مبنى طالته الأضرار.

ومن المتوقع أن توجه وزارة الدفاع التركية كالمعتاد أصابع الاتهام للمقاتلين الأكراد. وقد اتهمت السبت مجدداً في تغريدة على تويتر، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها مجموعة "إرهابية"، بتنفيذ التفجير في تل أبيض.

وسيطرت تركيا والفصائل السورية الموالية لها إثر هجوم أطلقته في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، واستمر أسابيع عدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كيلومتراً بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).

ومنذ سيطرة القوات التركية عليها، تشهد تلك المنطقة تفجيرات عدة بالسيارات المفخخة من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

وفي مدينة تل أبيض وحدها، قتل ثمانية أشخاص في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني و13 شخصاً في الثاني من الشهر ذاته في تفجيرين بسيارتين مفخختين.

وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد في 23 أكتوبر تشرين/الأول، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.

وبرغم تعليق الهجوم، تخوض القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ أسابيع معارك مع قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، جنوب المنطقة التي سيطرت عليها.

وتمكنت من السيطرة على بلدات وقرى أخرى، بحسب المرصد السوري، عبر سياسة القضم التدريجي لمناطق سيطرة المقاتلين الأكراد.

وتسعى تركيا إلى إقامة "منطقة آمنة" تعيد إليها جزءاً كبيراً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها.

ويأتي هذا التفجير بمؤشرات تدل على التعثر التركي في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة.

وتواجه تركيا تحديات أمنية وأن الدعاية "للمنطقة الآمنة" تهتز على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر، وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.