حجاج يمنيون يستعدون لمغادرة مطار صنعاء لأداء فريضة الحج

سماح السعودية باستقبال رحلات الحجاج القادمة من مطار صنعاء يأتي في خضم جهود المملكة لتعزيز السلام في اليمن.
السعودية تسعى لتعزيز السلام في اليمن للالتفات نحو مشاريع التنمية

صنعاء - قالت ثلاثة مصادر من حكومة اليمن ومن جماعة الحوثي اليمنية إن 44 رحلة ستقل 8200 حاجا إجمالا من مطار صنعاء الدولي في اليمن إلى جدة في السعودية ستبدأ عملياتها من 28 مايو/أيار بينما تسعى المملكة جاهدة لتعزيز السلام في البلد الجار بعد سنوات من القتال وذلك للاهتمام اكثر بملف التنمية.
وقال عبدالوهاب يحيى الدرة، وزير النقل في الحكومة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إنه سيدشن تفويج ضيوف الرحمن عبر مطار صنعاء إبتداء من يوم غدا الثلاثاء إلى مدينة جدة لأداء مناسك الحج والعمرة لهذا العام  مضيفا أن عدد الحجاج الذين سوف يغادرون عبر مطار صنعاء الدولي ثمانية آلاف و200 حاج وحاجة.
ولفت إلى أن عدد الرحلات الجوية الخاصة بتفويج الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي إلى مدينة جدة يبلغ 44 رحلة جوية مؤكدا أن وزارتي النقل والإرشاد وشؤون الحج والعمرة وهيئة الطيران المدني والأرصاد والخطوط الجوية اليمنية "أنهت الترتيبات والاستعدادات الخاصة بتفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي".
وقال "حرصنا على أن تكون الاجراءات والمعاملات في المطار لضيوف الرحمن في وقت قياسي وبسهولة ويسر وبحسب المتطلبات والشروط الدولية".

وتسعى السعودية لطي صفحة الصراع في اليمن للاهتمام بملف التنمية وتجسيد رؤية 2030 في مختلف المجالات حيث يعتقد الجانب السعودي أن استمرار القتال في الساحة اليمنية سيمثل عائقا امام هذه الجهود.

والشهر الماضي استأنفت نقاشات مع وسطاء امميين وعمانيين حول خارطة طريق سعودية للحل في اليمن حيث ترى الرياض أن المضي في المفاوضات السلمية ستؤدي لفسح المجال امام انها الحرب بشكل نهائي على ضوء التقارب السعودي الايراني والذي انعكس ايجابا على الملف.

من جانبهم  يرفض الحوثيين التوقيع على خارطة طريق مقترحة للسلام في اليمن دون وجود السعودية كطرف أساسي فيها وليس وسيطا فيما يظل التوتر في منطقة البحر الاحمر من بين التحديات امام المملكة.
والرحلات الجوية من مطار صنعاء مقصورة على خدمة شبه يومية إلى الأردن منذ وقف إطلاق نار توسطت فيه الأمم المتحدة في اليمن ويسري منذ أبريل/نيسان.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، عُلقت الرحلات التجارية الأردنية، لكن الخطوط الجوية اليمنية استأنفتها في أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد خلاف بين الحكومة المعترف بها دوليا في عدن والحوثيين بسبب السيطرة على أموال الشركة.
وقبل أبريل/نيسان 2022، كان المطار مغلقا بسبب حرب مستمرة منذ عقد بين ائتلاف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي اليمنية التي تسيطر على مناطق كبيرة من البلاد.
والسنة الماضية سمحت السعودية لوفد يضم قيادات بارزة في جماعة الحوثي اليمنية بأداء فريضة الحج ضمن وفد يضم العشرات من الحجاج اليمنيين وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 2015.
وتدفع المملكة العربية السعودية نحو بناء الثقة مع الجماعة الموالية لإيران بهدف منح فرص لتحقيق السلام رغم أن المتمردين لا يزالون يمارسون انتهاكات وتجاوزات في أكثر من ملف.

ويسيطر الحوثيون منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة. وأودت الحرب الدائرة في اليمن بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.