تهريب الوقود إلى كردستان يفجر أزمة في نينوى

أزمة شحّ الوقود في محافظة نينوى ومركزها الموصل تأتي وسط خلافات متصاعدة بين أربيل وبغداد حول إدارة الثروة النفطية بعد أن قضت أعلى هيئة قضائية في العراق بإلزام حكومة إقليم كردستان بتسليم إنتاجه من النفط إلى بغداد في قرار قضائي غير قابل للطعن.
ارتفاع أسعار الوقود في كردستان يسبب ضغوطا على نينوى
أوامر أمنية بتشديد الرقابة لمنع تهريب الوقود من نينوى إلى كردستان

الموصل (العراق) - تشهد محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل في شمال العراق نقصا بالوقود، فيما اصطفت طوابير طويلة لساعات طويلة أمام المحطات اليوم الجمعة، في مشهد يتكرر منذ عدة أيام، في حين قال مسؤولون إن سبب الأزمة "تهريب" الوقود إلى إقليم كردستان المجاور.

وتأتي هذه الأزمة وسط خلافات متصاعدة بين اربيل وبغداد حول إدارة الثروة النفطية بعد أن قضت أعلى هيئة قضائية في العراق بإلزام حكومة إقليم كردستان شبه المستقل بتسليم انتاجه من النفط إلى بغداد في قرار قضائي غير قابل للطعن.

ومنذ نحو أسبوع، تقف عشرات السيارات في طوابير لساعات يوميا أمام محطات الوقود في الموصل، فيما كان عناصر من الجيش يقومون بحراسة المحطات الجمعة كما أفاد مراسلون.

واشتكى سائق الأجرة عبدالخالق الموصلي من هذا الوضع، فيما كان واقفا ينتظر تعبئة سيارته الصفراء بالوقود. وقال "نقضي حياتنا كلها أمام محطات الوقود وفي الطوابير، أصبح روتينا".

وقال سائق أجرة آخر يُدعى مروان صباح "هناك أزمة وقود وازدحام، لقد بات الأمر عبئا على كاهل المواطن الفقير".

وتشهد محافظة نينوى بشكل متقطع أزمة نقص في الوقود، على الرغم من أن المادة مدعومة حكوميا إذ يباع لتر البنزين بنحو 500 دينار (أي 33 سنتا من الدولار) في المحافظة، لكن سعره أغلى بنحو الضعف في إقليم كردستان المجاور الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991.

وتقع الموصل التي حررتها القوات العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2017 ولا تزال أجزاء كبيرة منها مدمرة، على بُعد نحو ساعة ونصف ساعة عن أربيل عاصمة إقليم كردستان. وثمة نقاط أمنية بين المدينتين لمراقبة حركة السير بينهما لأسباب أمنية.

وفي سياق حديثه الخميس لقناة محلية عن "أزمة البنزين التي نواجهها في مدينة الموصل"، أشار محافظ نينوى نجم الجبوري إلى "معلومات" تفيد بأن "جزءا من هذه المنتجات قد يكون يتهرّب".

وأكّد أنه أعطى توجيهات لقوات الأمن "لتشديد السيطرات (النقاط الأمنية) في سبيل عدم خروج أي منتجات نفطية خارج المحافظة".

وتتلقى محافظة نينوى يوميا أكثر من مليوني ليتر من الوقود و"هي أعلى حصة مخصصة بعد محافظة بغداد"، وفق ما أوضح إحسان موسى غانم معاون مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية، مشيرا إلى أنه "لا توجد أي أزمة في محافظة نينوى".

وقال إن "ارتفاع أسعار البنزين في إقليم كردستان... الأعلى بحدود 40 بالمئة من الأسعار في المحافظات المركزية... شكل ضغطا على محافظة نينوى، لأن كثيرا من أهالي مناطق الإقليم المحاذية للمحافظة تأتي إليها للتزود بالوقود".

وأضاف أن "ارتفاع الأسعار يؤدي إلى انتقال الوقود من المناطق الأقل سعرا(محافظة نينوى) إلى المحافظات الأكثر سعرا ( إقليم كردستان)".

ويملك العراق احتياطات هائلة من النفط، فهو ثاني أكبر مصدّر له في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بحجم 3.5 ملايين برميل في اليوم، ويمثّل النفط 90 بالمئة من عائداته.