تونس تتمسك باتحاد المغرب العربي رغم الخلافات العميقة بين أعضائه

لا تزال تونس مؤمنة بخيار اتحاد المغرب العربي لحل الأزمات بين أعضائه رغم ان كثيرين يرون فشل هذا الاتحاد في إيجاد أرضية قوية لمواجهة الخلافات السياسية بين دوله على غرار تجمعات سياسية أخرى كمنظمة التعاون الخليجي.
مواقف الجزائر خاصة فيما يتعلق بالصحراء المغربية ادت الى اضعاف الاتحاد وتعميق الخلافات بين دوله
اتحاد المغرب العربي فشل في التاثير في الملف الليبي وترك المجال لقوى دولية واقليمية لدفع الحوار

تونس - لا تزال تونس مؤمنة بخيار اتحاد المغرب العربي لحل الأزمات بين أعضائه رغم ان كثيرين يرون فشل هذا الاتحاد في إيجاد أرضية قوية لمواجهة الخلافات السياسية بين دوله على غرار تجمعات سياسية أخرى كمنظمة التعاون الخليجي.
وتصر تونس على إحياء هذا الاتحاد الذي تاسس 17 فبراير/شباط سنة 1989 بمدينة مراكش بالمغرب ويضم خمس دول هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا.
واكّد الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، على تمسّك بلاده الثابت باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي.
جاء ذلك في بيان صدر عن الرئاسة بمناسبة الذكرى 32 لتأسيس الاتحاد حيث شدد سعيد، على "إيمان بلاده القوي بضرورة توفير المزيد من الدعم للاتحاد الذي يمثّل مكسبا هاما لتحقيق مصالح الشعوب المغاربية نحو المزيد من المناعة والاستقرار والنماء".
ووفق البيان، وجه سعيد رسائل تهنئة إلى قادة البلدان المغاربية "استحضر خلالها ما يجمع شعوب المنطقة من علاقات أخوة وتضامن ووحدة مصير".
وقال سعيد "ما يواجه الدول المغاربية من تحديات متزايدة ومتنوّعة يتطلب مواصلة الجهود لمزيد من العمل المشترك والارتقاء به إلى مراتب أفضل وتعزيز الاندماج والتكامل".
ويشغل الوزير التونسي الأسبق الطيب البكوش الامانة العامة الذي يحاول خلال فترة توليه المنصب تحقيق تقارب بين قادة الدول في خضم خلافات عميقة وقديمة لكن يبدو ان ذلك بعيد المنال.
فالطيب البكوش نفسه سعى خلال فترة توليه الأمانة العامة لعقد قمة بين قادة الدول المغاربية السنة الماضية لكنه فشل في تحقيق ذلك بسبب الأزمات التي تمر بها المنطقة وحجم الخلافات.
ومثلت الخلافات المغربية الجزائرية حجر الزاوية في عدم تطور اتحاد المغرب العربي وعدم قدرته على الانجاز وتحقيق ما تسعى اليه الشعوب المغاربية من تنمية اقتصادية حقيقية واستغلال التقارب الجغرافي والديني والعرقي لخدمة مصالح المنطقة.
واتهمت الجزائر بانها تضع العراقيل امام الجهود التي تبذلها بعض الأطراف المغاربية خاصة من خلال تمسكها بالتصعيد في ملف الصحراء المغربية ومساندتها لجبهة البوليساريو التي تدعو للانفصال وهو امر لا يصب في اطار الجهود المبذولة لتوحيد دول المغرب العربي وانهاء الانقسامات بينها.
وكان زير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيس هاجم في ديسمبر/كانون الثاني الجزائر وحملها مسؤولية "تقسيم المغرب العربي وما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء".
وقال ونيس إن النظام الجزائري لعب بالنار وإعلان الحرب على المغرب بعد افتكاك مئات الكيلومترات من الحدود المغربية والتونسية"، مضيفا أن الجزائريين وجميع دول منطقة المغرب العربي عانوا من النظام العسكري في الجزائر  الذي تورط في تقسيم المغرب العربي" مشددا على أن ما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء تتحمل السلطات الجزائرية مسؤوليته".
وهذا الموقف هو شبيه بموقف الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي الذي حمل الجزائر مسؤولية الانقسام بين دول المغرب العربي بسبب مواقفها الداعمة لجبهة البوليساريو والرافضة لإيجاد أرضية مشتركة بين الدول المغاربية.
وظهر ضعف اتحاد المغرب العربي في الأزمة الليبية حيث لم تقم المنظمة بدور فعال لإيجاد حلول سلمية وترك المجال لمنظمات أممية ودول إقليمية أخرى للعب دور لإيجاد حلول للازمة.