توجس أميركي من إخفاء إيران حقائق عن انتشار كورونا

القلق الأميركي البالغ من إخفاء طهران تفاصيل حيوية عن تفشي الفيروس يأتي بعد تصريح برلماني إيراني أن عدد الوفيات 'أكبر بكثير' مما تعلنه السلطات.
إيران تتستر عن إحصائيات كورونا داخل أراضيها

واشنطن - أثارت تصريحات السلطات الإيرانية المتناقضة بشأن انتشار فيروس كورونا على أراضيها، توجس واشنطن التي دعت كل الدول التي امتد إليها الفيروس إلى "قول الحقيقة".

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إن "الولايات المتحدة "قلقة للغاية" من أن تكون إيران أخفت تفاصيل عن انتشار فيروس كورونا ودعا كل الدول إلى "قول الحقيقة".

وأضاف للصحفيين "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من المعلومات التي تشير إلى أن النظام الإيراني ربما أخفى تفاصيل حيوية عن التفشي في ذلك البلد". في الوقت نفسه انتقد بومبيو بكين لما وصفه بالرقابة على وسائل الإعلام والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وتابع "على كل الدول بما في ذلك إيران قول الحقيقة بشأن فيروس كورونا والتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية".

وصرح بأن الرقابة في إيران والصين تضر بحرية تدفق المعلومات بشأن فيروس 'كوفيد-19'، ومن المحتمل أن تضر برد الفعل الفوري تجاه المرض.

وقال إن "الرقابة قد تكون لها عواقب مميتة"، مضيفا أن قدرة الناس على التحدث بحرية سيكون أفضل بالنسبة لرد الفعل حيال المرض، مؤكدا أنه "من المهم أن نحصل على معلومات دقيقة".

وتأتي هذا التصريحات بعد أن أعلن الاثنين النائب بالبرلمان الإيراني عن محافظة 'قم' بؤرة الفيروس في إيران أحمد أمير أبادي فراهاني، أنّ عدد الوفيات ارتفع الأحد إلى "نحو 50 شخصا"، فيما نفت طهران ذلك.

ونفت السلطات الإيرانية الاثنين نفيا قاطعا ما أعلنه النائب الإيراني من المحافظين المتشددين وأن تكون قد كذبت بشأن انتشار فيروس كورونا على أراضيها أو حول عدد المصابين والضحايا.

وأعلنت الثلاثاء في أحدث إحصائية وفاة 3 مصابين، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية في الجمهورية الإسلامية إلى 15، فيما سجلت 34 حالة إصابة جديدة ليصل العدد الجملي إلى 95، بحسب وزارة الصحة.

الأقنعة الواقية توشك أن تنفد في إيران والنظام يخفي عدد المصابين
الأقنعة الواقية توشك أن تنفد في إيران والنظام يخفي عدد المصابين

وتضع هذه الحصيلة المعلنة إيران على رأس قائمة الدول التي تأثرت بالفيروس خارج الصين، البؤرة الأساسية لوباء "كوفيد-19"، حيث يناهز عدد الوفيات 2600 حالة، فيما يرجح أن يكون عدد المصابين في إيران أكبر مما هو معلن.

وتعهّدت طهران بالتزام الشفافية في ما يتعلّق بتفشي الفيروس بكامل المدن الإيرانية، والذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية رسميا اسم 'كوفيد-19'.

وفي طهران قالت متسوقة "إن التلفزيون يعلن أرقاما، لكن عندما نذهب إلى المستشفيات نرى شيئا مختلفا.. عدد الوفيات جراء الفيروس أكبر بكثير".

بدوره قال شعيب الموظف في صيدلية إن الأقنعة الطبية الواقية على وشك أن تنفد، موضحا أن عدد الأقنعة المباعة ارتفع من 500 إلى عشرة آلاف في اليوم الواحد.

وتابع "المسؤولون يقولون إن المسلمين يحميهم إيمانهم"، مضيفا "كيف يخططون لوضع مدينة كبرى مثل طهران في الحجر الصحي، إن كانوا غير قادرين على فرض حجر صحي في مستشفى".

وأثار تزايد عدد الإصابات والوفيات في إيران قلق الدول المجاورة فقررت أرمينيا وتركيا وباكستان وأفغانستان والعراق الأحد إقفال حدودها مع الجمهورية الإسلامية وفرض قيود على التبادل التجاري معها.

وأكد العراق الثلاثاء إصابة أربعة أفراد من عائلة عراقية عادت من زيارة إلى إيران، بعد رصد أول حالة الأحد وهي لطالب إيراني في العلوم الدينية في مدينة النجف، ليرتفع العدد إلى 5.

كذلك قرر الأردن منع دخول الوافدين من إيران والصين وكوريا الجنوبية في إطار جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد و"كإجراء احترازي مؤقت".

والاثنين أعلنت الكويت والبحرين اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس وأضافتا أنّ مصدرها إيران الواقعة على ضفة الخليج الأخرى.

بدورها أعلنت عُمان تعليق الرحلات الجوية بين السلطنة والجمهورية الإسلامية. وقالت وزارة الصحة الكويتية إنّ الفحوص الأولية التي أجرت لعائدين من مدينة مشهد، ثاني مدن إيران، بيّنت وجود مصابين بينهم.