تويوتا تهدد بالانسحاب من بريطانيا بسبب بريكست

رئيس الشركة اليابانية يحذر لندن من الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ينص على ضمانات، مؤكدا لجوءه الى إمكانيات أخرى بينها خفض الإنتاج أو الاستثمارات.
هوندا أعلنت في فبراير/شباط تخليها عن الإنتاج في الأراضي البريطانية
ألف شركة يابانية في بريطانيا توظف حوالى 140 ألف شخص
40 شركة انتقلت أو أعربت عن نيتها في الانتقال من بريطانيا إلى هولندا العام الماضي

طوكيو - صرح رئيس تويوتا لوسائل الإعلام اليابانية الخميس أن أكبر مجموعة يابانية لصناعة السيارات يمكن أن تتخلى عن الإنتاج في المملكة المتحدة إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ينص على ضمانات.

وقال يوهان فان زيل على هامش معرض السيارات في جنيف، في تصريحات نشرتها صحيفة "نيكاي" الاقتصادية اليابانية "إذا أصبحت بيئة الأعمال صعبة جدا فيجب أن يكون من بين خياراتنا" الانسحاب من بريطانيا".

إذا أصبحت بيئة الأعمال صعبة جدا فيجب أن يكون من بين خياراتنا الانسحاب من بريطانيا

وذكر المصدر نفسه أن فان زيل تحدث عن إمكانيات أخرى بينها خفض الإنتاج أو الاستثمارات.

وأكدت ناطقة باسم تويوتا في طوكيو مضمون حديث فان زيل مع الصحافيين، لكنها أكدت أنها "تصريحات عامة" ردا على سؤال عن إمكانية مغادرة المجموعة الأراضي البريطانية.

وأضاف فان زيل أن "بريكست بلا اتفاق غير مرغوب فيه".

وتوظف تويوتا أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مصنعيها في بريطانيا أحدهما لإنتاج المحركات في ويلز.

واعلنت شركات يابانية كبرى مثل نيسان وهوندا وباناسونيك وسوني الحد من نشاطاتها في بريطانيا بدرجات متفاوتة، يرى الخبراء أن بريكست غالبا ما سرع هذه القرارات ولو أنه لم يكن السبب الوحيد خلفها.

وكانت اليابانية هوندا أعلنت الشهر الماضي تخليها عن الإنتاج في الأراضي البريطانية عبر إغلاق مصنعها في سويندون في 2021.

وهذا الموقع الوحيد لمجموعة هوندا العملاقة في أوروبا، هو أهم مصدر للوظائف في جنوب غرب انكلترا ويعمل فيه 3500 شخص.

وتعمل نحو ألف شركة يابانية في بريطانيا حيث توظف حوالى 140 ألف شخص بصورة إجمالية.

والشركات اليابانية ليست الوحيدة التي تنسحب جزئيا من بريطانيا، لكنّ الحد من عملياتها هي تحديدا يترك وقعا كبيرا في بريطانيا نظرا لتاريخ طويل من الاستثمارات اليابانية في هذا البلد سعيا للإنتاج محليا بهدف التخفيف من حدة التوتر التجاري خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

غير أن قرار الانسحاب ولو جزئيا من بريطانيا لا يقتصر على شركات السيارات.

والمصارف اليابانية الكبرى أيضا تنسحب من لندن، وبعدما قامت توشيبا بتصفية فرع نووي لها في بريطانيا، ما أسقط مشاريع لبناء مفاعلات نووية في هذا البلد، أعلنت شركة هيتاشي العملاقة الشهر الماضي تجميد مشروع بناء محطة ذرية في ويلز لعدم توافر التمويل.

وافادت السلطات الهولندية، في فبراير/شباط، أن أكثر من 40 شركة انتقلت أو أعربت عن نيتها في الانتقال من بريطانيا إلى هولندا العام الماضي، بسبب حالة الغموض بشأن "بريكست".
وقالت الوكالة الهولندية للاستثمارات الخارجية في بيان، إن انتقال 42 شركة من بريطانيا يعني توفير نحو 2000 وظيفة و291 مليون يورو (330 مليون دولار) من الاستثمارات.

وقبل شهر من الموعد الرسمي لبريكست، لم تسمح المحادثات بين المفاوضين البريطانيين والأوروبيين بالخروج من المأزق حتى الآن، ما يزيد خطر رفض جديد لاتفاق الانفصال من قبل النواب البريطانيين.

ويعزز هذا الفشل احتمال خروج قاس من الاتحاد في 29 آذار/مارس مع كل العواقب المضرة بالاقتصاد.