ثلاثة مليارات دولار لأهم ما يحتاجه السودان المضطرب

حزمة المساعدات السعودية الإماراتية تركز على أكبر مشكلتين يعاني منهما الاقتصاد السوداني: ضعف الجنيه ونقص الوقود والسلع الاساسية.

الرياض – وجهت السعودية والإمارات الاحد حزمة دعم مالي مباشر بثلاثة مليارات دولار لمواجهة أكبر مشكلتين يواجههما الاقتصاد في السودان الذي يشهد تحولا سياسيا واضطرابات منذ شهور.
وتركز المنحة السعودية الإماراتية على دعم الجنيه السوداني وتوفير الوقود والسلع الاساسية.
وبعد تظاهرات استمرّت أربعة أشهر،أطاح الجيش السوداني في 11 نيسان/أبريل بالرئيس عمر البشير  الذي حكم البلاد طوال 30 عاماً، وشكّل "مجلسا عسكرياً انتقالياً" سيتولى السلطة لعامين.
وقال بيان مشترك ان البلدين سيقومان بـ"تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار".
وأضاف البلدان ان المنحة تشمل "500 مليون دولار كوديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف".
وتابع البيان "كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية".
وفي نفس اليوم، قالت وكالة السودان للأنباء (سونا) الرسمية إن بنك السودان المركزي رفع سعر العملة المحلية إلى 45 جنيها للدولار، مقارنة مع 47.5 جنيه للدولار في السابق.

سعر الصرف من 74 جنيها قبيل عزل البشير الى 45 جنيها
سعر الصرف من 74 جنيها قبيل عزل البشير الى 45 جنيها

وكان سعر الصرف تجاوز 74 جنيها للدولار قبل وقت قصير من قيام الجيش بعزل واحتجاز البشير، ثم تحسن بعد ذلك الى 53 جنيها.
وتعثر الاقتصاد السوداني بسبب العقوبات والفساد وسوء الإدارة. وارتفع التضخم بنسبة 73 في المئة في 2018 وبات مشهد الطوابير الطويلة عند المخابز ومحطات الوقود وماكينات الصرف شائعا.
كما تضررت موارد الحكومة بشدة من فقد إيرادات نفطية بعدما انفصل جنوب السودان، حيث توجد معظم حقول النفط.
وطالبت السعودية والامارات الاسبوع الماضي بالحفاظ على الاستقرار والانتقال السلمي للسلطة. وأعرب البلدان عن تأييدهما لقرارات المجلس العسكري الانتقالي خلال زيارة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية.
ويعزو المحتجون الأزمة إلى سنوات من سوء الإدارة تحت حكم البشير، والعقوبات الأميركية.
وعلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع السودان بعدما أطاح الجيش بالبشير.

موارد كبيرة ضاعت على السودان مع انفصال الجنوب
موارد كبيرة ضاعت على السودان مع انفصال الجنوب

وكانت الحكومة الأميركية قد أضافت السودان إلى قائمتها للإرهاب في عام 1993. ومنع التصنيف وصول السودان إلى الأسواق المالية كما ضغط بشدة على الاقتصاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، رفعت الولايات المتحدة عقوبات تجارية واقتصادية منفصلة كانت قد فرضتها على السودان في 1997.
والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن. ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015.
وأعلن مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى الإثنين أن الجنود السودانيين سيبقون في اليمن حتى يحقّق التحالف أهدافه في انهاء انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية منذ 2014.
ويقول محلّلون أنه في السنوات الأخيرة، أصبح السودان أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لدول الخليج.
ويرى هؤلاء ان السودان يؤثر في العديد من المصالح الحيوية لدول الخليج، اذ انّه حليف رئيسي للسعودية ضد النفوذ الإيراني في القرن الأفريقي.
كما يعتبر السودان لاعبا حاسما في نزاع بين إثيوبيا ومصر حول استخدام مياه النيل، إضافة إلى انه يمكنه أن يشكل عنصرا محوريا في الأمن الغذائي المستقبلي بالنسبة للخليج.