حدائق غنّاء من منجزات الشيخ سلطان القاسمي الفكرية والثقافية
لو ألقينا نظرة فاحصة على انجازات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على صعيد الثقافة والإبداع والفن والمسرح والتشكيل والفن الإسلامي ومعارض الكتب والمسابقات في شتى حقول الإبداع، هذا إلى جانب توجيهاته بفتح 1000 بيت للشعر في أرجاء الوطن العربي انتصارا للشعر والشعراء والكشف عن المواهب الجديدة في وإشراكها في الأماسي إلى جانب الشعراء المكرّسين، وملتقى الشارقة لتكريم المبدعين في الوطن العربي، لم يأل جهدا في دعم الثقافة والمثقفين في زمن نحتاج به إلى من يهتم بالشأن الثقافي عامة ورواده خاصة من المبدعين، وهذا التكريم للأدباء ينضاف إلى مبادرته الكثيرة، ويعتبر هذا التكريم الذي يعكس رؤيته الثاقبة تجاه الحياة وتجاه المبدعين وفنونهم الإبداعية.
انجازات ومبادرات منحت المثقف العربي حدائق غناء يستظل بها ليمارس إبداعاته بحرية وتمنحه فرصة للتعبير، لأن كل المبادرات جاءت بتوجهات وخاصة فتح بيوت للشعر في الوطن العربي حيث كانت المتنفس الوحيد للشعراء في الوطن، هذا إلى جانب الدعم على صعيد النشر والدعم المادي.
كل هذا جاء بدعم من الشيخ الدكتور القاسمي حاكم الشارقة صاحب الرؤى والمبادرات، فهو الرجل القومي العربي و الشاعر والروائي والمفكر المبدع الإنسان الذي رسم بذائقه الفنية رؤى المبدعين، وتحسس مواطن الوجع الذي يعاني منه المبدع العربي، فجاءت مبادراته عالية الشأن لترسم معاني الفرح والبهجة على المشهد الثقافي في الوطن العربي.
من هنا، لا بد نتجول في بساتين القاسمي الأكثر اشراقا وتميزا على صعيد منجزاته الإبداعية من شعر ورواية ومسرح وفكر وتاريخ، هذه الإنجازات والمنجزات بتنوعها أثرت المكتبة العربية في شتى حقول المعرفة فجاءت اسهاماته في المسرح الإنساني بمختلف موضوعاتها والتي عاينت الواقع برؤى تكشف ارهاصات الحياة بإسقاطاتها الفنية المدروسة بعناية وفكر سديد، نذكر من أعماله المسرحية الجادة "القضية" و"كتاب الله .. الصراع بين النور والظلام" و "الإسكندر الأكبر" ومسرحية "داعش والغبراء" وغير ذلك من الكتب التي خطها يراعها بفكر نير لتكون زادا غنيا للمثقفين وللمتلقي العربي لاشتباكها مع الواقع ومستحضرة المادة التاريخية لتغني المشهد المسرحي العربي والفني بجلال الفكرة والفلسفة والمعنى.
ويتسم الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمنهج عال في الكتابة يعمل من خلاله بالبحث الجاد جماليات كل الأشياء ليرسمها بذائقة فنية أكثر حداثة وفكرا، حيث ويرى في الكتابة الأدبية مسؤولية كبيرة ورسالة إنسانية، لهذا جاءت إبداعاته السردية والتاريخية والشعرية والمسرحية و الروائية محط أنظار القارئ والناقد العربي وحظيت بالدرس النقدي لفنيتها وعمق أفكارها ومضامينها وجمالياتها.
ونذكر هنا روايته "بيبي فاطمة وأبنا الملك" والقارئ لهذا العمل الحكائي السردي يجد عمق الدلالة واللغة الشاعرية والبناء المتقن بلغة مكثفة موحية ومعبرة عن مملكة "هرمز" وتاريخها، رواية مكثفة غاصت في قضايا كثيرة من خلال حيث أحداثها وبناء شخصياتها، وتعتبر روايات وأعماله الأدبية من مثل رواية "الشيخ الأبيض" ورواية "الأمير الثائر" وغير ذلك من الروايات تعتبر علامة بارزة في المشهد الثقافي العربي، هذا إلى جانب بعض الكتب الهامة ككتاب "فيليب العربي" حيث سلط في الكتاب الهام على حياة الإمبراطور الروماني فيليب العربي صاحب الشخصية القوية وكذلك مكانته في الحياة السياسية في الإمبراطورية الرومانية وفليب الذي ينحدر من أصول عربية.
ولشيخ الدكتور القاسمي العديد من الكتب في "السيرذاتي" وله غير كتاب في سرد الذات ضمن رؤى متبصرة للأشياء والأمكنة والشخوص، إنه سارد ماهر وقد تمثل هذا السرد في كتابه الموسوم "سيرة مدينة" بمخيلته الخصبة وروحه السامقة استطاع أن رسم جماليات وعبق وتاريخ مدينة الشارقة منارة الإبداع بامتياز.
تبقى منجزات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي موسوعة إبداعية وثقافية وفكرية وفلسفية وتاريخا ومرجعا للباحثين والدارسين وطلبة العلم في الجامعات العربية، وهذه المنجزات والمبادرات لحدائق غنّاء لصانع الفرح والأمل والحياة.