ثلاث سنوات من 'السيادة' القطرية المصنوعة في تركيا وايران

مع دخول الأزمة عامها الرابع، لا يزال سلوك قطر قائما على التردد وعدم الجدية او الاستعداد لأي شكل من المصالحة.
تهم الارهاب تحيط بحليفي قطر الاساسيين تركيا وايران
حملات العلاقات العامة ودبلوماسية العقود لا تخفي أنشطة قطر
عشرون عاما من محاولات إقناع قطر بتغيير سلوكها قبل المقاطعة

لندن – مع مرور ثلاث سنوات بالتمام على بدء أزمة قطر، تقربت الدوحة اكثر من أنقرة وطهران واستمرت في دعم خطاب التطرف وتمويل الجماعات المتشددة، وهو السبب الاساسي في مقاطعتها من قبل السعودية والامارات ومصر والبحرين.
هذه المقاطعة كانت محصلة لجهود امتدت منذ منتصف التسعينات، حاولت خلالها خصوصا السعودية والامارات إقناع قطر بالتخلي عن سياسة استعداء جيرانها ووقف التحريض الاعلامي ضد دول الخليج.
وكان هذا من نتائج التغير الكبير الذي عاشته قطر في 1995 حين انقلب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده، وانشئت في العام التالي قناة الجزيرة، الذراع الاعلامية التي تبرر وتدعم السياسة الخارجية القطرية في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية.
وعلى مدى هذه السنوات، انعقدت قمم ولقاءات رسمية بين قطر وجيرانها على امل ثنيها عن تدخلاتها خصوصا في سنوات ما سمي بالربيع العربي الذي قدمت فيه قطر دعما مباشرا ومنابر اعلامية للجماعات المتطرفة، لا سيما القاعدة والاخوان المسلمون.
وكانت قطر تصور نفسها خلال تلك الفترة بأنها داعمة للثورات، لكن الوقائع على الارض كشفت عن خطورته الخطاب التحريضي الانقسامي وحجم الفوضى التي نشرتها قطر في دول مثل مصر وسوريا وليبيا.
في موازاة ذلك، تقوم قطر بمحاولات جاهدة لتلميع صورتها في العالم عبر حملة دبلوماسية موسعة بدأها امير قطر الشيخ تميم بن احمد في الاسابيع الأولى التي تلت اعلان المقاطعة يوم الخامس من يونيو/حزيران 2017.
واعتمدت قطر في تجميل صورتها بشكل رئيسي، على عقود الغاز والنفط والتطوير العقاري أو ما يسمى "دبلوماسية العقود" في العديد من الدول الغربية. وانفقت مليارات الدولارات على مراكز بحث ودراسات لتقديم النظام القطري الى العالم.
وزار امير قطر الكثير من الدول الغربية والعربية لاقناعها بالتوسط لاجراء مصالحة لكن دون تغيير موقفه او ابداء اي استعداد جدي لتلبية مطالب الدول الاربع.
وطلبت هذه الدول من قطر، ضمن سلسلة مطالب لإعادة تطبيع العلاقات، وقف دعم وتمويل الجماعات الارهابية بما فيها القاعدة وداعش والاخوان المسلمون والحرس الثوري الايراني.
كما طلبت الدول الاربع تحجيم علاقات قطر بإيران وتركيا اللتين تدعمان بدروهما وتمولان جماعات متطرفة تنشط في مناطق النزاع في الشرق الاوسط، ووقف الخطاب التحريضي لقناة الجزيرة.
معظم هذه المطالب ظلت مطروحة على قطر رسميا منذ 2013 حين تعهدت الدوحة بتنفيذها وتراجعت، كما تنصلت ايضا من الاتفاق الذي انعقد في الرياض عام 2014.
هذا التردد وعدم الجدية طبع سلوك قطر في السنوات التالية حتى اواخر العام الماضي حين ظهرت معلومات عن حدوث انفراجة ثم تراجعت الدوحة بسبب ما قيل حينها انه خلاف داخل الاسرة الحاكمة حول المصالحة الخليجية.
لكن الواضح أكثر هو خضوع الدوحة لمواقف ايران التي فتحت تجارتها مع قطر، وتركيا التي ارسلت الاف الجنود الى الدوحة بعد ايام من اعلان المقاطعة قبل ثلاث سنوات.
ورغم النفوذ التركي والايراني في مراكز صنع القرار في قطر، لا تزال الدوحة ترفض مطالب الدول المقاطعة بحجة السيادة والاستقلال.
كل هذه العزلة التي فرضتها قطر على نفسها كانت نتيجة للآمال التي علقتها على ايران، وتركيا، وكلاهما تتدخل مباشرة في صراعات سوريا والعراق واليمن وليبيا.
لكن اللافت ايضا ان قطر لم تتوقف عن انشطتها في مجال دعم وتمويل الاصوات المتشددة في خصوصا الدول الغربية وصلت الى تمويل مساجد بعينها في اوروبا ومحاولات التأثير على النظام التعليمي في الولايات المتحدة وايطاليا.