تفهم أميركي لهواجس الإمارات الأمنية من سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة

مجلس الأمن الدولي يقرر إرسال بعثة إلى اليمن في مسعى لمنع شن هجوم للتحالف العربي على ميناء الحديدة الذي يعتبر شريانا للمساعدات الإنسانية ويمثل أيضا منفذا حيويا لإمدادات السلاح الإيرانية للمتمردين الحوثيين.

بومبيو تحادث مع قادة الإمارات لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية
مفاوضات أممية للحيلولة دون تحرير التحالف لميناء الحديدة
تحرك أممي يشير إلى قرب هجوم التحالف لتحرير ميناء الحديدة
ميناء الحديدة منفذ حيوي لتدفق إمدادات السلاح الإيرانية للحوثيين

واشنطن/نيويورك - أبلغت وزارة الخارجية الأميركية دولة الإمارات الاثنين بضرورة استمرار تدفق المساعدات عبر ميناء الحديدة في اليمن وسط تقارير بأن القوات الإماراتية عازمة على تحرير المرفأ من قبضة المتمردين الحوثيين.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "لقد تحدثتُ مع القادة الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في مراعاة هواجسهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية الضرورية".

ولم يصل بيان بومبيو إلى حد تحذير التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من السيطرة على المدينة.

إلا أنه حضهما على دعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة. وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في اليمن اعتبرت أن هجوما كهذا سيكون "كارثيا".

قوات يمنية تتقدم بدعم اماراتي
الاسناد الإماراتي مكن القوات اليمنية من تحقيق انتصارات استراتيجية على الحوثيين

ويأتي الإعلان الأميركي عن تفهم واشنطن لهواجس الإمارات الأمنية في ظل ما يشكله الحوثيون المدعومين من إيران من خطر على أمن المنطقة بسيطرتهم على منفذ حيوي يعتبر شريانا مهما لتدفق الأسلحة الإيرانية للميليشيا المتمردة.

كما يأتي هذا الإعلان بينما قرر مجلس الأمن الدولي الاثنين إرسال بعثة إلى اليمن برئاسة مبعوث الأمم المتحدة إلى هذا البلد في مسعى لمنع شن هجوم للتحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة الذي يعتبر شريانا للمساعدات الإنسانية ويمثل أيضا منفذا حيويا لإمدادات السلاح الإيرانية للمتمردين الحوثيين.

ويشير التحرك الأممي إلى قرب حسم التحالف لمعركة الحديدة التي تعتبر مصيرية وتشكل منعطفا حاسما في الحرب على المتمردين المدعومين من إيران.

ويأتي التحرك الأممي تحت عنوان ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية لليمن والتي يحرص التحالف أيضا على استمرارها، لكن التحرك الأممي يتجاهل في المقابل خطر بقاء الميناء تحت سلطة الميليشيا التابعة لإيران.

ولم تقبل الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة ومطار صنعاء وهما منفذان حيويان لإمدادات الأسلحة الإيرانية للحوثيين.

وشن الحوثيون مرارا هجمات بصواريخ باليستية إيرانية على مناطق في السعودية ولم تتمكن الأمم المتحدة من منع تلك الهجمات مكتفية بإدانة لم تكبح أنشطة إيران وأذرعها في اليمن.

والتقى المجلس في اجتماع مغلق للاستماع إلى تقرير المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه للإبقاء على الميناء الحيوي مفتوحا أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش إن غريفيث يجري "مفاوضات مكثفة" بشأن مصير الميناء.

وتابع "آمل أن نجد سبيلا لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة".

وبعد انتهاء الاجتماع، دعا السفير الروسي فاسيلي نيبنزياالذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن في يونيو/حزيران إلى تخفيف التوتر، مشددا على أن المجلس يتابع "عن كثب" التطورات الأخيرة.

وقال للصحافيين "نأمل أن تسفر جهود المبعوث الخاص عن نتائج إيجابية. سنترك الأمر بين يديه في الوقت الراهن".

وكانت بريطانيا طلبت إجراء محادثات عاجلة بعدما أبلغت وكالات المساعدة في منطقة الميناء الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون باحتمال شن قوات الإمارات هجوما وشيكا على الميناء.

وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 250 ألف شخص سيتعرضون للخطر إذا نفذ التحالف هجوما شاملا للسيطرة على الميناء الذي تعتبره المنظمة الدولية نقطة العبور الرئيسية للإمدادات التجارية والمساعدات إلى اليمن ويعتبره التحالف العربي بقيادة السعودية شريانا حيويا للأسلحة الإيرانية للحوثيين.

وخلال الاجتماع المغلق، أطلع غريفيث أعضاء المجلس عبر الفيديو على الوضع مع مدير المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوفكوك.

وقال لوفكوك للمجلس إن أي هجوم على الحديدة سيكون "كارثيا"، معربا عن تصميم وكالات الأمم المتحدة على "البقاء والعمل" في اليمن.

وأوضح أن 90 بالمئة من غذاء اليمن يعتمد على الواردات وأن 70 بالمئة من تلك الواردات تأتي عبر ميناء الحديدة.

ويقول التحالف العسكري العربي إن المتمردين الحوثيين يستخدمون الميناء الواقع على البحر الأحمر لتهريب الأسلحة.

وقال التحالف الأسبوع الماضي إن القوات اليمنية تقدّمت إلى حدود تسعة كيلومترات من الحديدة.

ومن المقرر أن يقدم غريفيث أمام المجلس الاثنين خطة سلام لليمن، لكنه شدد على أن أي عمل عسكري يمكن أن يعوق جهوده.

ومنذ سنوات، يشهد اليمن نزاعا بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين.

وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ايلول 2014.