تنديد دولي باغتيالات استهدفت نشطاء عراقيين مناهضين لإيران

محافظة البصرة في جنوبي العراق تشهد منذ أيام عمليات اغتيال غامضة لنشطاء في الحراك الشعبي دفعت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاصدار قرارات أقال بموجبها عددا من القيادات الأمنية في المحافظة.
إيران حرضت ضد الناشطة ريهام يعقوب في البصرة
مجهولون يستهدفون النشطاء المشاركين في الاحتجاجات بالسلاح
مقتل 4 عراقيين بينهم ناشطان في احتجاجات البصرة

بغداد - دانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم الخميس الاعتداءات والاغتيالات التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومحتجين في الأيام الأخيرة بشكل خطير في محافظة البصرة بجنوبي العراق.

وقالت سفارة الولايات المتحدة في بغداد في بيان الخميس إن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الاعتداءات الأخيرة التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومُحتجين في البصرة، بما في ذلك عددٌ من الاغتيالات المستهدفة".

وأضافت أن "هذه الاعتداءات تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، مؤيدة "التزام الحكومة العراقية بمحاسبة أولئك المسؤولين بموجب القانون".

وأكدت الولايات المتحدة "مجدداً على دعوتها بأن يتمكن الناشطون المدنيون من العيش والعمل بسلام وأمان دونما خوفٍ من أعمال انتقامية عنيفة ضد نشاطاتهم".

وأمس الأربعاء، شهد العراق اعتداءات خطيرة وغامضة استهدفت نشطاء حيث قتل 4 أشخاص بينهم ناشطان باحتجاجات في محافظة البصرة، فيما نجت ناشطة أخرى من محاولة اغتيال في بغداد، بحسب مصدر أمني وشهود عيان، فيما تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بملاحقة القتلة.
وقال الملازم في الجيش ضمن قيادة عمليات البصرة محمد خلف إن "مسلحين مجهولين اعترضوا مركبة تقل الناشطة في الاحتجاجات ريهام يعقوب، وعددا من رفيقاتها وسط البصرة، وأطلقوا الرصاص تجاههم ما أدى إلى مقتلها وإحدى رفيقاتها".

وإضافة إلى كونها ناشطة في الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية والأمنية في العراق، تدير يعقوب ناديا للياقة البدنية مخصصا للنساء في محافظة البصرة.

وأضاف خلف أن "مسلحين مجهولين هاجموا مركبة تقل الناشط في الاحتجاجات فلاح الحسناوي وخطيبته وسط البصرة، وأطلقوا الرصاص تجاههما ما أدى إلى مقتلهما على الفور".

وفي سياق متصل أفاد شهود عيان أن ناشطة في التظاهرات تعمل مسعفة في ساحة التحرير وسط بغداد، نجت من محاولة اغتيال بنيران مسلح يحمل مسدسا كاتما للصوت.

وأضاف الشهود أن "الناشطة أصيبت بجروح، وتم نقلها إلى المستشفى".

وقالت مصادر عراقية إن جميع المستهدفين عرفوا برفضهم الفساد السياسي في العراق وخاصة بالتنديد بالتدخل الإيراني.

وكانت طهران قد حرضت في وقت سابق ضد الناشطين في مدينة البصرة زاعمة أنهم يثيرون أعمال شغب وعنف خدمة للمصالح الأميركية.

لب
سيارة ريهام يعقوب التي استهدفها المسلحون

وفي 2018 نشرت وكالة مهر الإيرانية الرسمية قائمة بأسماء ناشطين عراقيين من بينهم ريهام يعقوب، قالت إنهم يندرجون ضمن شبكة تم "استقطابها من قبل القنصلية الأميركية في البصرة" لتنفيذ مصالح أميركا في المنطقة، ومن بينها "استهداف مكانة إيران وتقسيم الشرق الأوسط ولاسيما العراق".

وأضافت في منشور يحمل صورة الناشطة العراقية المقتولة "رهام يعقوب إحدى الفتيات العراقيات الناشطات في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خريجة علوم التغذية ولديها العديد من المتابعين على حساباتها الاجتماعية، إلا أن منشوراتها لا تتعلق بأمور التغذية فقط بل تقود مظاهرات نسائية في المدينة تحت عناوين رياضية وتعليم وغيرها، إلا أن في الواقع أثرت عن طريق العديد من الأوسمة على أحداث البصرة مثل #نساء_مدينتي و #فخر مملكتي".

وفي أعقاب هذه الجرائم، تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بملاحقة القتلة.

وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر "أقلنا قائد شرطة البصرة، وعددا من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها".

وأكد أن "التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم مرفوض، وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم أجهزة وزارة الداخلية، والأمن بمهمة حماية أمن المجتمع، من تهديدات الخارجين على القانون".

من جهته علق سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، مارتن هوث، اليوم الخميس، على الاغتيالات التي تستهدف نشطاء الاحتجاجات.

وقال هوث في تغريدة على تويتر "أشعر بالحزن الشديد، في عشية السنة الهجرية الجديدة، لرؤية المزيد من الاغتيالات التي تستهدف الناشطين الشباب في البصرة".

وأضاف أن "اخضاع الميلشيات وجميع العصابات المسلحة للسيطرة وتقديم الجناة للعدالة هو أمر حاسم لأجل مستقبل العراق".

وبدأت الاحتجاجات في العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ولا تزال مستمرة على نحو محدود، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي.
ووفق أرقام الحكومة، فإن 565 شخصا من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين فيما يتهم العراقيون الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذها.
وتعهدت حكومة الكاظمي بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين، لكن لم يتم تقديم أي متهم للقضاء حتى الآن.