جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعيد الأمل للاصلاحيين

نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 40 بالمئة وهي أدنى نسبة مئوية في الانتخابات الرئاسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

طهران - أعلنت لجنة الانتخابات في ايران إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الاصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ المتشدد سعيد جليلي يوم الجمعة المقبل، ما أعطى الأمل للمعسكرين الإصلاحي والمعتدل اللذين همّشا بالكامل في السنوات الأخيرة من قبل المحافظين والمحافظين المتشددين.

وقال المتحدث باسم اللجنة محسن إسلامي إن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 40 بالمئة، وهي أدنى نسبة مئوية في الانتخابات الرئاسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

واتجهت الإنتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية بعد أن أخفق أحد المرشحين في الحصول على النصاب المطلوب للفوز من الجولة الأولى. إذ يشترط القانون الإيراني أن يحصل الفائز على أكثر من 50 بالمئة من مجموع الأصوات المدلى بها. إذا لم يحدث ذلك، يخوض أكثر مرشحين اثنين فوزا بالأصوات في سباق جولة الإعادة بعد أسبوع.

وقال إسلامي، إن مجموع آراء الناخبين بلغت اكثر من 24 مليونا و535 ألف صوت، وقد تقدم بزشكيان بحصوله على اكثر من 10 ملايين و400 ألف صوت، أي بفارق مليون صوت تقريبا عن منافسه جليلي، الذي حصد اكثر من 9 ملايين و400 ألف صوت.

وحل المرشح محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بحصوله على ثلاثة ملايين و 383 الفا و 340 صوتا متقدما على المرشح مصطفى بورمحمدي الذي حصل على 206 الاف و 397 صوتا.

ودعا وزير الداخلية الايراني أحمد وحيدي، في مؤتمر صحفي عقب فرز الأصوات وإعلان النتائج، الشعب الى المشاركة في الجولة الثانية الجمعة المقبلة. وقال إن الشعب الإيراني نجح مرة ثانية في الأشهر القليلة الماضية في إنجاز مهمة أخرى، وذلك في فترة قصيرة جدا هي 40 يوما بعد "استشهاد الرئيس ابراهيم رئيسي، وإن العملية الانتخابية جرت في تنافسية سليمة".

ويخوض المرشحان حملاتهما الدعائية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية اعتبارا من اليوم الاحد وتستمر حتى 24 ساعة قبل بدء عملية التصويت في الجولة الثانية.

وتحظى هذه الانتخابات باهتمام غربي، إذ إنّ إيران القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب المستعرة في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب.

ويأمل المرشّح الإصلاحي الوحيد مسعود بيزشكيان في أن يُحقّق مفاجأة في هذا السباق الانتخابي. وهذا النائب البالغ 69 عاماً كان شبه مغمور عندما سمح له مجلس صيانة الدستور الذي يتولى الإشراف على الانتخابات بالترشح.

وشغل بزشكيان، وهو طبيب منصب وزير الصحة خلال ولاية الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي من عام 2001 إلى عام 2005، ويشغل مقعدا في البرلمان منذ عام 2008.

وجهر بزشكيان بانتقاده للجمهورية الإسلامية بسبب الافتقار إلى الشفافية بشأن وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في عام 2022 التي أثارت اضطرابات استمرت لشهور. وحُرم من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2021.

وفي مواجهته، انقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشّح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي يرأس حالياً البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب.

وجليلي دبلوماسي من غلاة المحافظين فقد ساقه اليمنى في الثمانينيات عندما كان يقاتل في صفوف الحرس الثوري خلال الحرب بين إيران والعراق.

وأعلن جليلي، الحائز على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، أنه من أخلص المؤمنين بما يعرف بنظرية "ولاية الفقيه" أو حكم الزعيم الأعلى.

وشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة خمسة أعوام بداية من 2007 بعدما عينه خامنئي، وهو المنصب الذي جعله تلقائيا كبير المفاوضين في الملف النووي. كما عمل جليلي لمدة أربع سنوات في مكتب خامنئي وخاض انتخابات الرئاسة في عام 2013 لكنه لم يفز.

وبعد أن شغل منصب نائب وزير الخارجية، عينه خامنئي عام 2013 عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو هيئة تضطلع بدور الوساطة في النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.

وأيّاً تكن نتيجة الانتخابات فإن تأثيراتها ستظلّ محدودة نظراً لأنّ صلاحيات الرئيس هي أساساً محدودة.

وفي إيران تقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الأعلى الذي يعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى.