جهود الوساطة الإفريقية في السودان تتعزز بتشكيل منظومة دولية

المنظومة تتشكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج ودول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، وبعض الدول الأخرى.
الوساطة الإفريقية تضاعف جهودها لتهيئة المناخ للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في السودان
المبعوث الإفريقي يؤكد تقدم النقاشات والمباحثات مع الأطراف السودانية
لبات يدعو المؤسسات الإعلامية الى لعب دور ايجابي في المرحلة الحالية

الخرطوم - أعلن مبعوث إفريقي، الخميس، تشكيل منظومة دولية دعما لجهود الوساطة الإفريقية في إيجاد حل للأزمة في السودان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، لمبعوث الاتحاد الإفريقي للسودان، محمد الحسن لبات.
وقال لبات إن المنظومة تتشكل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والترويكا (الولايات المتحدة، وبريطانيا، والنرويج)، ودول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، وبعض الدول الأخرى(لم يسمها).
وأوضح أن الوساطة الإفريقية تتكون من مسارين، الأول يقوده فريق من الاتحاد الإفريقي، والآخر، يقوده رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي.
وشدد لبات على أن الوساطة الإفريقية ضاعفت جهودها لتهيئة المناخ للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في السودان (المجلس العسكري، وقوى إعلان الحرية والتغيير).
وتحدث المبعوث الإفريقي عن تقدم في النقاشات والمباحثات مع الأطراف السودانية، كل على حدة.
ودعا لبات المؤسسات الإعلامية إلى "لعب أدوار إيجابية في المرحلة الحالية، وعدم الإساءة إلى رموز المجلس العسكري، أو قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير".
والجمعة أجرى آبي أحمد زيارة للخرطوم لعقد لقاء مع المجلس العسكري الانتقالي، ووفد من قوى الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات بالبلاد، لإعادة إطلاق الحوار من جديد بين الجانبين اللذين تباعدت مواقفهما إثر فض اعتصام الخرطوم.
وتشترط قوى التغيير، للعودة إلى المفاوضات، أن يعترف المجلس بارتكابه جريمة فض اعتصام الخرطوم، في 3 يونيو/حزيران، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام.

دونالد بوث المبعوث الأميركي الى السودان
واشنطن تحث المجلس العسكري والمعارضة على التوصل إلى اتفاق

ويزور أكبر دبلوماسيي أميركا لشؤون أفريقيا السودان حاليا للمشاركة في مسعى دولي يهدف إلى حث المجلس العسكري والمعارضة على التوصل إلى اتفاق بشأن الانتقال الديمقراطي وذلك بعد شهرين من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
والتقى تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا الأربعاء مع تحالف المعارضة الرئيسي وأجرى محادثات مع وكيلة وزارة الخارجية السودانية بالإنابة إلهام إبراهيم.
وقبل الاجتماعات قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ناجي سيدعو الطرفين للعمل على تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات. وعينت أيضا الولايات المتحدة الأربعاء الدبلوماسي المخضرم دونالد بوث مبعوثا للسودان.
وبعد الاجتماع مع ناجي، قال تحالف المعارضة الرئيسي إنه سيشارك فقط في محادثات غير مباشرة ويملي شروطا أخرى.
وقال مدني عباس مدني القيادي في إعلان الحرية والتغيير "أبلغنا رئيس الوزراء الإثيوبي رفضنا التفاوض المباشر مع المجلس العسكري".

وكانت وزارة الخارجية السودانية استدعت الأربعاء السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق بسبب "تحفظات الخرطوم تجاه تصريحاته ومواقفه غير المتوازنة تجاه التطورات والأحداث الحالية في البلاد".

وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن وزارة الخارجية استدعت السفير البريطاني بالخرطوم الأربعاء للاحتجاج على تصريحاته بشأن التطورات السياسية في البلاد.

وقال السفير بابكر الصديق محمد الأمين الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لـ"سونا" أن الوكيل المساعد للشؤون السياسية بالإنابة في الوزارة السفير عمر دهب نوه خلال الاستدعاء إلى التغريدات المتكررة للسفير على تويتر ومحتواها، والتي "تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الراسخة".

وأشار الوكيل المساعد بصفة خاصة خلال اللقاء إلى "الوقائع المبتورة التي أوردها السفير البريطاني عن ملابسات فض الاعتصام من أمام قيادة القوات المسلحة، والتي تبنتها وزارة الخارجية البريطانية، حيث غضت الطرف على سبيل المثال عن حقيقة إعلان المجلس العسكري الانتقالي استعداده للتفاوض دون أية شروط مسبقة، وهو ما يتوقع المجلس من شركائه في هذه العملية الوطنية الكبيرة أن تحذو حذوه".

وكتب السفير البريطاني عرفان صديق على تويتر الأسبوع الماضي بعد محاولات لفض اعتصام المحتجين بالسودان "لا مبرر لمثل هذا الهجوم. يجب أن يتوقف ذلك الآن".

واعتصم آلاف السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة، منذ 6 أبريل/ نيسان، للمطالبة برحيل عمر البشير، ثم الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان، البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.