جهاديون يستهدفون قوات النظام لعرقلة التقارب السوري-التركي

جماعة مرتبطة بهيئة تحرير الشام تشن غارات على القوات السورية جنوب ادلب بعد أن تعهد زعيمها الجولاني بمواصلة القتال ردا على محاولات تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة برعاية روسية.
الجماعات الجهادية قلقة من تداعيات التقارب بين سوريا وتركيا على وجودها
المظلة التركية سترفع عن الجماعات الجهادية على وقع التقارب
الجهاديون يرفضون ان يكونوا كبش فداء لاي تقارب بين انقرة ودمشق

دمشق - شن مقاتلون جهاديون غارات على عدد من مواقع الجيش السوري الأربعاء في تصعيد لهجمات الكر والفر هذا العام في آخر معقل تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا وذلك في خضم متغيرات جيوسياسية أهمها جهود التقارب وتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق برعاية روسية.
ويعتقد أن الهجمات التي أكد وقوعها مقاتلون من المعارضون ومسؤولون من الجيش السوري جنوب محافظة ادلب محاولة من قبل بعض الفصائل الجهادية وأد محاولات التقارب التركي السوري من خلال تنفيذ عمليات عسكرية بعد فترة من التهدئة في بعض المناطق شمال سوريا وفق تفاهمات سياسية رعتها روسيا.

وتتخوف الجماعات الجهادية من ان ترفع تركيا مظلة الحماية عنها مما جعلها تستبق اي هجوم سوري بتنفيذ عملية واسعة في ادلب بهدف ايصال رسالة بانهم لن يكونوا كبش فداء لاي تقارب.

ويشدد المسؤولون السوريون على راسهم الرئيس بشار الاسد على ضرورة ان توقف تركيا دعمها للجماعات المسلحة وإنهاء احتلال أراضيها لإنجاح جهود التقارب وإعادة العلاقات.

ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في المنطقة التي أصبحت ملجأ لكثير من النازحين ومن بينهم مقاتلون من المعارضة مدعومون من تركيا وأسرهم فروا من مناطق سيطر عليها الجيش السوري المدعوم من روسيا.
وتصاعد الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية في عام 2011 إلى حرب أهلية اجتذبت قوى أجنبية وتسببت في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت جماعة التوحيد الإسلامية المرتبطة بجماعة هيئة تحرير الشام الجهادية الرئيسية إن مقاتليها شنوا هجوما انتحاريا على الخطوط الأمامية في معرة موحص بجنوب محافظة إدلب، بالقرب من الحدود مع تركيا.
وقال أبوحمزة، وهو أحد أعضاء الجماعة، إن مقاتليها تمكنوا من مداهمة عدة "مواقع للعدو" وقتلوا عددا منهم. وأضاف أبو حمزة أن الجماعة استخدمت أسلحة ثقيلة وصواريخ في أكبر هجماتها هذا العام.
وقالت هيئة تحرير الشام إنها كثفت الغارات والهجمات الانتحارية في الأشهر الثلاثة الماضية على مواقع للجيش السوري والجيش الروسي على طول الجبهات في شمال غرب سوريا.
وتعهد أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام هذا الشهر بمواصلة قتال الجيش السوري وحلفائه بعد أيام من أعلى مستوى من المحادثات العلنية بين أنقرة وحكومة دمشق منذ بدء الحرب السورية في 2011.
وأدى التقارب إلى قلق جماعات المعارضة من أن تتخلى تركيا عنها. وتقدم تركيا السلاح وتنشر الآلاف من القوات في مناطق المعارضة مما حال دون تقدم الجيش السوري المدعوم من روسيا.
وقد فجر التقارب السوري التركي خلافات وانقسامات بين الفصال السورية المعارضة بشقيها السياسي والعسكري وعمق الأزمة داخل مناطق سيطرة تلك الميليشيات الموالية لتركيا.
وقال بيان للجيش السوري إنه دحر الهجمات بعد اشتباكات استمرت ساعات أسفرت عن مقتل أو إصابة 12 مهاجما.
وذكر بيان الجيش أيضا أن القوات الروسية ساعدته في الآونة الأخيرة في تدمير عدة مراكز تدريب "للإرهابيين" في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.
وقال سكان في المنطقة إن مواقع للجيش السوري قصفت عدة قرى في منطقة مرتفعات جبل الزواية القريبة فيما كان انتقاما فيما يبدو لهجمات معرة موحص، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة عدة أشخاص.
وقالت مصادر من المعارضة إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قادمة من قاعدة رئيسية على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط كانت تحلق على ارتفاع شاهق لكنها لم تشارك في القتال.
وذكر مصدران آخران أن جماعة جهادية أخرى، وهي أحرار الشام، هاجمت عدة مواقع للجيش السوري في ريف حلب الغربي المجاور الأسبوع الماضي.