"جبهات منزلية" مواقف غريبة تقوم بها شخصيات مغمورة

شخصيات سعيد الشيخ لا تسعى إلى بطولة أو إبراز تميّز.
الأحداث تتشابك وتتداخل ما بين الواقعي والمتخيل صعوداً درامياً إلى ما فوق الواقع
"جبهات منزلية" هي هذه الحياة الممتلئة بالصدمات والشراك والتي تمنح الأسئلة أكثر من الأجوبة

استوكهولم ـ عن منشورات ألوان عربية في السويد صدرت حديثاً مجموعة قصصية جديدة للكاتب الفلسطيني سعيد الشيخ بعنوان "جبهات منزلية". تحتوي على اثنتي عشرة قصة مختلفة الأحداث، ولكن شخصياتها تتحرك باتجاه فكرة واحدة وضعها الكاتب بشكل مضمر لتلتقي جميعها في نهايات القصص، ليبدو عنوان المجموعة جامعاً ومعبراً يتناسب مع مضمون القصص. 
في هذه المجموعة تتشابك الأحداث وتتداخل ما بين الواقعي والمتخيل صعوداً درامياً إلى ما فوق الواقع، حتى تبدو الاحداث كأنها منفصلة عن الواقع، ولكن في نظرة تأملية للمشهد الاجتماعي الذي تتناوله القصص، فإن الواقع هو الذي يبدو شديد الغرابة من دون التدخل الفني من قبل الكاتب، وكأنّ سعيد الشيخ يريد أنْ يقول عبر قصصه: إنّ غرابة الحياة البشرية اليوم قد بلغت مستوى يفوق الخيال عمّا سبق من حياة.
وقد كتب الناشر في تقديمه للمجموعة قائلاً: "لا يسوّغ لهذه القصص إلا الأسلوب السريالي الذي يمنح الواقعية لمسة إضافية، لكي يبدو السرد منتصباً عند أقاصي الدهشة. إنها قصص ترصد اليومي من الحياة الاجتماعية وتحيل كل شيء فيها وكأنه جبهات اشتباك دائمة، مرة مع ذات النفس الواحدة ومرة أخرى مع المحيط. سوء تفاهم يحتاج إلى إعادة ترتيب للمفاهيم، لانتشال الحياة من اضطرابها. إنّ صياغة سعيد الشيخ لهذه القصص بكثير من الرموز والمجازات عبر تسليط الضوء على مواقف غريبة تقوم بها شخصيات مغمورة لا تسعى إلى بطولة أو إبراز تميّز، تجعلها محل تعاطف من القارئ الذي قد يجد نفسه واحداً من هذه الشخصيات، وبأنه ليس غريباً عن هذه الحياة التي تتناولها القصص. 
"جبهات منزلية" هي هذه الحياة الممتلئة بالصدمات والشراك والتي تمنح الأسئلة أكثر من الأجوبة.
وقعت المجموعة على 96 صفحة من القطع المتوسط، وهي السادسة بين مجموعات الكاتب القصصية، والكتاب الخامس عشر من مجموع إصداراته الأخرى التي توزعت بين الشعر والرواية.