توجس ديمقراطي من اضطرابات عنيفة يوم تنصيب بايدن

زعيم الديمقراطيين يؤكد أن تهديدات الجماعات المتطرفة العنيفة لاتزال مرتفعة، معتبرا أن الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في العملية الديمقراطية مع تنصيب الرئيس المنتخب ونائبته.
بنود مساءلة ترامب يُمكن أن تطرح على المجلس الثلاثاء أو الأربعاء
سناتور ديمقراطي يدعو اف بي اي لتعقب مثيري الشغب
صور تظهر ضباط شرطة وهم يفتحون الحواجز لأنصار ترامب لاقتحام الكونغرس
أكبر شركة فنادق تُعلق تبرعات لمشرعين رفضوا التصديق على فوز بايدن

واشنطن - قال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي السناتور تشاك شومر اليوم الأحد إن التهديد الذي تمثله الجماعات المتطرفة العنيفة لا يزال مرتفعا وذلك بعد اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس يوم الأربعاء الماضي مما أوقع قتلى، فيما تتواصل جهود الديمقراطيين لمساءلة ترامب، لكن تأييد الجمهوريين لهذا الأمر يبقى غير مؤكد.

وأكد شومر في بيان أنه تحدث أمس السبت مع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) كريستوفر راي لحثه على "تعقب المهاجمين دون هوادة"، مضيفا "تهديد الجماعات المتطرفة العنيفة لا يزال مرتفعا والأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في عمليتنا الديمقراطية مع تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كاملا هاريس في مبنى الكونغرس وأدائهما القسم".

وتسود بالفعل مخاوف من أعمال عنف خاصة يوم تنصيب بايدن. وتحسبا لذلك كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) قد اعلنت بعد فترة قصيرة من اقتحام أنصار ترامب للكونغرس، أنها ستنشر 6200 عنصر من قوات الحرس الوطني لمدة شهر في العاصمة واشنطن قبل وبعد تنصيب بايدن في تأكيد لقلق بالغ من اضطرابات خطيرة محتملة وبقوة.

وتأتي تحذيرات شومر في الوقت الذي اكتسبت فيه جهود يقودها الديمقراطيون لمساءلة الرئيس المنتهية ولايته لمرة ثانية في سابقة تاريخية، قوة دافعة في مطلع الأسبوع لكن تأييد ما يكفي من الجمهوريين للخطوة غير مرجح على ما يبدو مع بقاء أيام قليلة في الولاية الرئاسية لترامب.

وقال ويب جيمس كلايبورن وهو نائب ديمقراطي في مجلس النواب الأميركي اليوم الأحد إن بنود مساءلة ترامب يُمكن أن تطرح على المجلس يوم الثلاثاء أو الأربعاء. وتأتي تلك الجهود كرد فعل على اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس (الكابيتول) يوم الأربعاء في أحداث خلفت قتلى.

وأضاف لشبكة 'سي.إن.إن' الإخبارية "أعتقد أنها ستصاغ غدا (الاثنين) وقد يحل يوم الثلاثاء أو الأربعاء قبل أن تطرح فعليا (على المجلس) لكنني أعتقد أنها ستطرح هذا الأسبوع".

قوات من الحرس الوطني في حالة تأهب امام مبنى الكونغرس الأميركي
قوات من الحرس الوطني في حالة تأهب امام مبنى الكونغرس الأميركي

وكان النائب الديمقراطي تيد ليو الذي يشارك في صياغة الاتهامات بحق ترامب قد قال يوم السبت إن الديمقراطيين بمجلس النواب سيطرحون تشريعا يوم الاثنين يدعو لمساءلة ترامب، مضيفا أن هناك 190 داعما لتشريع لمساءلة الرئيس بغرض عزله. وقالت متحدثة باسم ليو إن مشروع القانون لم يؤيده بعد أي من الجمهوريين.

وقال ليو في تغريدة مساء أمس السبت "لدينا مقاطع مصورة للخطاب الذي حرض فيه (ترامب) الحشد. ولدينا مقاطع مصورة للحشد وهم يهاجمون الكابيتول بعنف. هذا ليس بالأمر الملتبس".

وأشاد ترامب في البداية بأنصاره في الكابيتول، لكنه استنكر العنف في ما بعد في تسجيل مصور. وقالت مصادر إن قراره بالدعوة للهدوء جاء بناء على ضغوط من كبار مستشاريه، إذ قال البعض إنه قد يواجه الإقالة من منصبة أو ملاحقة قانونية.

ومنذ خسارته في الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، لم يتوقف ترامب عن القول إن التصويت شابه التزوير، مكررا أنه لن يسمح لهم (الديمقراطيون) بـ"سرقة الفوز بالانتخابات".

وقال السناتور الجمهوري بات تومي اليوم الأحد إن على ترامب الاستقالة، مضيفا في مقابلة مع شبكة تلفزيون إن.بي.سي "أعتقد أن أفضل مسار لبلادنا هو أن يستقيل الرئيس ويرحل بأسرع وقت ممكن... أعترف أن هذا ربما يكون غير مرجح لكنني أعتقد أنه سيكون الخيار الأفضل". كما كرر تومي نفس الدعوة في مقابلة منفصلة أجراها مع شبكة سي.إن.إن الإخبارية.

