توتر ينغص فرحة إعادة فتح 'قبور السلاطين' بالقدس

يهود متشددون يحاولون الدخول عنوة للموقع الأثري الروماني المملوك لفرنسا والصلاة فيه، والقائمون عليه يضطرون إلى إلغاء الجولة الثانية للزيارات.
فرنسا سعت إلى الحصول على ضمانات بعدم مواجهتها تحديات قانونية 

القدس – شهد موقع "قبور السلاطين" الأثري الذي تمتلكه فرنسا في قلب القدس الشرقية، الخميس توترا بسبب محاولة يهود متشددين الدخول عنوة من دون حجز مسبق في اليوم الأول لإعادة فتحه أمام العامة بعد إقفال دام تسع سنوات.
وكانت فرنسا قد اتخذت قرارا بإعادة فتح الموقع أمام العامة بعد أعمال ترميم أطلقت في 2010. وعادت المخاوف من أن يصبح المكان مقصدا للحج الديني أكثر من كونه موقعا أثريا بالظهور.
وأتيحت الزيارة صباح الخميس لحوالى 15 شخصا ممن قاموا بالحجز مسبقا على الموقع الإلكتروني كما هو مطلوب، في حين حاولت مجموعة مكونة من عشرة أشخاص تقريبا من اليهود المتشددين ممن يعتبرون الموقع مقدسا الدخول للصلاة بالرغم من عدم اتباعهم الإجراءات المعمول بها.
ومُنعت المجموعة من الدخول في ظل اعتماد القائمين على الموقع مبدأ إدخال الزوار على دفعات بواقع 15 شخصا في كل دفعة وخلال ساعات محددة بسبب حساسية المكان.

موقع اثري
انطلاق أعمال ترميم في 2010

وكررت المجموعة محاولة الدخول عنوة أثناء فتح البوابة، ما أدى إلى إخراج المجموعة الأولى من الزوار من خلال بوابة ثانية برفقة الشرطة.
وقد دفع هذا التوتر بالقائمين على الموقع إلى إلغاء الجولة الثانية للزيارات خلال النهار على أن يستعيد الأشخاص الذين حجزوا زياراتهم في هذا الموعد الأموال التي دفعوها.
وأعادت الحادثة إلى الواجهة المخاوف المتعلقة بالموقع وأثارت تساؤلات حول ما إذا سيبقى مفتوحا للجمهور، غداة الإعلان عن إتاحة "قبور السلاطين" للزيارة من العامة يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع.
وكانت القنصلية الفرنسية في القدس قد ذكرت في وقت سابق أن إعادة فتح الموقع ستتم وفقا لقواعد محددة مسبقا، ورحب العديد من هواة المواقع التاريخية والأثرية بالخطوة.
وأغلق الموقع الأثري الروماني الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام سنة 2010 لإجراء أعمال ترميم بلغت تكلفتها حوالى مليون يورو (1,1 مليون دولار).
ويتكون الموقع من درج صخري ضيق يقود إلى حجرات تحت الأرض، هي حجرات من المقابر الحجرية يتبعها سراديب تؤدي الى قبور حجرية أخرى مثل الرفوف في المقبرة التي تحت الأرض. ويمتد الموقع على مساحة 250 مترا مربعا.
وغالبا ما تكون المواقع الأثرية في القدس الشرقية محط خلاف مرتبط بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعتبر اليهود المقبرة موقعا دينيا لدفن أسلافهم ويطالبون بحق الصلاة فيه.
وتوجه يهود متدينون سابقا إلى المحكمة الحاخامية في إسرائيل التي تحكم في المسائل المتعلقة بالقانون اليهودي والمواقع المقدسة، للنفاذ إلى هذا الموقع الذي تمتلكه فرنسا.
وسعت فرنسا قبل إعادة فتح الموقع إلى الحصول على ضمانات بعدم مواجهتها تحديات قانونية. كذلك طلبت التزامات بشأن كيفية إدارة الزيارات.