حادثة الجاهلية تكبر ككرة الثلج منذرة بإشعال حرب طائفية

مجموعتان مسلحتان واحدة تدعي أنها تدعم سعد الحريري والثانية تدعم وئام وهّاب تتبادلان تهديدات بالانتقام والقتل وكل منهما تقول إنها تنتظر الأوامر، فيما تأتي هذه التطورات بينما يعيش لبنان على وقع أزمة سياسية حادة مع تعثر تشكيل الحكومة.

توتر جديد يطرق أبواب لبنان
تهديدات بالقتل والانتقام بين مجموعتين مسلحتين
وئام وهاب وسعد الحريري يلزمان الصمت

بيروت - يشهد لبنان حالة من التوتر لم تهدأ منذ واقعة الجاهلية التي قتل فيها واحد من مرافقي وئام وهاب زعيم حزب التوحيد العربي حليف حزب الله ودمشق والذي هاجم حينها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وتهجم على والده الراحل رفيق الحريري وهدد من وصفهم بـ"ثالوث الغدر"، في إشارة إلى سعد الحريري والمدعي العام ومدير الأمن العام.

وفي أحدث حلقات هذا التوتر، برزت مجموعتان مسلحتان واحدة تدعي نصرة الحريري والثانية تؤكد أنها من مؤيدي خصمه وئام وهّاب. وقد هددت كل منهما بـ"الانتقام والقتل والويل والثبور".

وبحسب مواقع إخبارية ووسائل إعلام لبنانية، انتشر في الآونة الأخيرة فيديو منسوب لمجموعة تطلق على نفسها كتيبة سلمان الفارسي - الوحدة الخاصة، هدّدت فيه صراحة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.

وهددت الحريري واللواء عماد عثمان بأنهما سيلقيان نفس مصير الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي الذي اغتاله شاب سوري في البرازيل عام 1964 انتقاما لأحداث جبل العرب عام 1954.

وقال متحدث من المجموعة ‎"نحن قادمون إلى لبنان لا تهمنا الأسوار والحدود والقضبان، سنلاحقكم في جحوركم، نقول الموت لإسرائيل وأتباعها. عاش السيد حسن نصرالله وعاش وئام وهاب".

وأضاف أحد أفراد المجموعة إنه عندما يتلقون الأمر من قائدهم وئام وهّاب سيأتون إلى لبنان. وختمت كتيبة سلمان الفارسي بتوجيه التحية لأمين عام حزب الله.

وعلى اثر تهديد هذه المجموعة المسلحة، انتشر فيديو لمجموعة أخرى ملثمة ومسلحة تقول إنها من "طريق الجديدة" في بيروت وتطلق على نفسها اسم "شعبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وهددت المجموعة المسلحة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ورئيس حزب التيّار العربي شاكر البرجاوي والمرشح السابق عن المقعد الدرزي في بيروت رجا الزهيري وجميعهم من قوى 8 من آذار المؤيدة لدمشق.

وقال أحد أفراد المجموعة المسلحة "ردا على ما يسمى كتيبة سلمان الفارسي، من قلعة السنّة في بيروت طريق الجديدة شعبة الرئيس رفيق الحريري... اسمع يا وئام (وهاب)... لقد تطاولت على أسيادك رئيس الحكومة سعد الحريري واللواء عثمان، فلقد حفرت قبرك بيدك أنت والذي طردناه من طريق الجديدة كلب السراي شاكر البرجاوي... و رجا الزهيري".

وأقسم المتحدث باسم هذه المجموعة قائلا ثلاث مرّات "ورب العباد بكلمة منك يا سعد الحريري نحرق البلاد".

ولزم وهّاب والحريري الصمت ولم يصدر عنهما تعليق على التهديدات الصادرة عن المجموعتين اللتين قالتا إنهما تدعمان كل منهما.

ولم يصدر عن الحريري ووهّاب شخصيا أي تعليق أو رد فعل على هذه الفيديوهات التي تدّعي النطق باسمهما وترمي سهام الفتنة دفاعا عنهما.

وتنذر تهديدات المجموعتين بإشعال فتنة طائفية في لبنان الذي يعيش بطبعه على وقع أزمة في ظل تعثر تشكيل الحكومة وسط خلافات سياسية حادة على المناصب الوزارية.

وتعثر الإعلان عن التشكيلة الحكومية بعد أن تمسك حزب الله بتوزير أحد حلفائه السنّة.

وعقدة التمثيل السنّي كانت آخر عقبة أمام الحريري للإعلان عن فريقه الحكومي بعد أن نجح في حل عقدة التمثيل المسيحي.