جناحان داخل الأسرة الحاكمة في قطر مع وضد المصالحة الخليجية

لندن – كشفت تسريبات من داخل الأسرة الحاكمة في قطر عن تدخل الامير السابق الشيخ حمد بن خليفة لوقف اي خطوات قد تتخذها الدوحة باتجاه تسوية الأزمة مع جيرانها، وذلك قبل يومين من انعقاد القمة الخليجية في الرياض.
وفي الآونة الأخيرة، سادت أجواء من التفاؤل وظهرت اشارات إلى إمكانية إنهاء القطيعة الكاملة المستمرة منذ أكثر من سنتين بين السعودية والإمارات والبحرين بالاضافة الى مصر من جهة، وقطر من جهة اخرى بسبب تورط الدوحة في دعم وتمويل جماعات متشددة في المنطقة.
وذكرت التسريبات التي نشرها موقع "قطري ليكس" الاحد ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد وشقيقه الشيخ جوعان ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن يميلون الى تقديم تنازلات لدول المقاطعة الاربع، على العكس تماما من موقف الشيخ حمد أو "الامير الوالد" ورئيس الوزراء الأسبق الشيخ حمد بن جاسم.

ولم تفلح الوساطات المتعددة بإحداث انفراجة في الأزمة، وابرزها الوساطة الكويتية، التي ينظر إليها دائماً الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم على أنه من ضمن "إعطاء مسار إيجابي أقله إعلامياً لجهودهم لحل الأزمة الخليجية"، وفق التسريبات.
وفي التسريبات ايضا ان ثمة توجسا وقلقا تصاعد خلال الشهرين الماضيين لدى الرجلين من أن هناك مساراً يأخذه أمير قطر باتجاه تقديم تنازلات للسعودية ودول المقاطعة الأخرى في مجال الاستجابة للكثير من الشروط التي كان وضعها الرباعي العربي عندما أعلن المقاطعة.
واوردت التسريبات نقلا عن مصادر خليجية مطلعة على خط الوساطة الكويتية وتحديدا التواصل بين الكويتيين والشيخ تميم، أن أمير قطر كان يطلب من زواره الكويتيين المرور على والده أو الشيخ حمد بن جاسم للاجتماع معهما ووضعهما في صورة ما يحدث.

واضافت المصادر ان الدخول في المسار التصالحي يتطلب تقديم التنازلات للرباعي العربي خاصة أن قطر وصلت إلى مرحلة استنزفت فيها الكثير من الأموال والجهد لمواجهة تداعيات المقاطعة وأن هناك الكثير من الأمور التي يجب الالتفات لها بالداخل القطري بدلا من التركيز اليومي على هذه المواجهة.
وقال موقع قطري ليكس ان "الأمير الوالد" والشيخ حمد بن جاسم أعربا لتميم أن أي مصالحة ستتم لا يمكن أن يرافقها أي تنازل وأن العمل يجب أن ينصب على نشر خلاف بين دول المقاطعة بدلا من الصلح معها بشروطها.
واضاف ان "حمد بن خليفة طلب من ابنه الشيخ تميم أن يتوقف عن التفاعل مع الوساطة الكويتية ويطلب أن يتم تأجيلها إلى العام المقبل، ما أحرج أمير قطر بعد أن قدم الوعود للوسطاء الكويتيين، فسارع إلى مصارحتهم بالضغط الذي يتعرض له من والده ووالدته الشيخة موزة المسند والشيخ حمد بن جاسم".
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن السبت في منتدى في العاصمة الايطالية روما "انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة".
وأكد الوزير الذي يبدو اقرب الى الشيخ تميم منه الى والده فيما يتصل بالمصالحة الخليجية، على دور الوساطة الكويتية في إعطاء دفع للمباحثات، وشكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "لجهوده والتزامه المتواصل".

ويبدو ان جناح الشيخ تميم شعر بدفعة قوية ايضا بعد مشاركة السعودية والامارات والبحرين في بطولة كاس الخليج التي تستضيفها قطر.
وذكرت التسريبات ايضا ان وزير الخارجية القطري اقترح الالتفاف على ضغوط جناح الشيخ حمد بن خليفة من خلال تسريب الأخبار  لصحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز للانباء حول "شوط مهم" تم تحقيقه في الوساطة الكويتية.
وتستضيف الرياض الثلاثاء القمة الخليجية السنوية. ووجهت السعودية الدعوة لجميع زعماء الدول الست للمشاركة بمن فيهم امير قطر الذي لم يحدد حتى الان ان كان سيحضر ام لا.