توأمة بناء الإنسان والثقافة في "الشارقة الثقافية"

الحديث عن النقد العربي لم يعد اليوم واهناً وخافتاً في ظل التقدم العلمي والازدهار المعرفي.
بهيجة إدلبي تتناول الناقد د. عز الدين إسماعيل الذي أسس للجمالية في النقد العربي ووفق بين التراث العربي والمنجز الغربي الحداثي
وقفة مع رؤية المفكر المغربي محمد سبيلا ومدارات الهوية الثقافية

الشارقة ـ صدر عدد شهر أغسطس (34) من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاء في الافتتاحية تحت عنوان "تطور النقد والإبداع": "لم يعد الحديث اليوم عن النقد العربي واهناً وخافتاً في ظل التقدم العلمي والازدهار المعرفي، أو أنه لم يعد مقصراً في مواكبة الإبداع، وفي تجديد أدواته وعناصره، إنما أصبح ضرورياً ومؤثراً في تحولات المشهد الثقافي،  وعيناً ساهرة على الإبداع بصنوفه كافة".
ورأت الافتتاحية أن قيمة النقد من قيمة الإبداع، موضحة "كلما كان النقد وقاداً نقياً حقيقياً عرف المبدع وجهته، واختار الطريق التي تناسب إبداعه، من هنا يتحول الإبداع إلى ثروة فكرية حضارية قادرة على بناء المستقبل انطلاقاً من مخاطبة وجدان القارىء وإثراء وعيه المعرفي والثقافي".
فيما قال مدير التحرير نواف يونس في مقالته "الشباب ومستقبل الثقافة": إن جائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول – تمثل رافداً من روافد مشروع الشارقة الثقافي، والذي نجح في توسيع دائرة توهجه، من خلال عمل مؤسساتي يدرك أهمية البعد الثقافي ودوره في التنمية المستدامة وتحديداً في الإنسان أولاً، ومن دون الانقطاع عن الروافد الإنسانية الأخرى، وهو ما يمنحه هوية ثقافية عربية متينة، تسهم في ثقافة إنسانية أصيلة، تحافظ على ثوابتها، وفي الوقت نفسه تواكب معطيات العصر وتقدمه، لتعبر عن مدى فهمها الحضاري الإنساني. 
وفي تفاصيل العدد وقفة مع رؤية المفكر المغربي محمد سبيلا ومدارات الهوية الثقافية بقلم د. مريم بورجا، وإضاءة على جهود الأديب والناقد حلمي القاعود في سبر أعماق الروايات التاريخية والإبحار في التراث الروائي العربي الإسلامي، بقلم أحمد أبوزيد، إضافة إلى وقفة عند "الكيمياء الحديثة" العلم الذي أسسه العرب بإجماع مؤرخي العلوم بقلم يقظان مصطفى، وإطلالة على رائد مدرسة علم التاريخ الحديث في مصر محمد شفيق غربال الذي أشاد أرنولد توينبي بنبوغه بقلم خالد بيومي.    

إضاءة على جهود حلمي القاعود في سبر أعماق الروايات التاريخية والإبحار في التراث الروائي العربي الإسلامي

