جونسون يدشن معركة ليّ أذرع مع بروكسل

رئيس الوزراء البريطاني الجديد يدعو الاتحاد الأوروبي للتفاوض على اتفاق انفصال جديد، ملوحا بعدم دفع فاتورة الانسحاب في حال رفضت بروكسل إعادة التفاوض.

بوريس جونسون يبدأ العمل لإنجاز بريكست بأي ثمن
جونسون يشكل حكومة يمينية لتأمين الانفصال عن الاتحاد الأوروبي
جونسون يثير صخبا في أول جلسة له بالبرلمان البريطاني
ارتياح في الأسواق لتعيين ساجد جاويد وزيرا للمالية
الجنيه الاسترليني يحافظ على استقراره أمام الدولار واليورو

لندن - هدد رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون بعدم دفع فاتورة الخروج من الاتحاد الأوروبي وقدرها 39 مليار جنيه استرليني (49 مليار يورو) التي قالت بريطانيا سابقا إنها تدين بها للاتحاد، في حال رفضت بروكسل التفاوض على اتفاق جديد، مضيفا أنه سينفق الأموال بدلا عن ذلك على التحضيرات للانفصال بدون اتفاق.

وتشير تصريحات جونسون إلى أنه يعتزم الدخول في معركة لي أذرع مع الاتحاد الأوروبي لتأمين الانفصال باتفاق أو بدون اتفاق، فيما يرفض الاتحاد رفضا قاطعا إعادة التفاوض على اتفاق جديد.

وفي بداية جلسة عاصفة في البرلمان، دعا رئيس الوزراء البريطاني الجديد الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في رفضه التفاوض مجددا بشأن الاتفاق.

ووصف اتفاق بريكست الذي توصلت إليه سلفه تيريزا ماي مع بروكسل بأنه "غير مقبول". وقال إن حكومته ستولي "أولوية قصوى" للتحضيرات للخروج من الاتحاد في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل في الموعد المحدد في 31 أكتوبر/تشرين الأول.

وبعد أن عيّن حكومة يمينية عقب عملية إعادة تشكيل كاملة، أكد جونسون مجددا على وعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد بأي ثمن.

وقال في الجلسة الصاخبة التي تخللتها صيحات من نواب المعارضة، إن مسودة الاتفاق التي توصلت إليها سلفه تيريزا ماي مع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 "ستقضي على استقلالنا الاقتصادي"، مضيفا أن شروط الاتفاق"غير مقبولة لهذا البرلمان أو لهذا البلد" وذلك بعد يوم من تخلصه من أكثر من نصف وزراء الحكومة السابقة.

وأكد جونسون (55 عاما) "اليوم هو اليوم الأول من مقاربة جديدة ستنتهي بالخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر(تشرين الأول) ".

وعيّن جونسون في حكومته الجديدة فريقا من المحافظين ومؤيدي بريكست المتشددين الذين يقولون إن الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 46 عاما دون اتفاق لن يكون مؤلما بالقدر الذي يحذر منه خبراء الاقتصاد.

وساد الارتياح في الأسواق بتعيين ساجد جاويد الذي عمل سابقا في بنك دويتشه الالماني، وزيرا للمالية.

وحافظ الجنيه الاسترليني على استقراره أمام الدولار واليورو فيما ينتظر المتعاملون أولى تحركات جونسون بشأن سياسات بلاده.

كما عيّن رئيس الوزراء البريطاني الجديد في المناصب الأساسية شخصيات مشككة بقوة في الوحدة الأوروبية مثل دومينيك راب (45 عاما) الذي تولى حقيبة الخارجية وجيكوب ريس موغ (50 عاما) الذي كلف العلاقات مع البرلمان.

وفي منصب وزير الداخلية عيّن جونسون بريتي باتيل (47 عاما) التي أعربت في السابق عن دعمها لتطبيق عقوبة الإعدام وصوتت ضد زواج المثليين.

ووصفت صحيفة 'ميرور' التي تدعم حزب العمال المعارض، الحكومة الجديدة بأنها "أكثر الحكومات البريطانية يمينية منذ الثمانينات".

التشكيلة الحكومية الجديدة في بريطانيا هي الأكثر يمينية منذ ثمانينات القرن الماضي
التشكيلة الحكومية الجديدة في بريطانيا هي الأكثر يمينية منذ ثمانينات القرن الماضي

ويرى جونسون أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الإذعان ومنح لندن شروطا أفضل ستتيح لها إبرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية مثل الصين والولايات المتحدة.

واتهم مؤيدو بريكست في البرلمان ماي بتجاهل رغبات الناخبين بوعدها بالإبقاء على الروابط بين بريطانيا وقوانين الاتحاد الأوروبي الاقتصادية إذا لزم الأمر للحفاظ على التجارة الحرة بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا الجنوبية.

ويتمحور حل جونسون بشأن هذه الحدود حول اقتراحات رفضها الاتحاد الأوروبي والقادة الإيرلنديون لأنها إما غير قابلة للتطبيق أو غير كافية.

وقال رئيس وزراء ايرلندا ليو فارادكار الذي ستخسر بلاده المعتمدة على التجارة كثيرا من خروج بريطانيا دون اتفاق لجونسون الأربعاء أن عليه التنازل.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مينا اندريفا في بروكسل الخميس إن موقف الاتحاد "لم يتغير"، مضيفة "الاتفاق الذي توصلنا إليه هو أفضل اتفاق ممكن".

وسيحظى جونسون الذي تغلب على وزير الخارجية في الحكومة السابقة جيريمي هانت في تصويت أجراه أقل من 160 ألف من أعضاء حزب المحافظين، بدعم حزب المحافظين الحاكم ولكن ليس بدعم بريطانيا ككل في أيامه الأولى في الحكم.

لكنه يواجه مشاكل تتجاوز بريكست ومن بينها احتجاز إيران الجمعة الماضية ناقلة ترفع العلم البريطاني في مياه الخليج، وسط أزمة متصاعدة بين طهران وواشنطن.

كما حددت مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاحتواء نفوذ الصين العالمي، خيارات بريطانيا للتكنولوجيا التي ستستخدمها لإنشاء شبكة الجيل الخامس.

ويتباهى جونسون بصداقته بترامب لدرجة تجعل المشككين يخشون من أن تصبح بريطانيا رهينة لسياسات الرئيس الأميركي الخارجية التي لا يمكن التكهن بها.

إلا أن مؤيديه يقولون إن هذه العلاقة قد تعزز فرص بريطانيا في إبرام اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة بعد بريكست.