جائحة كورونا لم تفسد متعة مشاهدة 'حلقة النار'

هواة علم الفلك يشاهدون ظاهرة الكسوف النادر للشمس في إفريقيا وآسيا، ويتشاركون الحدث مع متابعيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الكسوف الكامل شمل 2% فقط من سطح الأرض
كسوف شمسي جديد في 14 ديسمبر فوق أميركا الجنوبية
الأحوال الجوية حاسمة لمشاهدة الظاهرة الاستثنائية بوضوح

نيودلهي - تمكن شغوفون بعلم الفلك الأحد من مشاهدة ظاهرة "حلقة النار" وهي كسوف نادر للشمس على طول شريط ضيق يمتد من غرب إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية مرورا بالهند والشرق الأقصى.
ويحدث الكسوف الحلقي عندما لا يكون القمر الذي يمر بين الأرض والشمس قريبا بما فيه الكفاية من كوكبنا لحجب ضوء الشمس تماما تاركا اسطوانة رفيعة من الشمس مرئية.
ويحصل ذلك مرة كل سنة أو سنتين ويمكن رؤيته فقط في شريط ضيق عبر العالم.
وتزامنت الظاهرة الأحد مع أطول يوم في نصف الكرة الشمالي، خلال الانقلاب الصيفي، عندما يميل القطب الشمالي للأرض بشكل مباشر نحو الشمس.
وبدأت هذه الظاهرة الفلكية بعيد شروق الشمس في شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية اعتبارا من الساعة 05,56 بالتوقيت المحلي (04,56 ت غ) واستمرت العتمة دقيقة و22 ثانية وهي الفترة القصوى لهذه الظاهرة الراهنة.
واتجهت بعدها شرقا عبر إفريقيا وآسيا ووصلت إلى ذروتها مع هالة كاملة للشمس حول القمر فوق اوتاراخند في الهند قرب الحدود الصينية-الهندية عند الساعة 12,10 (الساعة 06,40 ت غ). وكان المنظر الأجمل لكنه الأقصر إذ استمر 38 ثانية مع اصطفاق مثالي للأرض والقمر والشمس.
في شرق إفريقيا تمكن الفضوليون في نيروبي عاصمة كينيا البعيدة عن المسار المثالي للظاهرة، من رؤية الكسوف جزئيا إذ غطت الغيوم لثوان اللحظة المحددة التي حجب فيها القمر كليا تقريبا نور الشمس.
وقالت سوزان مورابانا مؤسسة برنامج "ترافيلينغ تلسكوب" التعليمي "رغم ذلك كان الأمر رائعا فأنا شغوفة جدا بظواهر الكسوف والخسوف. وهي من الأمور التي جعلتني أهتم بعلم الفلك".
ولولا انتشار فيروس كورونا المستجد لكانت نظمت رحلة إلى بحيرة ماغادي في جنوب كينيا حيث السماء صافية عموما أكثر مما هي عليه في العاصمة.
واوضحت "مع الجائحة لا يمكننا أن نجتمع بأعداد كبيرة أو نجعل الأطفال يراقبون ويقيمون بنشاطات" إلا أنها تمكنت من تشارك الحدث مع متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت "انضم إلينا نحو 50 شخصا عبر زوم وعبر فيسبوك لايف".

وشمل الكسوف الكامل 2% من سطح الأرض الأمر الذي يجعل الظاهرة استثنائية.
وقال عالم الفلك فلوران ديليفي إن "الكسوف الحلقي مرئي من حوالى 2% من سطح الارض" فقط. وأضاف "انه يشبه الى حد ما التحول من 500 واط الى 30. إنه ضوء خافت ولا يمكنك من الرؤية أيضا".
وخلال حدوث تلك الظاهرة الفلكية، قد تصاب الحيوانات بالفزع وتعود الطيور إلى النوم أحيانا والأبقار إلى الحظيرة.
وكان الكسوف الكامل مرئيا في اماكن متعاقبة على الأرض لنحو أربع ساعات وكان آخرها تقريبا تايوان قبل أن يتجه مسار الكسوف إلى المحيط الهادئ.
وشهد الناس على بعد مئات الكيلومترات على جانبي خط الوسط في 14 بلدا حلول العتمة قليلا لكنهم لم يروا "حلقة النار".
وعادة ما تكون الأحوال الجوية حاسمة لمشاهدة هذه الظاهرة بوضوح. وقال عالم الفيزياء الفلكية فريد إسبيناك، وهو خبير في توقع الكسوف على موقع "ناسا إكليبس"، "الطقس الجيد هو الأساس لمشاهدة الكسوف بشكل واضح. من الأفضل رؤية كسوف من سماء صافية لمدة قصيرة من كسوف أطول في ظل أجواء غائمة".
ويحدث الكسوف الشمسي دائما قبل أسبوعين تقريبا من الخسوف القمري أو بعده، عندما ينتقل القمر إلى ظل الأرض. وخسوف القمر يكون مرئيا من نصف سطح الأرض.
وسيكون هناك كسوف شمسي ثانٍ في العام 2020 في 14 كانون الأول/ديسمبر فوق أميركا الجنوبية. ونظرا إلى أن القمر سيكون أقرب قليلا إلى الأرض، سيحجب ضوء الشمس كليا.