تقارب تونس مع الصين وروسيا وإيران يثير قلقا أوروبيا

توجه تونس نحو الشرق يتصدّر نقاشات طارئة لعدد من المسؤولين الأوروبيين.

تونس - يثير توجه تونس نحو الشرق بحثا عن شركاء جدد مخاوف الاتحاد الأوروبي من خسارة شريك تقليدي، فيما ذهب مسؤولون أوروبيون إلى حد التحذير من سقوط البلد الواقع في شمال في أفريقيا في أيدي روسيا والصين.

وأفاد موقع "أخبار شمال أفريقيا" نقلا عن "قناة فرانس 24" بأن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أعربوا عن قلقهم حيال التقارب بين تونس وكل من روسيا والصين وإيران، فيما يأتي هذا الموقف بعد أيام قليلة من إلغاء الحكومة التونسية تأشيرة الدخول بالنسبة للإيرانيين.

وبحسب المصدر نفسه "لم يكن مقررا مناقشة الملف التونسي خلال اجتماع أوروبي"، مستدركا أن "الحاجة إلى تقييم العلاقات أدت إلى دعوة طارئة للنقاش".

وتطرقت النقاشات إلى "المخاوف حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس"، فيما طالبت منظمات حقوقية بمراجعة مذكرات التفاهم الأوروبية التونسية.

وتركّز الدبلوماسية التونسية بتوجيهات من الرئيس قيس سعيد على الدخول في شراكات جديدة مع العديد من الدول، ضمن جهوده لإيجاد منافذ تمويلية للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد. 

ويأتي التوجه نحو الشرق بعد أن رفض سعيّد الرضوخ لكافة الضغوط الخارجية التي مورست من أجل دفعه إلى القبول بشروط صندوق النقد الدولي لتمويل تونس بقرض بنحو 1.9 مليار دولار، مشددا على أن الإصلاحات التي تطلبها الجهة الدولية المالية بمثابة تقريب عود ثقاب من مواد شديدة الانفجار، رافضا ما أسماه "المساس بالسلم الأهلي" للبلاد.

وأثارت الزيارة التي أداها سعيد إلى الصين منتصف الشهر الجاري قلقا أوروبيا، لا سيما وأن تقارير تحدثت عن "آفاق واعدة جدا"، وسط توقعات بأن تعطي دفعة للتعاون بين تونس وبكين.

وفازت العديد من المقاولات الصينية خلال الفترة الأخيرة بصفقات لتطوير البنية التحتية في تونس، واضعة بذلك حدّا لاستحوذا الشركات الأوروبية على أغلب المشاريع في هذا المجال.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أدى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زيارة إلى تونس التقى خلالها نظيره التونسي نبيل عمار والرئيس قيس سعيد، فيما تركزت المباحثات حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في الطاقة والصحة والثقافة كما أكد لافروف استعداد بلاده لزيادة إمدادات الحبوب.

وكان أستاذ الاقتصاد بجامعة نابل آرام بلحاج قد قال في تصريح سابق إن "الصين وزنها كبير ورؤيتها للمنطقة كبيرة، فمن بين 400 مليار دولار من الاستثمارات لأفريقيا لو يكون نصيبنا 10 بالمئة يكون هناك مكسب كبير".

وكان وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني قد حذر في وقت سابق من "مخاطر زيادة حضور روسيا والصين في تونس"، بالتزامن مع تبادل الزيارات وحديث قوى سياسية مؤيدة لقيس سعيد عن  نوايا لانضمام تونس إلى مجموعة "بريكس".

ويؤيد العديد من التونسيين المساعي الدبلوماسية لتنويع شراكات البلاد في مختلف القطاعات على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة والتخلص من الارتهان إلى الشركاء الأوروبيين، خاصة بعد الضغوط التي فرضتها القوى الغربية وتعثر المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي بشأن القرض.

وكان السفير التونسي الأسبق توفيق وناس قد أكد أن "الدبلوماسية التونسية تعتمد على توجه جديد يهدف إلى "تنويع العلاقات الدبلوماسية وعدم الاصطفاف وراء أي دولة أو مجموعة من الدول"، معتبرا أن هذا التطور له "تأثير جيد على العلاقات الاقتصادية والتجارية وعلى المصالح التونسية بصفة عامة".