جرعة من لقاح فيروس الورم الحليمي كافية للوقاية من السرطان

فيروس الورم الحليمي يتسبب في أكثر من 90 بالمائة من جميع أنواع سرطانات عنق الرحم والشرج، ومعدلات اللقاحات الحالية لازالت منخفضة.

واشنطن - كشفت دراسة أميركية حديثة أن جرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري قد تكون كافية لوقاية النساء من الفيروس المسبّب للسرطان.
الدراسة أجراها باحثون بمركز العلوم الصحية بجامعة تكساس الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (JAMA Network) العلمية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن يتم تقديم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري كجزء من اللقاحات الروتينية في جميع الدول، جنباً إلى جنب مع تدابير الوقاية الأخرى.
ويتطلب اللقاح جرعتين أو ثلاث بناءً على عمر الشخص وحالته المناعية، ويوصى عادة بتلقيح الفتيات من بين عمر التاسعة حتى الثالثة عشر، ويوفر اللقاح الحماية لخمس إلى عشر سنوات على الأقل.

ان تغطية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أقل من 10 بالمئة على مستوى العالم

وتوصي المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بحصول الأطفال على جرعتين من تطيعم الفيروس لجميع الأطفال قبل سن 15 عامًا، و3 جرعات لمن يحصلون على التطعيم بين سن 16 إلى 26 عامًا.
لكن الدراسة الجديدة، اختبرت فاعلية حصول النساء على جرعة واحدة فقط من اللقاح، في تجارب سريرية أجريت على مجموعة من السيدات، دون مشاركة الأطفال أو الرجال البالغين.
ووجد الباحثون أن حصول السيدات على جرعة واحدة من اللقاح قد تكون فعالة مثل الجرعة الموصى بها حاليًا وهي جرعتين إلى ثلاث، وتحميهن من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
وقال الدكتور كالياني سوناوان، قائد فريق البحث: "إن تغطية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أقل من 10 بالمئة على مستوى العالم، بسبب انخفاض ونقص معدلات تواجد اللقاح في العديد من البلدان محدودة الموارد".
وأضاف أن "ضمان تلقي الأولاد والبنات جرعتهم الأولى يمثل تحديًا كبيرًا في العديد من البلدان ولا تستطيع غالبية المراهقين إكمال الجرعات الموصى بها بسبب عدم وجود بنية تحتية وموارد لإكمال العلاج".
وتابع سوناوان أنه من السابق لأوانه أن يتم اعتماد جرعة واحدة من اللقاح بدلا من الجرعات المتعددة قبل إجراء المزيد من التجارب السريرية، لكن إذا تم تأكيد ذلك في التجارب المستقبلية، فإن الجرعة الواحدة ستسهم في تخفيف عبء السرطانات الناجمة عن الفيروس على مستوى العالم.
ووفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية فإنه يتم تشخيص 34 ألفا و800 حالة سرطان جديدة مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري في الولايات المتحدة سنويًا.
وأضافت أن الفيروس يسبب أكثر من 90 في المائة من جميع أنواع سرطان عنق الرحم والشرج، وأكثر من 60 في المائة من جميع أنواع سرطان القضيب، وحوالي 70 في المائة من جميع أنواع سرطان الفم.
وذكرت المراكز الأميركية أن تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري يقي من أكثر من 31 ألف حالة إصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كل عام في الولايات المتحدة، ورغم ذلك، فإن معدلات اللقاحات الحالية لازالت منخفضة، حيث أن نصف الأشخاص في الولايات المتحدة لا يتم تطعيمهم ضد هذه العدوى الشائعة التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.