جعجع: ممارسات حزب الله والتيار ستحوّل لبنان إلى دولة فاشلة

رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يشيد بوزير الخارجية المستقيل ناصيف حتّي وينتقد تحويل القوى السياسية الممسكة بالسلطة الفعلية لبنان إلى دولة فاشلة.

بيروت - اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "الوضع في لبنان لن يستقيم طالما أن حزب الله، والتيار الوطني الحر وحلفائهما يمسكون برقاب السلطة".
وقال جعجع في سلسلة تغريدات الإثنين، عبر موقع تويتر تعليقا على استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي "لن يستقيم الوضع في لبنان طالما أن حزب الله، والتيار الوطني الحر، وحلفاءهما يمسكون برقاب السلطة في لبنان".
ويقول مراقبون، إن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، حصل عند تشكيل حكومته في يناير/ كانون ثاني الماضي على دعم كتلة حزب الله وجميع الكتل المتحالفة معها، فيما لم يحصل على دعم الكتل السنية.
ونفى دياب أكثر من مرة أن يكون محسوبا على أحد، أو أن يكون رجل حزب الله رغم وضوح ذلك.
وأضاف جعجع في تغريداته "بدا واضحا جدا من خلال كتاب استقالة الوزير حتّي، أن القوى السياسية الممسكة بالسلطة الفعلية ستحوِّل لبنان إلى دولة فاشلة".
وحيا جعجع "الوزير حتّي على شفافيته، وصدقه واستقامته"، وتابع "نادرا ما رأينا في لبنان وزيرا يستقيل انطلاقا من قناعاته".
وأردف "بل رأينا عكس ذلك تماما لجهة السعي المستميت من أجل التوزُّر ولو خلافاً لكل قناعاتهم، ولكل ما صرّحوا ونادوا به سابقاً".

ورأى جعجع، أن "شهادة حتّي هي بألف شهادة، كونها أتت بعد ممارسة عملية استمرت لأكثر من 6 أشهر، ومن دون أي مصلحة سياسية مباشرة وضيقة".
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية، قبول استقالة حتّي، وسارعت بتعيين شربل وهبة المستشار الدبلوماسي للرئيس ميشيل عون خلفا له.
واعتبر حتّي في بيان أصدره عقب تقديم استقالته التي قدمها صباح اليوم، أن بلاده "تنزلق للتحول إلى دولة فاشلة".
ومساء الأحد، أفاد مصدر بالخارجية اللبنانية، أن سبب الاستقالة يتمثل في "هروب من الواقع" (دون تفاصيل)، إضافة إلى "عدم تقدّم الحكومة في عملها".
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.
ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.
وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصة منذ تشكيل الحكومة الحالية، برئاسة دياب، في 21 يناير / كانون ثاني الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات.

وينتقد أغلب اللبنانيين التحالف القائم بين حزب الله والتيار الحر الذي يقوده صهر الرئيس اللبناني جبران باسيل والذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة سعد الحريري المستقيلة.

وتعود بداية التحالف الاستراتيجي بين الجماعية الشيعية المقربة من إيران والتيار العوني إلى 6 فبراير/شباط 2006 حين وقعا ورقة تفاهم ضمنت لحزب الله الغطاء المسيحي داخل لبنان والدفاع عن سلاحه في الخارج، فيما أوصلت عون إلى الرئاسة التي يطمح باسيل منذ فترة للوصول إليها مستقبلا وهي ما جعلت سيطرتهما على سلطة القرار في البلاد تتسم بتنازلات وصفقات ساهمت في أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة تهدد الدولة بالإفلاس.