كما تضمن العدد بانورما بديعة حول مدينة أغادير التاريخية بعنوان "أغادير.. ذاكرة لا تنسى" بقلم هشام أزكيض، وإطلالة على مدينة الإسكندرية التي فازت باستضافة مؤتمر المتاحف الدولي (2022) بدعم عربي وإفريقي وعالمي بقلم رياض توفيق، فضلاً عن زيارة إلى قلعة بني سلامة الجزائرية التي خرجت منها مقدمة ابن خلدون بقلم محمد حسين طلبي.        
أما في باب "أدب وأدباء" فكتب الدكتور عبدالعزيز المقالح عن مصطفى المنفلوطي وفرادته في الترجمة، وتناول عبدالرحمن مظهر أحد أعمدة الصحافة العربية سعيد فريحة الذي يعد مدرسة صحافية لبنانية، وحاور د. أنس الفيلالي الروائي الكبير واسيني الأعرج الذي أكد أن قلة من الروائيين يقدرون ويوظفون إرثنا السردي، فيما سلط زياد عبدالله الضوء على العالم الروائي للمكسيكية فاليريا لويزللي والمليء بمعاناة الناس وقضاياهم المصيرية، وحاورت سليمى حمدان الروائية اللبنانية لونا قصير التي تجمع بين الثقافتين العربية والفرنسية وتكتب للإنسان وليس للنخبة، وقدمت إينانة الصالح قراءة في ديوان "طفل يركض في الأساطير" للشاعر حسن شهاب الدين حيث يوظف أدوات ومفاهيم ما بعد الحداثة، كما تناولت د. بهيجة إدلبي الناقد الدكتور عز الدين إسماعيل الذي أسس للجمالية في النقد العربي ووفق بين التراث العربي والمنجز الغربي الحداثي، بينما أجرى أحمد اللاوندي مقابلة مع الشاعر نزار كربوط الذي يجمع بين الطب والشعر، وتوقف وليد رمضان عند تساو يو الذي يعد شكسبير المسرح الصيني، إضافة إلى مقابلة مع الكاتبة لنا عبدالرحمن التي تنوعت تجربتها بين القصة والرواية والنقد، ومداخلة تحت عنوان "ثنائية الكتابة الروائية" بقلم نبيل سليمان.                                 
في باب "فن. وتر. ريشة" نقرأ: دلير شاكر واختبارات الحنين لأول منزل بقلم محمد العامري، جمال السجيني.. نحات مصر العبقري بقلم وفيق صفوت مختار، خولة طفيلي ترسم تأملاتها بذاكرة الطفولة بقلم أديب مخزوم، فرقة "دوز تمسرح" تتألق في عرض "صباح ومسا" بقلم ياسين عدنان، القضية الفلسطينية في السينما العربية بقلم محمود الغيطاني، عمر بطيشة يسترجع ذكريات الزمن الجميل بقلم محمد زين العابدين، موتسارت ساحر الأنغام بقلم مجدي إبراهيم، فن "الملحون" من مكونات الهوية المغربية بقلم د.بن الطالب دحماني.
من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "هل استعمر العرب إسبانيا" – د. محمد صابر عرب، "الخطاب النقدي المغربي"  د. مها بن سعيد، "في متحف الحضارة والفنون الإسلامية بالقيروان" مصطفى عبدالله، "دراسة حول قصر الحير الغربي في باريس" خوسيه ميغيل بويرتا، "الأدب الإلكتروني وتفاعل اللغة العربية معه" نوال يتيم، "المظهر دون الجوهر والشكل لا المضمون" أحمد الرفاعي، "توأمة بناء الإنسان والثقافة" مصطفى محرم، "الشعري والتشكيلي.. علاقات التواشج والانصهار" د. حاتم الصكر، "قراءة في رواية هالة البدري "نساء في بيتي" – اعتدال عثمان، "الكاتب الناقد الأديب" سلوى عباس، "بين أدبي الأطفال والكبار" رؤى مسعود جوني، "الإيماءة والكلام" سعيد بن كراد، "عدة نساء في امرأة واحدة" أنيسة عبود، "النص المسافر سيرورة التناص المستحبة" عزت عمر، "غسان كنفاني.. محباً ومبدعاً" عمر شبانة، "تأويل اللوحة والانعتاق من الثنائيات" نجوى المغربي، "حكايات عربية في (ألف ليلة وليلة)" علاء عريبي، "نجيب سرور وازدواجية العقل والجنون" أنور محمد، "مسرح الثنائيات وزع محور الصراع بتقنيات أدائية واقتراحات درامية أكثر اتساعاً" لينا أبوبكر، "لمحات عن المسرح الجزائري المعاصر" فرحان بلبل، "الحداء والموشح والزجل من القوالب الغنائية العربية" غيثاء رفعت، "جيل دولوز والنقد الفلسفي العربي الجديد" د. يحيى عمارة، "المسرح القومي المصري..علامة ثقافية" هيا زيدان، "فيودور دوستوفيسكي روائي الأصوات المتعددة" شعيب ملحم.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: الاشتغال الجمالي الثقافي في "صديقتي المذهلة" بقلم د. هويدا صالح، "الرجل الذي عاش مرتين" بقلم د. أمل الجمل، "أزمة الإنسان في الأدب المعاصر" بقلم د. أنس بن يونس، "اختفاء صوت المؤلف وبروز صوت السارد في (ما أصعب المذاكرة!" – بقلم مصطفى غنايم، "أوهاج العقل .. رحلة تنويرية ممتعة في مجالات الفكر والتربية والاجتماع" بقلم ناديا عمر، "أفلام الظواهر النفسية" بقلم سعاد سعيد نوح، "حديث الذكريات في كتاب الحنظل والرحيق" فاطمة عطفة، "حاتم الصكر والمشروعات النقدية والثقافية العربية الكبرى" محمد الحمامصي.
ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: مبارك أباعزي "رؤيا" قصة قصيرة، د. سمر روحي الفيصل "نقد"، إسلام أبو شكير "منزل للإيجار" قصة قصيرة، محمود الرحبي، "قصة جبلية" قصة قصيرة، رفعت عطفة، "الحصان والرجل"  قصة مترجمة، إضافة إلى "أدبيات" من إعداد فواز الشعار.