توتر جديد بين فرنسا والجزائر بسبب الماضي الاستعماري

مستشار الرئيس الجزائري لشؤون الذاكرة يعلن أن بلاده لن تطوي صفحة الماضي الاستعماري الفرنسي بعد أسابيع من اتفاق الجانبين على مستوى أعلى هرم السلطة تعيين مؤرخين اثنين ممثلين عن كل منهما لبحث هذا الملف.
الجزائر تتمسك باعتذار فرنسي رسمي عن الماضي الاستعماري
الرفض الجزائري يأتي قبل عرض تقرير فرنسي حول ملف الماضي الاستعماري
العلاقات الفرنسية الجزائرية تشهد توترا دائما بسبب الحقبة الاستعمارية

الجزائر - في مؤشر على تصاعد التوتر بين فرنسا والجزائر، أعلنت الأخيرة اليوم الاثنين أنها لن تطوي صفحة الماضي الاستعماري مع فرنسا، تزامنا مع اعتزام الأخيرة إعلان تقرير جديد بشأن هذا الملف.

وتمر العلاقات الفرنسية الجزائرية منذ فترة بفتور في ظل خلافات متراكمة على أكثر من ملف كان آخرها ملف الإرهاب في دول الساحل والصحراء، حيث وجه رئيس الوزراء الجزائري انتقادات حادة لباريس من دون أن يذكرها بالاسم بسبب ما تردد عن تقديمها فدية لجماعات متطرفة في مالي نظير الإفراج عن رهائن بينهم مسؤول حكومي مالي وفرنسيان.

وقال عبدالمجيد شيخي مستشار الرئيس الجزائري لشؤون الذاكرة في مؤتمر صحفي بمقر الإذاعة الرسمية "موقفنا مستقر نحن كجزائريين لن ننسى أو نطوي صفحة الماضي (في إشارة لفترة الاستعمار) ونطالب باسترجاع الوثائق التي هربتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية".

ولم يوضح المسؤول الجزائري سبب رفض بلاده لطي هذا الملف، خصوصا وأن ذلك يتزامن مع تحضير فرنسا لتقرير جديد لمعالجة ملف "الماضي الاستعماري" الشائك مع الجزائر.

وقبل أسابيع أعلن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبدالمجيد تبون، تعيين مؤرخين اثنين ممثلين عن كل منهما لبحث هذا الملف، إذ عُين عن الجانب الفرنسي بينيامين ستورا وعن الجانب الجزائري عبدالمجيد شيخي.

والسبت قالت الرئاسة الجزائرية في بيان، إن ماكرون أبلغ تبون بأن تقرير بلاده بشأن هذه الملفات سيكون جاهزا في يناير/كانون الثاني 2021، فيما أوضحت وسائل إعلام فرنسية أن ستورا رفع تقريرا لماكرون، يتضمن تصورا جديدا لمعالجة ملف الماضي الاستعماري مع الجزائر من دون الكشف عن محتواه وبنوده.

ومنذ ربيع عام 2019، توقفت المفاوضات بين الجزائر وفرنسا حول ملفات الذاكرة عقب رحيل الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، إثر انتفاضة شعبية حاشدة في البلاد.

ويردد المسؤولون الفرنسيون في عدة مناسبات بضرورة طي الجزائر لصفحة الماضي الاستعماري وفتح صفحة جديدة، لكن السلطات الجزائرية طالبت مرارا باعتراف رسمي من باريس بجرائم الاستعمار .

وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترا دائما بسبب الحقبة الاستعمارية (من 1830 إلى 1962) إذ تطالب باعتذار رسمي عن جرائم الحقبة وحل ملفات مرتبطة باستعادة الأرشيف وتعويض الضحايا.

وفي يوليو/تموز الماضي استعادت الجزائر الدفعة الأولى لرفات جماجم تعود لـ24 من المقاومين الجزائريين في فترة الاستعمار الفرنسي بعد بقائها في فرنسا لمدة قرن ونصف القرن في متحف التاريخ الطبيعي بباريس.

وجرى حينها تنظيم موكب استقبال رسمي تكريما لضحايا الاستعمار الفرنسي في حفل عسكري حضره الرئيس تبون.