جمال مليكة: بينالي شرم الشيخ جسر تواصل بين فناني أوروبا ومصر

بينالي شرم الشيخ الدولي يهدف إلى المشاركة الوجدانية والثقافية والفنية لأهم الأحداث التي تدور على الساحة المصرية.
تجليات الروح المصرية المولعة والمعتزة بتاريخها ووطنها وشعبها
خروج الفنانين للرسم في أهم الأماكن المفتوحه والرسم المباشر أمام جمهور السياح بمناطق خليج نعمه والسوق القديم

يجمع التكوين الفني لأعمال الفنان التشكيلي المصري المقيم بإيطاليا جمال مليكة بين الحضارتين المصرية والغربية، فهو ينسج عالمه بروح تمزج بين الرؤى الحداثية والرؤى المفعمة بتجليات الروح المصرية المولعة والمعتزة بتاريخها ووطنها وشعبها، الأمر الذي جعل تجربته محل تقدير غربي عامة وإيطالي خاصة، بل إن مرسمه في إيطاليا يعد مزارا للمصريين والعرب والإيطاليين والأوروبيين، وانطلاقا من مسئوليته الوطنية تجاه مصر وما تواجهه من إرهاب أسود أثر عليها على كافة المستويات، كان أن أسس بينالي شرم الشيخ للفنون لنشر ثقافة الفنون على مستوى راق يليق بسمعه مصر العالمية عام 2013 بإرادة اللواء خالد فوده، وذلك تأكيدا على أن مصر بلد الأمن والأمان، خاصة بعد توقف بينالي القاهرة لعدة سنوات وتوقف بينالي الاسكندرية وترينالي الحفر والعديد من المهرجانات الفنيه على الساحة المصرية.
وأكد مليكة على أن بينالي شرم الشيخ الدولي يهدف إلى المشاركة الوجدانية والثقافية والفنية لأهم الأحداث التي تدور على الساحة المصرية حيث كانت دورته الأولى عام 2013 تأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان والذي كان ضمن أسبابه رفع الحظر عن بلدنا الحبيب من قبل بعض البلاد الأوروبية وقتها، وفي دورته الثانية عام 2017 جاء صرخة ضد الارهاب، وهذه الدورة لعام 2018 تحت شعار "شرم الشيخ مدينة السلام" والتي تنادي بالسلام العالمي ومركزه مدينه شرم الشيخ.
وأوضح مليكة أن هذه الدورة وللمرة الثانية على التوالى يستضيفها فندق "دومينا كورال باى" حيث أكد رجل الأعمال الإيطالي برياتوني صاحب الفندق بأن استضافة فناني البينالي القادمين من أوروبا ومصر يعد بمثابة فخر واعتزاز حيث العائد المثمر في تنشيط السياحة الثقافية المصرية .
وأشار إلى أنه ضمن فاعليات البينالي المهمة هو خروج الفنانين للرسم في أهم الأماكن المفتوحه والرسم المباشر أمام جمهور السياح بمناطق خليج نعمه والسوق القديم، كذلك الخروج للرسم في الأماكن الساحرة بين الجبال بجانب الرسم في الأيام الاخرى داخل الفندق بمصاحبة ندوات و"افنتات" وعمل "شو آرت" من قبل الفنانين على المسرح الكبير للفندق.

