تنسيق مغربي أميركي يستبعد اسبانيا من مناورات الأسد الإفريقي

جزء من المناورات المشتركة 'الأسد الإفريقي 2021' يجري في الصحراء المغربية ويشمل منطقة سجلت فيها خروقات من قبل جبهة البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار في صفعة جديدة للجبهة الانفصالية وداعميها.  
المناورات الأميركية المغربية تشمل موقعين في الصحراء
استبعاد اسبانيا من مناورات الأسد الإفريقي يأتي في خضم أزمة مع المغرب

الرباط - يجري جزء من مناورات "الأسد الأفريقي 2021" المشتركة التي تشرف عليها الولايات المتحدة وتنظمها بمشاركة المغرب في منتصف يونيو/حزيران في الصحراء المغربية، المنطقة المتنازع عليها، وفق ما أعلن رئيس الوزراء المغربي سعدالدين العثماني في تغريدة، فيما جرى استبعاد اسبانيا من هذه المناورات وسط أزمة بين الرباط ومدريد على خلفية تكتم الأخيرة على استقبالها زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي ورفض محكمة اسبانية اعتقاله أو اتخاذ إجراءات تضمن عدم فراره بينما يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق صحراويين.

واعتبر العثماني في رسالة مقتضبة نشرها نهاية الأسبوع أن قيام أكبر تدريب سنوي للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) يأتي "تتويجا للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء"، لكن جبهة بوليساريو شككت في الإعلان المغربي ووصفته بأنه "شائعة لا أساس لها من الصحة".

وقال وزير الخارجية في الكيان غير الشرعي المسمى 'الجمهورية الصحراوية' محمد سالم ولد السالك "لن تكون هناك مناورات مشتركة في الصحراء في إطار مناورات الأسد الإفريقي 2021 التي ستشارك فيها القوات الأميركية"، أنها "ستقام في جنوب المغرب وداخل حدود المغرب المعترف بها دوليا".

واعترفت واشنطن في ديسمبر/كانون الأولمن العام الماضي في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على صحرائه، في خطوة أربكت كل من البوليساريو والحاضنة الجزائرية.

وتجمع نسخة 2021 من مناورات 'أفريكوم' المشتركة التي ألغيت في عام 2020 بسبب الوضع الوبائي، 7 آلاف جندي من 9 دول في الفترة بين 7 و 18 يونيو/حزيران، وفق ما ذكر الموقع الالكتروني للقيادة الأميركية، بدون الكشف عن مكان التدريبات.

وتشمل الأماكن المختارة، بحسب العثماني، موقعين في الصحراء المغربية هما المحبس (شرق)، حيث تعلن جبهة بوليساريو بانتظام تنفيذها عمليات قصف في الأشهر الأخيرة، والداخلة (جنوب) حيث ينوي المغرب توسيع ميناء كبير على المحيط الأطلسي.

وأظهر رسم بياني نشره العثماني على تويتر موازنة قدرها 24 مليون دولار ومشاركة نحو مئة مدرعة و46 طائرة دعم و21 طائرة مقاتلة.

ولم تتم الإشارة إلى اسبانيا كدولة مشاركة. وذكر موقع أفريكوم الالكتروني أن هذا "الحليف القوي" كان رغم ذلك يساهم لسنوات في العمليات متعددة الأطراف.

وذكر موقع إخباري مغربي أنه "خلافا لما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية حول امتناع مدريد عن المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي التي تحتضنها المملكة المغربية خلال الشهر المقبل، بسبب الميزانية وضعف التنسيق، نقلت مصادر إعلامية متطابقة أن القيادة العسكرية الأميركية والمغربية اتفقت على عدم استدعاء إسبانيا إلى أكبر تمرين عسكري في إفريقيا".

وقال موقع جريدة 'هسبريس' نقلا عن مصادر لم يسمها أن "المغرب اعترض على مشاركة إسبانيا في المناورات التي ترعاها الولايات المتحدة وأن هذه الأخيرة لم تبد أي معارضة".

ونقل الموقع الاخباري المغربي عن المحلل الأمني والعسكري محمد بن حمو قوله "المغرب رفض مشاركة إسبانيا في التمارين العسكرية المقامة على أرضه بتنسيق مع أميركا التي تحاول حماية قرارها السياسي الذي اعترفت بموجبه بالسيادة الكاملة للمملكة على الصحراء"، مضيفا أن المغرب وجه صفعة للإسبان برفضه احتضان القوات العسكرية الإسبانية في ترابه".

وخلص بن حمو إلى القول بأن "إسبانيا حاولت أن تعطي الانطباع بأنها صاحبة قرار وبأن موقف المشاركة من عدمه رهين باتجاهات نزاع الصحراء، لكن الواقع أن الرباط وواشنطن قررتا عدم استدعاء إسبانيا إلى المناورات".