تمسك مصري أردني بمرجعيات السلام في الشرق الأوسط

العاهل الأردني ينهي زيارة قصيرة للقاهرة بحث خلالها مع الرئيس المصري صفقة القرن الأميركية وسط مخاوف أردنية من أن يصبح الأردن "وطنا بديلا" للفلسطينيين.

الرئيس المصري والعاهل الأردني يشددان على حل الدولتين
تنسيق مصري أردني في التعاطي مع صفقة القرن الأميركية
مستشار ترامب يزور قريبا الشرق الأوسط للترويج لصفقة القرن
واشنطن لم تعلن بعد تفاصيل خطة السلام المثيرة للجدل

القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي قام بزيارة قصيرة للقاهرة الاثنين أهمية تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي "على أساس حل الدولتين، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي اليوم الاثنين، إن السيسي والعاهل الأردني "توافقا حول أهمية تكثيف جهود استئناف مفاوضات عملية السلام وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ويأتي لقاء السيسي والملك عبدالله قبل جولة مرتقبة يقوم بها نهاية يوليو/تموز مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إلى الشرق الأوسط لمحاولة دفع خطته للسلام التي يرفضها الفلسطينيون وتتحفظ عليها الدول العربية لإسقاطها حق عودة اللاجئين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

ورغم أن كوشنر لم يعلن بعد تفاصيل خطته، إلا أن الأردنيين يخشون أن يدفع بلدهم الثمن الأكبر لهذه الخطة التي يطلق عليها "صفقة القرن" وأن يصبح "وطنا بديلا" للفلسطينيين.

وشهد الأردن موجتان من اللجوء الفلسطيني: الأولى عقب "النكبة" عام 1948 إثر إعلان قيام دولة إسرائيل والثانية بعد "النكسة" إثر حرب يونيو/حزيران عام 1967 عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية التي كانت تحت السيطرة الأردنية.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن أكثر من 2.2 مليون لاجئ. وأكثر من نصف عدد سكان الأردن البالغ 10 ملايين نسمة من أصول فلسطينية ويحمل ثلثاهم الجنسية الأردنية.

ويخشى الأردنيون في حال إسقاط حق العودة للاجئين، أن تصبح المملكة تحت ضغط الطلب منها تجنيس الثلث الأخير.

وغادر العاهل الأردني مصر بعد لقائه مع السيسي في طريقه إلى تونس حيث سيقدم التعازي بوفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

والشهر الماضي عُقد مؤتمر اقتصادي في البحرين لعرض الشق الاقتصادي لخطة السلام في الشرق الأوسط وقد شارك وفدان من مصر والأردن في المؤتمر على مستوى نائب وزير المالية.

وقاطعت كل من روسيا والصين والسلطة الفلسطينية هذا المؤتمر الذي حمل عنوان "من السلام إلى الازدهار"، فيما اعتبرت القيادة الفلسطينية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تعلن دعمها لإسرائيل، تسعى إلى شراء الفلسطينيين وحرمانهم من دولة مستقلة.

وأثار المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات الأسبوع الماضي موجة ردود قوية من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي حين تحدث عن خطة السلام الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن قائلا إنه "لا يمكن حل الصراع على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم أو مرجعيات قرارات الأمم المتحدة" وهو ما أثار ردودا قوية من أعضاء مجلس الأمن.