جعجع ينضم للحريري في رفض التطبيع مع الأسد

حزب الله وحلفاؤه يدفعون بشدة لفك عزلة نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بوابة إعادة النازحين السوريين في خطوة من شأنها أن تفاقم الانقسامات السياسية مع تعثر تشكيل الحكومة الجديدة.

جعجع يحذّر من عودة النفوذ السوري إلى لبنان
حزب القوات اللبنانية يتهم الأسد بأنه لا يكترث بالنازحين السوريين
جعجع مع إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا بعد التسوية السياسية

بيروت - رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم الأحد التطبيع مع النظام السوري، معتبرا أنه يتسبب في خسارة لبنان على أكثر من مستوى، في موقف يأتي بينما يدفع حزب الله المدعوم من إيران والفائز بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لإعادة تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد من بوابة إعادة النازحين السوريين.

وقال جعجع موجها كلامه لحزب الله "للإخوان في حزب الله، ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟. لدينا قضيّة واحدة عودوا إلى لبنان ونحن جميعا بانتظاركم".

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية يشير إلى انخراط قوات حزب الله في الحرب السورية دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويعارض رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أيضا أي تطبيعا مع النظام السوري وسبق أن أكد أن حل ملف النازحين السوريين لن يتم إلا عبر هيئات منظمة الأمم المتحدة.

وسبق أن زار وزراء لبنانيون في حكومة الحريري من حلفاء حزب الله دمشق ودعوا لإعادة تطبيع العلاقات لمصلحة لبنان.

ومن شأن دفع حزب الله لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري أن يفاقم الانقسامات السياسية في لبنان في الوقت الذي تعثر فيه تشكيل الحكومة.

وجاءت تصريحات جعجع خلال احتفالية بذكرى ضحايا حزبه الذين قتلوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990) في بلدة معراب غربي البلاد.

وقال "في الحقيقة الجوهر المطروح ليس تطبيع العلاقات لإعادة النازحين السوريين (في لبنان) إلى سوريا بل التطبيع من أجل عودة النظام السوري إلى لبنان".

وأضاف "نخسر بذلك مرتين: مرّة ببقاء النازحين هنا ومرّة ثانيّة بعودة النفوذ السوري لا سمح الله إلى لبنان من جديد".

وانسحب الجيش السوري من لبنان بعد وجود عسكري دام منذ العام 1976، بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية، عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وخروج تظاهرات منددة بالوجود السوري في لبنان وبدور أجهزته الأمنية في ترهيب اللبنانيين وقياداتهم.

ولفت جعجع إلى أن "التطبيع مع سوريا أمر طبيعي ومنطقي ويخدم مصالح البلديّن لأبعد حدود".

إلا أنه استدرك بالقول "لكن يجب أن يحصل التطبيع مع سوريا كدولة وليس فصيلا منها"، في إشارة لنظام الأسد الذي لا يواجه معارضة مسلحة منذ مارس/اذار 2011.

وتابع "علينا انتظار العمليّة السياسيّة الحقيقيّة هناك انطلاقا من مؤتمرات جنيف 1 وجنيف 2 والوصول إلى دولة سوريّة شرعيّة تمثل السوريين فعلا وعندها تتوفر ظروف التطبيع وشروطه وتتحقق مصلحة لبنان وسوريا في آن".

سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء المكلف في لقاء سابق مع سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية
الحريري وجعجع يرفضان اي تطبيع مع الأسد من بوابة اعادة النازحين

وأضاف "لو صحيح أن بشار الأسد يعتبر النازحين السوريين في لبنان شعبه، لكان ترجى الأمن العام اللبناني إرسال أكبر عدد ممكن منهم وبأسرع وقت ممكن بغض النظر عن أي أمر آخر، في الوقت الذي ما نراه، هو العكس تماما".

وكشف جعجع أنه "منذ أشهر حتى اليوم تقدّم ما يزيد عن 4 آلاف نازح سوري بطلبات للعودة إلى بلادهم فيما لم يتم قبول أكثر من 2000 طلب وهذا سلبي بالنسبة للبنان".

وتساءل "كيف لنا أن نطبّع مع نظام ثبت بالدليل القانوني القاطع قيامه بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ما أدى إلى استشهاد نحو 40 لبناني وإصابة المئات؟".

وكان جعجع يشير إلى تفجير مسجدين في طرابلس شمالي لبنان ذات الأغلبية السنية في 23 أغسطس/آب 2013، أظهرت تحقيقات لبنانية لاحقا ضلوع النظام السوري فيه.

وغالبا ما يطالب حزب الله وحركة أمل الشيعيتين بضرورة عودة العلاقات مع النظام السوري لتسهيل عودة النازحين السوريين وملفات تجارية أخرى لها علاقة بالاستيراد والتصدير.