جهود مصرية تجنب غزة أسوأ تصعيد إسرائيلي

التوتر يخيم على قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ نحو 4 سنوات أعادت للأذهان أجواء حرب العام 2014.
غارات إسرائيلية جديدة تقطع تهدئة هشة في غزة
وساطة مصرية تنتهي باتفاق للتهدئة بين فصائل فلسطينية واسرائيل
الجيش الإسرائيلي يعتبر أن حماس تجاوزت الخطوط الحمراء
التوتر يخيم على غزة بعد يوم من غارات عنيفة على القطاع

غزة (الأراضي الفلسطينية) - قصفت مقاتلات حربية إسرائيلية في ساعة مبكرة من فجر الأحد موقعا يتبع للذراع العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة، دون وقوع إصابات.

ويعتبر هذا القصف الأول عقب إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع.

وقالت مصادر إن "طائرات إسرائيلية، استهدفت موقعا عسكريا يتبع لكتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس في حي التفاح شرق مدينة غزة ".

ووفق مصادر طبية فلسطينية لم يتسبب القصف الإسرائيلي في وقوع أية إصابات.

ومنذ فجر السبت، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على عدة مواقع تابعة لحماس وأراض زراعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، ردا على ما قال إنه إطلاق صواريخ من القطاع على مدن إسرائيلية.

 أكدت حركة حماس التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل اثر تصعيد واسع تخللته غارات إسرائيلية كثيفة على القطاع أسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 15 على الأقل.

وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان "بعد جهود من عدة أطراف بذلت منذ بداية التصعيد والقصف الإسرائيلي على غزة لوقف العدوان، توّج بالنجاح الجهد المصري في العودة إلى التهدئة ووقف هذا التصعيد".

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت أيضا مساء السبت أنه "تم التوافق على وقف إطلاق النار بعد الاتصالات المكثفة التي جرت اليوم (السبت) وفق تفاهمات القاهرة للعام 2014"، مشيرة إلى أن القرار دخل حيز التنفيذ "اعتبارا من الثامنة مساء بالتوقيت المحلي".

وقُتل فلسطينيان في غارات جوية إسرائيلية بعد ظهر السبت على قطاع غزة استهدفت على غرار تلك التي سبقتها فجرا مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وذلك غداة احتجاجات الجمعة على الحدود بين القطاع المحاصر وإسرائيل أوقعت قتيلين وأكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة بعد ظهر السبت مقتل شابين فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مبنى في غرب مدينة غزة.

وقال القدرة "استشهد الطفلان أمير وليد النمرة (15 عاما) من غزة ولؤي كحيل (16 عاما) جراء إصابتهما في الغارة الإسرائيلية على مبنى الكتيبة غرب مدينة غزة".

كما أسفرت غارات بدأت بعد ظهر السبت عن إصابة 15 فلسطينيا، اثنان في رفح جنوب القطاع و13 في مدينة غزة وفق مصادر طبية فلسطينية ووزارة الصحة في غزة.

وتصاعد التوتر منذ بعد ظهر الجمعة مع احتشاد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع في تحرك احتجاجي أطلقوا عليه اسم "جمعة خان الأحمر" تيمنا بقرية بدوية في الضفة الغربية المحتلة تعتزم إسرائيل هدمها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المتظاهرين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وإطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، ما أسفر عن إصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية.

ومنذ 30 مارس/اذار، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد.

وارتفعت حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات، إلى 141 على الأقل. ولم يُقتل أي إسرائيلي.

وفجر السبت شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على القطاع بالتزامن مع إطلاق مقاتلين فلسطينيين عشرات قذائف الهاون والصواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للحدود.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، جاءت الغارات "ردا على أعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الأمني أمس (السبت) تُضاف إلى الهجمات اليومية ضد الأراضي الإسرائيلية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة".

بعد ظهر السبت، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جديدة على أنحاء متفرقة من القطاع استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وأنفاقا في رفح، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.

وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ "طائرات الاحتلال مستمرة في شن غارات جوية منذ الفجر وحتى عصر اليوم على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في كل من رفح وغزة ووسط قطاع غزة وشماله"، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي و"ألحقت أضرارا جسيمة".

وقال المصدر إن غارات على الحدود بين قطاع غزة ومصر استهدفت أنفاقا.

وقال اللفتانت كولونيل جوناثان كونكيروس متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي إن غارات بعد ظهر السبت "هي أكبر عملية نهارية لسلاح الجو في قطاع غزة منذ حرب 2014".

وأوضح أنه تمت إصابة أربعين هدفا بينها نفقان ومقر عام لحماس في شمال القطاع في غارات بعد الظهر.

ونبه المتحدث العسكري إلى أن "حماس تجاوزت الحدود مع مسيرة العودة التي تكمن حقيقة في أعمال عنف وهجمات على السياج الأمني وإطلاق قذائف على الأراضي الإسرائيلية وإطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت في بيان أنه استهدف في غاراته فجرا نفقين لحركة حماس ومواقع مخصصة لإعداد بالونات حارقة أطلقت باتجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أن نحو ستين صاروخا وقذيفة هاون أطلقت على إسرائيل من قطاع غزة من فجر السبت إلى ما بعد الظهر.

وأفادت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية أن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا بصاروخ سقط عصر السبت على سقف منزل في سديروت (جنوب) المحاذية لقطاع غزة.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان إنّ "التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة".

وتبرر إسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها تدافع عن حدودها، متهمة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بمحاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجمات.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، تاريخ سيطرة حركة حماس على القطاع.

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، لكن تفتحه استثنائيا للحالات الإنسانية في فترات متباعدة.

وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة.