تنوّع القصيدة النبطية والشعبية بالمنطقة العربية في 'الحيرة من الشارقة'

المجلة تواصل الإضاءة على تجارب الشعراء في الإمارات وبلدان الخليج والعالم العربي.

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة بالشارقة، العدد 47 لشهر تموز/يوليو 2023 من مجلة "الحيرة من الشارقة"، والمعنيّة بالشعر والأدب الشعبي.

ونوّهت المجلة في افتتاحية العدد، إلى ما تمتاز به القصيدة النبطية والشعبية في منطقتنا العربية بتنوع إبداعاتها وظروف نشأة ألوانها واشتراك هذه الألوان مع بلدان عديدة، سواء في الإمارات أو الخليج العربي، أو في بلاد الشام ومصر وبلاد المغرب العربي. 

ولفتت المجلة في افتتاحيتها، إلى أنها تستقي بحوثها ودراساتها وأشعارها الثرية وقصائدها الرائعة من هذا المحتوى الإبداعي الذي يشكل نسيجا مهما لقراءة تاريخ الشعر النبطي والقصيدة الشعبية. 

اللغة العربية في أصلها واحدة 

وقد تضمن العدد مجموعة من الدراسات القيمة بما تشتمل عليه من الألفاظ والأساليب والأعلام ومواضيع القصائد وطرق التعبير الشعري، حتى على مستوى البيئات العربية والخليجية في الساحل كالقصيدة التي تكتب فتصبح أغنية للبحر، أو في البر كقصيدة البادية، أو في غيرها من البيئات، وهو ما يعزز القول بأنّ اللغة العربية في أصلها واحدة وأن اللفظ البدوي أو الشعبي أو العامي له مساره الزمني واحتكاكه بالألفاظ الأخرى، وهو ما يتجلى في كل عدد من مجلة الحيرة من الشارقة على شكل قصائد ودراسات وشواهد يكتبها أهل المنطقة أنفسهم ويبحثون فيها في أوجه الالتقاء في المعنى والدلالات ومواضيع الكتابة.  

إثراء الوجدان الشعري 

وفي هذا العدد، نطالع في باب "على المائدة"، قراءة لدور القصيدة النبطية والشعبية في إثراء الوجدان الشعري خلال مسيرتها الطويلة، كما نقرأ نماذج من الشعر النبطي في أبيات الزجل الملحون في باب "من زهاب السنين"، أما في باب "كنوز مضيئة"، فتستعرض المجلة ملامح من تجربة رائد الأغنية الشعبية الشاعر الإماراتي محمد بن سلطان الدرمكي. 

الزجل والغناء الشعبي في بلاد الشام 

 ونقرأ في باب "مداد الرواد" سيرة وتجربة مبدع قصيدة الونّة الشاعر الإماراتي عويدين العميمي، في حين تعرض المجلة في باب "تواصيف" موضوع قصيدة الفن ونماذج من الزجل والغناء الشعبي في بلاد الشام. أما باب "شبابيك الذات" فنقرأ فيه تجربة الشاعر السعودي عبد الله الكايد، ونتعرف في باب "إصدارات وإضاءات" على تجربة شاعرة الزجل المغربية دليلة فخري، ومن ثم نقرأ في باب عتبات الجمال" موضوع الحظ وعناوينه البارزة في القصيدة النبطية.  

وفي في بابي المجلة الثابتين "أنهار الدهشة"، و"بستان الحيرة"، تنشر المجلة باقة منوعة من الأشعار والقصائد تبعًا للمواضيع والمدارس الشعرية لشعراء من الإمارات والخليج والوطن العربي.  

رائد شعر العامية المصرية 

وفي باب "فضاءات"، تجول بنا المجلة بين العوالم الشعرية لرائد شعر العامية المصرية الشاعر بيرم التونسي، فيما نقرأ في باب "عيون الشعر الشعبي" موضوع العادات والتقاليد في الشعر النبطي كعناوين للهوية والوطن والموروث والأخلاق الحميدة، وفي باب "ضفاف نبطية" نتعرف على تجربة الشاعرة العراقية روشان البدري ومواضيعها الأدبية. 

 وأخيرا نقرأ في باب "مدارات" موضوع "التعليلة" كتراث شعبي في بلاد الشام من خلال نماذج من الأغاني الزجلية. 

يُذكر أن "مجلة الحيرة من الشارقة" تصدر تكريما لاسم قرية "الحيرة" التي تقع على ساحل إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي نشأ فيها عدد من الشعراء.     

والمجلة هي أحد إصدارات دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، برئاسة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس الدائرة، ومدير إدارة الشئون الثقافية محمد إبراهيم القصير، وتضم هيئة تحرير المجلة التي يشرف عليها، بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي: محمد عبد السميع، الذي يتولى سكرتارية التحرير، وناصر الشفيري، ومريم النقبي، عضوا هيئة التحرير، بجانب محمد باعشن، مسئول التصميم والإخراج.