وحول تجربته وولعه بالرموز التاريخية المصرية ذات البعد الحصاري، أبو الهول على سبيل المثال، قال مليكة "أبو الهول له في ذكرياتي أثر كبير، ورسمه يعيشني لحظة بلحظة ذكرياتي التي أفتقدها، هذا الأثر العظيم يردني للتو لأيام المرحلة الإبتدائية حيث كنت أزور منطقة الأهرامات يوم الجمعة وأخص فيها أبو الهول الذي كنت أجلس تحت رجليه وأتساءل وأتناقش وأتحاور معه.
ويعتمد أسلوب مليكة الفني على طاقة الانفعال الفوري في مواجهة مسطح اللوحة الأبيض، حيث تلعب الخبرة الجمالية دورا في ترشيد هذه الطاقة الارتجالية التلقائية، ومن ثم إنضاج الشكل الفني ليتحقق التوازن الجمالي المنشود للشكل، وقد رأى أن "مسطح اللوحة الأبيض بالنسبة لي ليس مسطح أبيض بل هو عباره عن حكايات وأنا بتلقائيتي وارتجالي أجسد كلماتها بألوان حتى أعطي لها شكلا ومضمونا تعبيريا لتحقق تأثيرها". 
وأكد مليكة أن العالم الأوروبي أثر فيه على مستوى حرية التعبير وجرأة التفكير والانفتاح على الفنون على اختلاف مدارسها وثقة الإلقاء مع الاحتفاظ بشخصيتي الفنية الخاصة و"شخصيا لا أفضل التردد الكثير على المعارض أو المتاحف وإن حدث يكون بطريقة سريعة جدا ولا أقف عند التفاصيل حتى لا أتاثر بالطاقات التعبيرية لفناني هذه المعارض أو أن أقع أسير مدرسة من مدارس الفنون التي تنتمي لها لوحات هذه المتاحف، وهذا ساعدني كثيرا في الحفاظ على هويتي الفنية وعلى أسلوبي الخاص الذي ينتمي إلى جذوري المصرية.
ولفت مليكة إلى أن فكرة إقامة البينالي نشأت باتفاق فكري مع اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء على أن تعود السياحه الإيطالية بطريق ثقافية، وبما أني أقيم في ايطاليا منذ فترة كبيرة، فكان باستطاعتي تحت رعايته وإشرافه تحقيق هذه الفكره باستضافه فنانين إيطاليين وأوروبيين بما أنه مجالي، وساعدني في ذلك احتكاكي بفناني أوروبا. وكل دورة من البينالي تحمل الجديد حيث إنها تنتمي للوضع الراهن، وهذه الدورة الثالثة تنتمي إلى السلام حيث إن مدينة شرم الشيخ هي مدينة السلام العالمي.
للبينالي بعد فني وسياحي ووطني، وقد تمكن مليكة بتوافقه مع اللواء خالد فوده تحقيق الانسجام بين هذا الثالوث، وأضاف مليكة "البعد الفني للبينالي أنه أتاح لفناني اوروبا التمتع بأجواء مدينة شرم الشيخ الساحرة والتعبير عنها والتأثر بها في أعمالهم. ففضلا عن اللوحات التي يرسمونها خلال البينالي هم بالنهاية يعودون لبلادهم برسالة مهمة بأن مصر بلد أمن وأمان وشرم الشيخ مدينتها السلام".
وأكد مليكة أن بينالي شرم الشيخ الدولي للفنون أول بينالي دولي وفريد يحمل صفات الرسم المباشر والتعبير عن اللحظة في مكانها ووقتها .وقال "في بدايه حياتي الفنية كنت أشارك في العديد من الملتقيات المحلية الفنية في الدول الأوروبية المختلفة والتي تحمل هذا الفكر من الفن، وكنت أتمني يوما أجمع بين فناني أوروبا في حدث واحد دولي، وهنا ولدت الفكرة الأساسية التي أنتجت بينالي شرم الشيخ الدولي والذي يجمع بين فناني أوروبا، ويتيح لهم خلق حالة نموذجية من التبادل الفكري والثقافي والفني بين حضارات وفنون دولهم على اختلافها، هذا فضلا عن امتداد هذه الحالة لتشمل مختلف أجيال الفنانين المصريين، ومن هنا أعتقد أن البينالي يساهم في إعطاء فرص للتفاعل والتواصل والمقارنة والتطلع إلى ما وصلت إليه ساحات الفنون في أوروبا ومصر".
وعن المعوقات التي تواجه البينالي وكيف استطاع التغلب عليها وما هو المطلوب حتى يستمر في أداء دوره ومهامه بسلاسة وحب، قال مليكة "أبرز هذه المعوقات الأساسية هو عدم التعاون من قبل وزارة الثقافة في رعايه البينالي أو التعاون لتسهيل بعض المتطلبات، على الرغم من أن البينالي ظهر إلى النور بصورة مشرفة برعاية ومساندة الرجل المحب لوطنه اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء، وفي وقت أغفلت فيه وزارة الثقافة المصرية وأهملت مهرجاناتها الرسمية وفشل بينالي القاهرة من دورات عديدة وتوقف بينالي الإسكندرية وترينالي الحفر وغيره من المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة".