تنسيق إماراتي جزائري لدعم الحل السلمي في ليبيا

الشيخ عبدالله بن زايد يسلم الرئيس الجزائري دعوة زيارة رسمية من الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد أل نهيان.

الجزائر - وجّه وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعوة رسمية للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لزيارة الإمارات.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره صبري بوقادوم إنه نقل لرئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، تحيات نظيره الإماراتي، منتظرا منه تلبية دعوته لزيارة الإمارات.

وأضاف “نتطلع أن تكون الزيارة قريبة تسهم في تقوية العلاقات بين البلدين، خاصة في القطاعات الاستراتيجية”.

ووصل الشيخ عبدالله بن زايد وإلى الجزائر اليوم الاثنين في زيارة رسمية ليلتقي للمرة الثالثة نظيره الجزائري صبري بوقادوم خلال شهر، حيث زار الأخير الإمارات في 15 يناير/كانون الثاني الجاري قادماً من المملكة العربية السعودية ضمن جولة خليجية لبحث الملف الليبي، كما التقيا في ألمانيا منذ أيام خلال مؤتمر برلين الذي جمع عدة دول غربية وعربية لبحث الملف الليبي.

وتزامن وصول الشيخ عبدالله بن زايد إلى الجزائر لبحث التعاون والأزمة الليبية، مع نهاية زيارة مماثلة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دامت يومين حاول من خلالها جس نبض الحكومة الجزائرية حول امكانية دعمها لحكومة الوفاق ومقرها طرابلس.

ومن المرتقب أن يجتمع الشيخ عبدالله بن زايد مع الرئيس عبدالمجيد تبون تبون ورئيس الوزراء عبدالعزيز جراد.

واستضافت الجزائر يوم الخميس الماضي الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا لبحث التطورات المُتسارعة على الساحة الليبية، وتبادل الرؤى بين دول الجوار الليبي حول التحرك مُستقبلاً على ضوء نتائج مؤتمر برلين الذي رعته الأمم المتحدة وعقد في ألمانيا يوم 19 يناير الجاري.

وأكد بيان ختامي لاجتماع دول جوار ليبيا على رفض أي تدخل خارجي في ليبيا ومواصلة الدفع للتوصل إلى تسوية شاملة بالطرق السلمية والحلول السياسية لاستعادة الأمن والاستقرار في البلد الذي يعاني من الفوضى والصراع منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

أردوغان إدعى خلال مؤتمر مع تبون إن تركيا تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية فيما كانت حكومته تؤمن رحلات سرية لمقاتلين سوريين من مطار إسطنبول نحو طرابلس لدعم حكومة الوفاق

وشوشت تركيا على مسار الحل السياسي في ليبيا بعد أن أعلنت إرسالها قوات في ليبيا دعما لحكومة الوفاق والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها في طرابلس قبيل أيام من مؤتمر برلين.
كما فاقمت اتفاقية وقعها أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج لتقاسم الحدود البحرية، الصراع في البلد وأصبحت تهدد أمن المنطقة كلها، حيث رفضت دول المنطقة تلك الاتفاقية الأحادية باعتبار أنها لا تحترم قانون البحار في المتوسط.

ومن الجزائر حاول أردوغان الظهور بمظهر المتجاوب مع الجهود السياسية الدولية بشأن ليبيا، حيث أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره عبدالمجيد تبون أن بلاده تدعم الحل السياسي للأزمة، مُتهما بعض الدول الأوروبية بتأزيم الوضع، في وقت كانت فيه حكومته تؤمن رحلات سرية لمقاتلين سوريين من مطار إسطنبول نحو طرابلس لدعم حكومة الوفاق.

وقال مراقبون إن أردوغان الذي فشل في السابق لاستمالة تونس نحو صف حكومة الوفاق، أراد تقديم إغراءات اقتصادية للنظام الجديد في الجزائر من خلال زيارته الأخيرة، وحتى إن لم يتمكن الرئيس التركي من تحقيق ذلك تماما كما يطمح فعلى الأقل لن يجعل الموقف الجزائري يميل بعيدا عن حكومة السراج.

لكن الجزائر كما تونس تدرك جيدا تبعات التدخل العسكري لأنقرة في الجارة ليبيا خصوصا بعد تأكيد وصول المرتزقة السوريين الموالين لتركيا إلى طرابلس لدعم حكومة السراج وهو ما يشكل خطرا أمنيا كبيرا على الحدود وعلى الاستقرار الإقليمي في المنطقة، خاصة وأن الجزائر تشترك في أكثر من ألف كلم من الحدود البرية مع ليبيا والتي تخشى تسلل الإرهابيين منها.

وشاركت دولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر إلى جانب مصر في مؤتمر برلين إلى جانب 12 دولة، حيث تسعى الدول العربية الثلاث إلى إيجاد مخرج لتردي الوضع في ليبيا وتتفق على رفض التدخلات العسكرية الأجنبية في هذا البلد العربي والأفريقي.

وقبيل مؤتمر برلين، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي خلال لقاء مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل أنّ الحل السياسي والسلمي هو الحل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتحقيق طموحات الشعب الليبي.

وأشار إلى أن دولة الإمارات مع أي جهد أو تحرك أو مبادرة من شأنها مساعدة الشعب الليبي على الخروج من أزمته وتجاوز معاناته، ووقف التدخل في شؤونه الداخلية، وتعزيز أركان الدولة الوطنية ومؤسساتها في مواجهة الميليشيات الإرهابية المسلحة، ووضع حد لتدفق العناصر الإرهابية إلى ليبيا.
كما أكد ولي عهد أبوظبي أن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط يمثل مصلحة إقليمية وعالمية، بالنظر إلى ما تمثله هذه المنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى العالم كله، مشدداً في الوقت نفسه على موقف الإمارات الداعي إلى الحكمة في التعامل مع كافة التطورات التي تشهدها المنطقة.