ويصبح بذلك تومي الذي كان من الداعمين لترامب حتى وقت قريب، ثاني جمهوري بمجلس الشيوخ يدعوه للاستقالة لكنه قال إنه لا يعتقد بأن هناك ما يكفي من الوقت لمساءلته مع بقاء عشرة أيام فقط على تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.

وكانت السناتور ليزا مركاوسكي عن ولاية ألاسكا قد قالت يوم الجمعة إن على ترامب الاستقالة على الفور وألمحت إلى أنها ستفكر في ترك الحزب إذا لم يتمكن الجمهوريون من النأي بأنفسهم عن أفعاله.

وتحقق السلطات في الثغرات الأمنية التي وقعت يوم اقتحام الكابيتول، إذ يتساءل بعض النواب عما إذا كان مثيرو الشغب قد تلقوا مساعدة من الداخل بعد انتشار صور لبعض ضباط الشرطة وهم يفتحون الحواجز الأمنية ويلتقطون الصور الذاتية (السلفي) مع المقتحمين.

ودعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الأعضاء إلى صياغة تشريع يهدف لتفعيل البند الخامس والعشرين من الدستور الذي يسمح بتجريد الرئيس من سلطاته إذا لم يكن قادرا على القيام بمهام منصبه.

ولم تحظ الجهود المكثفة للإطاحة بترامب سوى بتأييد محدود من الجمهوريين الذي شهد حزبهم انقسامات بسبب سلوك الرئيس. وضغط ديمقراطيون على مايك بنس نائب الرئيس لتفعيل المادة 25 من الدستور لكن مستشارا قال إنه يعارض الفكرة.

وذكرت شبكة 'سي.إن.إن' في وقت متأخر مساء أمس السبت نقلا عن مصدر مقرب من بنس أن نائب الرئيس لم يستبعد كليا تفعيل البند 25 لكن البعض في فريقه يخشون من أن جهود إقالة ترامب قد تستفزه ليقوم بسلوكيات متهورة.

ولا يزال احتمال عزل ترامب قبل موعد تنصيب الرئيس المنتخب مستبعدا، فأي مساءلة في مجلس النواب ستفضي إلى محاكمة بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ولا يزال المجلس في عطلة حتى 19 يناير/كانون الثاني.

وقال مصدر مطلع إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بعث بمذكرة إلى رفاقه الجمهوريين بالمجلس تشير إلى أن أي محاكمة لترامب لن تبدأ حتى خروجه من السلطة. وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى موافقة الثلثين.

وتسبب دور ترامب في التشجيع على الفوضى يوم الأربعاء في صدع يزداد اتساعا داخل الحزب الجمهوري.

وقال بن ساس وهو سناتور من ولاية نبراسكا ينتقد ترامب كثيرا، لقناة 'سي.بي.إس نيوز' إنه سيفكر "حتما" في العزل لأن الرئيس لم يحترم يمين توليه المنصب.

لكن حلفاء ترامب ومنهم السناتور لينزي غراهام وزعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفن مكارثي دعوا الديمقراطيين إلى وقف مسعى المساءلة بدعوى الحفاظ على الوحدة.

وفي تطور على علاقة باقتحام الكونغرس، أعلنت شركة ماريوت أكبر شركة فنادق في العالم اليوم الأحد أنها ستعلق التبرعات التي تمنحها للمشرعين الأميركيين الذين صوتوا ضد التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع الماضي.

وقالت كوني كيم المتحدثة باسم ماريوت "أخذنا في الاعتبار الأحداث المدمرة التي جرت في مبنى الكابيتول لتقويض الانتخابات الشرعية والنزيهة وسوف نوقف التبرعات التي تقدمها لجنة العمل السياسي التابعة لنا لأولئك الذين صوتوا ضد التصديق على الانتخابات".

وأكدت المتحدثة تقريرا استند إلى استطلاع رأي أكثر من 100 شركة بخصوص خطط التبرعات.

وقالت شركة سيتي غروب في مذكرة لموظفيها يوم الجمعة إنها راجعت مواقف المشرعين الذين قادوا التحرك لعرقلة التصديق على تصويت المجمع الانتخابي ووجدت أنها منحت ألف دولار لحملة السناتور الجمهوري جوش هولي.

وكان هاولي والسناتور تيد كروز قد دعوا مجلس الشيوخ إلى رفض أصوات المجمع الانتخابي في الولايات التي صوتت لبايدن

وقالت كاندي وولف المسؤولة البارزة في الشركة "نود أن تكونوا مطمئنين إلى أننا لن ندعم مرشحين لا يحترمون حكم القانون. نعتزم وقف تبرعاتنا في الوقت الذي تمر فيه البلاد بمرحلة الانتقال الرئاسي على أمل أن تخرج من هذه الأحداث أكثر قوة ووحدة"، لكن شركات أخرى لم تتخذ قرارات بهذا الشأن.