تقارب قطري عماني يهدف إلى إرباك التحالف العربي

الزيارة غير المعلنة لوزير الدفاع القطري لمسقط تحيل إلى تحركات مكثفة تقوم بها الدوحة لتعزيز تحالف رباعي يشمل تركيا وإيران وسلطنة عمان التي تحولت من الحياد في الأزمات بالمنطقة إلى لاعب اختار سياسة المحاور والتخندق.
قطر وسلطنة عمان تبحثان تعزيز التعاون العسكري
وزير الدفاع القطري في زيارة غير معلنة لمسقط
تنسيق قطري عماني يذهب بعيدا في تعزيز التحالف مع إيران
مسقط دخلت على خط الأزمة اليمنية من وسيط إلى ضلع في المحور القطري الإيراني

الدوحة - كثّفت قطر من التحرك باتجاه تعزيز التنسيق مع سلطنة عمان التي دخلت في الفترة الأخيرة على خط الأزمة اليمنية في تقارب لافت مع المحور القطري الإيراني وجهود إرباك وتشتيت جهود التحالف العربي الذي يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران والذين تسندهم الدوحة ومنصاتها الإعلامية.

وفي زيارة لم يعلن عنها مسبقا وصل وزير الدفاع القطري خالد محمد العطية اليوم الأحد إلى مسقط استهلها بمباحثات مع نظيره العماني بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

وتحيل الزيارة إلى التحركات المكثفة التي تقوم بها الدوحة لتشكيل تحالف رباعي يشمل قطر وتركيا وإيران وسلطنة عمان التي تحولت من الحياد في الأزمات في المنطقة إلى لاعب اختار على ما يبدو سياسة المحاور والتخندق.

وفشلت كل الجهود التي قادتها سلطنة عمان لفك عزلة قطر وحل أزمة إيران رغم نفيها رسميا أن تكون زيارات وزير خارجيتها يوسف بن علوي لطهران ضمن وساطة لتهدئة التوتر في المنطقة، مكتفية بالتأكيد على أنها تقود جهودا لضمان حماية أمن الملاحة البحرية في هرمز على اثر عمليات تخريب طالت ناقلات نفط.

والتقى الوزير القطري بنظيره العماني في معسكر بيت الفلج. وجرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات التاريخية بين القوات المسلحة في البلدين"، وفق بيان لوزارة الدفاع القطرية التي ذكرت أيضا أنه تم "مناقشة العلاقات العسكرية بين الجانبين وسبل تعزيزها وتطويرها".

ويرافق العطية خلال الزيارة التي لم يعُلن عن مدتها ولا متى بدأت، عدد من قيادات القوات المسلحة القطرية.

والتقى وزير الدفاع القطري خلال زيارته اليوم الأحد أيضا بنائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عُمان فهد بن محمد آل سعيد.

وتأتي الزيارة رفيعة المستوى في ظل استمرار أزمة قطر التي اندلعت في يونيو/حزيران 2017، بعد أن أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها إجراءات عقابية بعد أن استنفدت كل الجهود الدبلوماسية لإثناء الدوحة عن سياسة دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في الشؤون الخارجية لدول المنطقة.

وكانت صحيفة 'العرب' اللندنية قد سلطت الضوء في سلسلة تقارير على تصاعد التنسيق العماني- القطري في الملف اليمني وتسرب العديد من القيادات السياسية والإعلامية في الشرعية إلى سلطنة عمان والنشاطات التي تقوم بها "خلية مسقط" لتأجيج الأوضاع في اليمن وإرباك التحالف العربي إعلاميا وسياسيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها إن دوائر مؤثرة في الشرعية اليمنية أوعزت إلى إعلاميين وناشطين ومسؤولين بالانضمام إلى خلية مسقط في سياق محاولات لابتزاز التحالف العربي والضغط على الحكومة السعودية.

كما أشارت إلى أن هذا التنسيق يستهدف إفشال جهود المملكة لإعادة ترتيب الجبهة المناوئة للحوثيين واحتواء القوى والمكونات السياسية المعادية للمشروع الإيراني في اليمن وهو ما يعتبره حزب الإصلاح (الاخواني) ومقربون من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استهدافا لما يرونه استحقاقات سياسية ومادية.