توتر حاد بين الحكومة والمجلس الانتقالي في جنوب اليمن

مع تصاعد التظاهرات احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة، الحكومة اليمنية تحذر من دعوات المجلس الى انتفاضة شعبية تفضي الى 'حل عادل' لقضية الجنوب.

عدن (اليمن) - حذرت الحكومة اليمنية الاربعاء من أي أعمال شغب بعدما دعا المجلس الانتقالي في جنوب اليمن سكان هذه المناطق إلى دعم "انتفاضة شعبية" ضد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي مع تصاعد التظاهرات احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان أن "محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية" التي تنتهجها حكومة هادي.
وأتهم البيان الحكومة بالعبث والفساد معربا عن دعمه "لانتفاضة شعبية تزيل كل هذا العناء" مشددا على ضرورة أن تكون "سلمية".
وطالب المجلس اليمنيين بأن "يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة ويمنعوا المندسين الذين سيسعون الى إثارة الفوضى والتخريب" معربا عن أمله في الحصول على دعم من التحالف الذي تقوده السعودية في البلاد.
واعتبر المجلس أن الحصول على دعم سيؤدي إلى "اتخاذ الاجراءات العملية التي تساعد على إنهاء الحرب وتأمين حل عادل"، اي استعادة الدولة المستقلة في الجنوب.
وتأتي هذه الدعوة بينما يشهد جنوب اليمن احتجاجات شعبية ضد ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة الوطنية.

المجلس الانتقالي يطالب اليمنيين بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع المندسين الذين سيسعون الى إثارة الفوضى والتخريب

ودعا مجلس الوزراء في جلسته الاربعاء المجلس الانتقالي إلى "الاتجاه الى العمل السياسي والتخلي عن أية تشكيلات عسكرية أو أمنية لا تخضع للسلطة الشرعية".
وحث مجلس الوزراء في بيان "الاحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الاجتماعية وجماهير الشعب على رفض الأعمال التخريبية والفوضوية والدعوات المناطقية، التي يدعو لها البعض لتقويض الدولة ومساعي تطبيع الحياة، كما شدد على توحيد الصفوف للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره".
وحذر من أن "أي أعمال شغب من شأنها الإضرار بأمن الوطن ووحدته، وأمن وسلامة المواطن اليمني".
من جهتها، دعت وزارة الداخلية "إلى عدم الاستماع للدعوات المشبوهة التي أطلقها ما يسمى بالمجلس الانتقالي"، واعتبرت بيانه "غير مسؤول وداعيا إلى الفتنة والفوضى تحت غطاء شعبي وسلمي وهمي".
وشددت الوزارة على "أن أجهزتها الأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أية أعمال فوضى وتخريب تطال مؤسسات الدولة ومرافقها وتعطل مصالحها تحت أي غطاء أو مبرر".
ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، شهدت مشاركة السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وأوقع النزاع في اليمن منذ آذار/مارس 2015 أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. والجنوب هو المقر الموقت للحكومة لكنه في الوقت نفسه موئل الحركة الساعية الى استقلال الجنوب.
واندلعت مواجهات دامية في كانون الثاني/يناير بين القوات الموالية للمجلس الانتقالي والقوات الموالية لهادي في عدن من أجل السيطرة على المدينة.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990 ابان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي بقي في السلطة حتى 2012.