تقدم ميداني يُقرّب دمشق من السيطرة الكاملة على الجنوب الغربي

القتال يتركز حتى الآن على المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من درعا حيث سيطر الجيش والميليشيات المسلحة المتحالفة معه على عدد من القرى، لكن الهجوم امتد منذ أيام لمناطق على مشارف المدينة.

فرنسا تحذر من زعزعة الاستقرار في الجنوب الغربي لسوريا
الأردن يرفع حالة التأهب على الحدود مع سوريا
الأردن لن يفتح حدوده لاستقبال نازحين سوريين
السيطرة الكاملة لن تترك للمعارضة المسلحة إلا أقصى الشمال الغربي

بيروت - قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش السوري اشتبك مع مسلحي المعارضة في مدينة مهمة في جنوب غرب سوريا اليوم الخميس فيما تسبب تكثيف الضربات الجوية على المنطقة في مقتل العشرات.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة السيطرة على كل شبر من سوريا. والسيطرة على الجنوب الغربي، وهو من أول نقاط انطلاق الانتفاضة ضد الأسد، ستجعل من شمال غرب البلاد المنطقة الوحيدة المتبقية معقلا للمعارضة المسلحة في البلاد.

وجنوب غرب البلاد يشمله اتفاق خفض التصعيد الذي أبرمته في العام الماضي الولايات المتحدة والأردن وروسيا الحليفة الوثيقة للأسد.

لكن على الرغم من أن واشنطن حذرت من أنها سترد على انتهاك الاتفاق لكنها لم تظهر أي بادرة حتى الآن على ذلك وشجبت شخصيات من المعارضة "سكوت" واشنطن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم الجيش السوري في الجنوب الغربي والمدعوم بضربات جوية وقصف قتل 93 مدنيا منذ 19 يونيو/حزيران من بينهم 46 قتيلا الأربعاء واليوم الخميس.

وتقع المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في الجنوب الغربي على طول الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ثم تقل إلى بضعة كيلومترات فقط عند مدينة درعا.

وتركز القتال حتى الآن على المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من درعا حيث سيطر الجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه على عدد من القرى، لكن الهجوم امتد لمناطق عن مشارف المدينة يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله إن الجيش سيطر على مدينة الحراك في شمال شرقي درعا، فيما ذكر المرصد أن القوات السورية تتقدم إلى وسط المدينة لكن القتال مستمر.

وقال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة اليوم الخميس إن هدف هجوم الجيش السوري والجماعات المسلحة المتحالفة معه هو تقسيم المنطقة التي يسيطرون عليها في الجنوب الغربي إلى شطرين من خلال السيطرة على قاعدة جوية قرب الحدود مع الأردن.

وقال أبوشيماء وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في المنطقة إن هدفهم هو فصل ريف درعا الغربي عن المدينة وريف درعا الشرقي، لكنه أشار إلى أن مقاتلي المعارضة صامدون بما لم يمكنهم من التقدم.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ومصدران بالمعارضة إن طائرات قصفت بصرى الشام ونوى ورخم وبلدات أخرى في محافظة درعا.

ويمثل القتال الدائر في جنوب غرب سوريا حساسية للأردن وإسرائيل إلا أن القصف لم يركز حتى الآن على الأراضي القريبة جدا من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقالت فرنسا إنها تشعر بالقلق العميق من الهجوم الذي حذرت من أنه قد يتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي.

ولم يصدر تعليق فوري من دمشق أو موسكو على القتلى من المدنيين بسبب الضربات الجوية إذ تقولان إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين المسلحين في الصراع الدائر منذ سبع سنوات.

وقال عبدالله محاميد المسؤول بالمعارضة في درعا إن الضربات الجوية متلاحقة "والمنزل يهتز بنا".

وقال أبوجهاد وهو مسؤول بالمعارضة المحلية قرب الحدود إن العنف منذ الأربعاء دفع ما لا يقل عن 11 ألف شخص للفرار من منازلهم وبلداتهم.

وأضاف أنه إذا استمر التصعيد فإن الناس ستتجه أكثر نحو الحدود مع الأردن وهضبة الجولان.

ودعا يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأردن إلى إبقاء حدوده مع سوريا مفتوحة.

وقال الأردن الذي يأوي بالفعل أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجل رسميا إنه لن يفتح الحدود لاستقبال المزيد من اللاجئين.

وقال مسؤول أردني طلب عدم ذكر اسمه قال إن الجيش الأردني رفع من حالة تأهبه على الحدود.

قصف مكثف على منطقة الجنوب الغربي السوري
قصف مكثف على منطقة الجنوب الغربي يتسبب في مقتل عشرات المدنيين وموجة نزوج

وقال التلفزيون الحكومي السوري إن القوات الجوية استهدفت مسلحين في بصرى الشام بشرق محافظة درعا اليوم الخميس وإن القوات الحكومية دخلت قريتين أخريين في اتجاه الشمال الشرقي.

وقال التلفزيون إن 450 مسلحا في منطقة اللجاة التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق من هذا الأسبوع سلموا أنفسهم وأسلحتهم لتسوية أوضاعهم مع الحكومة.

واستطاع الجيش السوري بمساعدة القوة الجوية الروسية ومسلحين مدعومين من إيران إخراج المعارضة المسلحة من جيوبها بالقرب من العاصمة دمشق هذا العام.

وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم في الجنوب الغربي شرد ما لا يقل عن 45 ألف مدني.

وحثت الخميس كلا من روسيا والولايات المتحدة والأردن على استخدام نفوذها لإنهاء العنف في جنوب غرب سوريا حيث يقود الجيش السوري هجوما منذ عشرة أيام ضد المعارضة المسلحة.

وقالت إن السلطات المحلية تقدر عدد الفارين من القتال في المحافظة بـ 70 ألف شخص. وتقول المنظمة الدولية إنها تعتقد أن العدد صحيح.