العناية بالإرث الثقافي على راس مطالب الدولي للفنون التشكيلية بالأقصر
اختتمت بمكتبة الأقصر العامة، المطلة على طريق الكباش الفرعوني، فعاليات المؤتمر الدولي للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع في دورته السابعة، والذي نظمته كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 25 من الأكاديميين والفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب.
وقالت الدكتورة صايرين عبدالجليل، رئيسة جامعة الأقصر، إن المؤتمر الذي عٌقد تحت شعار "الفن والإستدامة"، يهدف تأكيد دور الفنون التشكيلية والعمارة في دعم مفهوم التنمية المستدامة، ويناقش المشاركون في جلساته مجموعة من الأوراق البحثية التي تدور في تعزيز مفهوم الإستدامة في الفنون البصرية، ويتواكب وخطط الجامعة لتعظيم دور الفنون والعلوم في خدمة المجتمع.
ومن جانبه، قال رئيس المؤتمر الفنان الدكتور أحمد محيي حمزة، إن المؤتمر ناقش من خلال الأبحاث المقدمة والجلسات الحوارية التي ستتواصل على مدار يومين، عدد من المحاور التي تندرج تحت العنوان الرئيسي: "الفنون التشكيلية ومفهوم الاستدامة"، مثل والخطاب الحداثي في الفنون التشكيلية وعلاقته بالاستدامة، الاتجاهات الحديثة في الفنون التشكيلية، والفنون التراثية كمرجعية المفهوم الاستدامة، واستخدامات الوسائط التكنولوجية وأثرها على استدامة الأعمال الفنية، و ثقافة الاستدامة من منظور تقييم العمل الفني، والعلاقة التكاملية بين العمل الفني والاستدامة، والعمارة المستدامة والفن، والواقع الافتراضي ودوره في تطوير مفهوم الاستدامة في العروض الغنية والمتحفية، وحفظ التراث المستدام، و التحديات التي تواجه الاستدامة في الفنون التشكيلية.
عٌقد المؤتمر برعاية وزيري التعليم العالي والثقافة الدكاترة أيمن عاشور، وأحمد فؤاد هنو، الدومحافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة، ورئيسة جامعة الأقصر الدكتورة صابرين عبدالجليل.
الإتجاهات الفنية المعاصرة
المشاركون بالمؤتمر تقدموا بعدد من الأبحاث التي حظيت بمناقشات مستفيضة خلال الجلسات العلمية، وكان من بين تلك الأبحاث: "تطبيقات الذكاء الإصطناعي لتعزيز التراث العُماني"، للباحثة نجلاء سالم محمد السعدي، و"دور فن الرسم في توثيق ونقل طقوس الموالد والإحتفالات الشعبية في الثقافة المصرية"، للباحث أحمد صابر عبدالظاهر حمدالله، و"جدران من الذاكرة: رؤى جرافيكية معاصرة لأثر الإنطباعات والذكريات في مخيّلة الفنان منذ الطفولة وحتى الصغر"، للباحثة رشا حسني محمود رشدي المسلمي، و"البنية السردية والبصرية لقصص الرسل والأنبياء في المخوطات الإسلامية المصوّرة"، للباحثة إسراء صالح محمد عبدالمعطي، و"الآلة كعنصر بصري في حضارات العالم القديم"، للباحث محمد جمال إسماعيل عبدالنبي، و"أثر الفن المصري القديم في تشكيل المفاهيم والأساليب في الفنون التشكيلية الحديثة"، للباحثة شروق علي عبدالحفيظ عبدالرحيم، و"الأثر الفكري للإتجاهات الفنية المعاصرة في الجداريات الزخرفية"، للباحثة منال محمد مبارك، و"مفهوم حرية الإبداع في الفن التشكيلي: تطبيقات على النحت البيئي"، للباحث حسن محمود عبده.
معارض فنية
وصاحب المؤتمر مجموعة من المعارض الفنية، التي افتتحتها رئيسة جامعة الأقصر الدكتورة صابرين عبدالجليل، والفنان الدكتور صالح عبدالمعطي، مؤسس كلية الفنون الجميلة والرئيس الشرفي للمؤتمر، والفنان الدكتور أحمد محيي حمزة عميد كلية الفنون الجميلة، والشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، وحشد من الأكاديميين والفنانين ومحبي الفنون الجميلة.
ومن بين تلك المعارض العرض الذي أقامه الفنان الدكتور يوسف محمود، العميد الأسبق للكلية وحمل عنوان: "عيون ساهرة"، ومعرض للفنان الدكتور أحمد جمال عيد بعنوان " الطاووس"، ومعرض للفنانة الدكتورة رشا حسني محمود بعنوان "الهجرة الغير شرعية".
الإرث الثقافي المتنوّع
هذا وقد تضمنت مجموعة التوصيات التي توصل لها المشاركون بالمؤتمر من الأكاديميين والباحثين والفنان التشكيليين من العرب والمصريين، والتي أعلنها الفنان الدكتور رمضان عبدالمعتمد، مقرر المؤتمر، ضرورة العناية بالإرث الثقافي المتنوّع الذى صنعته الأجيال عبر التاريخ، وجعله كقاعدة ومنطلق وركيزة للتطور والإبداع، والاستزادة منه بقدر المستطاع، لما يمثله ذلك من أهمية في حماية أطفالنا والأجيال القادمة من متغيرات الحياة العصرية وطغيان التكنولوجيا عليهم بما يؤكد مفهوم الاستدامة.
وعمل أرشيف لتوثيق التجارب الفنية المعاصرة التي تدمج بين الفن والاستدامة، لتكون مرجعًا أكاديميًا وبصريًا لمختلف الباحثين في الوطن العربي. وتنظيم معارض للفنون البصرية المختلفة المصاغة في مفهوم معالجات إعادة تدوير الخامات المستهلكة وإبرازها كفن ملتزم بيئيًا ومعبراً اجتماعيًا. ودعم الفنانين المعاصرين الأكاديميين وغيرهم وتشجيعهم على مشاركتهم في معارض دولية خاصة بمفهوم إعادة تدوير الخامات المستهلكة بما يخدم ويحقق مفهوم الاستدامة في الفنون البصرية.
واصى المؤتمر كذلك بتبني الأبحاث والدراسات العلمية والنقدية في مجالات الفنون التشكيلية، والتى تكشف للفنانين وللجمهور عن مختلف الأوجه الايجابية فى الإنتاج الفني التشكيلي ، وتجنبهم المؤثرات السلبية داخلياً أو خارجياً، وذلك لتعزيز مفهوم الفنون التشكيلية في خدمة البيئة والمجتمع وتماشياً مع التحول الأخضر والتنمية المستدامة في ضوء الاستراتيجية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي.
يُذكر أن هيئة المؤتمر الدولي السابع للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع، والذي نظمته كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، كانت قد تكوّنت من الدكاترة: الفنان الدكتور صالح محمد عبد المعطي، رئيساً شرفياً، والفنان الدكتور أحمد محيي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر، رئيساً، والدكاترة: رمضان عبد المعتمد وكيل الكلية لخدمة المجتمع "مُقرراً"، ومحمود علام وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث مٌقرراً، والفنانة الدكتورة منال مبارك رئيسة قسم النحت بالكلية أميناً للمؤتمر.