'تكرارات الخرطوميين' تقدم نموذجا من أدب ما بعد الحرب في السودان

مجموعة حسام الدين صالح القصصية تضم 200 قصة قصيرة جدا وتعبر فكرتها الجامعة عن مشاعر وذكريات وأفعال تحمل معنى التكرار والمبالغة والمضاعفة للفت النظر إلى الرغبة الإنسانية المستمرة في المحاولة والبلوغ للاكتمال.

الخرطوم - عبر 8 فصول تتطرق لموضوعات "المدن والحب والحرب والطرق والأحوال والأحزان والشخصيات والأقاويل"، صدرت حديثا عن دار المصورات للنشر بالخرطوم المجموعة القصصية الثالثة للكاتب السوداني حسام الدين صالح بعنوان "تكرارات الخرطوميين: أفعال مضاعفة لمطاوعة الأحلام".

المجموعة التي تكشف طرفا من أدب ما بعد الحرب في السودان، البلد الذي عانى كثيرا من الصراعات، تضم 200 قصة مكتوب أغلبها على طريقة "الومضة" أو القصة القصيرة جدا وتعبر فكرتها الجامعة، وفق مقدمة الكتاب، عن مشاعر وذكريات وأفعال تحمل معنى التكرار، والمبالغة والمضاعفة للفت النظر إلى الرغبة الإنسانية المستمرة في المحاولة والبلوغ للاكتمال.

تقوم بنية القصص من عناوينها ومحتواها على صيغة "التفعُّل" في اللغة العربية، والتي تأتي لتحقيق عدة مقاصد منها: المطاوعة والتكلُّف والاتخاذ والتجنُّب والتدرج والصيرورة.

تتوزع القصص على ستة فصول رئيسية هي: "تكرارات المدن، تكرارات الحب، تكرارات الحرب، تكرارات الطرق، تكرارات الأحوال، وتكرارات الأحزان" ويتناول كل محور موضوعًا مختلفًا من خلال قصص تحمل عناوينها أفعالا مثل "تبضُّع"، "توحُّد"، "تسلُّل" وغيرها، بغرض عكس حالة التفاعل بين الإنسان الراغب في التغيير بشتى السبل ومحيطه الاجتماعي والثقافي.

و"تأتي محتويات المجموعة المفهرسة ككلمات القواميس لا لتدل على معان لغوية فحسب، لكن لتشير إلى محاولات العيش في عالميْ الحقيقة والخيال، وكلها ترمز لمعانٍ يعاني منها أبطال القصص الذين تسميهم المجموعة بالخرطوميين الذين بقي منهم من بقي وتفرق منهم من تفرق جراء ويلات الحرب والغربة والنزوح".

أصدر حسام الدين صالح من قبل مجموعتين قصصيتين هما "المتدحرجون من الخرطوم" و"خرطوم الجن"، بجانب رواية "زيدان الزقزاق".