حراس الدين أول الرافضين لاتفاق إدلب

موقف الجماعة المؤلفة من منشقين عن هيئة تحرير الشام يشير الى تعقيدات في تنفيذ الاتفاق بين جماعات معارضة مسلحة موالية لتركيا لكنها لا تثق في التزامات 'العدو الروسي'.

بيروت - رفضت جماعة حراس الدين الإسلامية المتشددة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا اتفاقا تركيا روسيا يقضي بانسحاب جماعات المعارضة "المتشددة" من منطقة منزوعة السلاح وحثت مقاتلي المعارضة على شن عمليات عسكرية جديدة.
ورحبت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة بحذر مساء السبت بالاتفاق الروسي التركي الذي جنب محافظة إدلب عملية عسكرية لقوات النظام، مؤكدة في الوقت ذاته عدم ثقتها بموسكو.
وجماعة حراس الدين ليست الجماعة المعارضة الإسلامية الرئيسية في إدلب لكن موقفها يشير إلى اعتراضات قد تعقد تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا الأسبوع الماضي.
أما هيئة تحرير الشام الجماعة الأقوى في شمال غرب سوريا فلم تعلن موقفها بعد من الاتفاق الذي يقضي بخروج المعارضة المسلحة من المنطقة منزوعة السلاح بحلول 15 أكتوبر/تشرين الأول.
وتحرير الشام تحالف من جماعات إسلامية يهيمن عليها فصيل كان يعرف في السابق باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة حتى عام 2016. وسيكون موقف تحرير الشام من الاتفاق مهما.
وتشكلت جماعة حراس الدين في وقت سابق هذا العام من مقاتلين انفصلوا عن تحرير الشام وجبهة النصرة بعدما قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة. وتضم مقاتلين أجانب.
وقالت الجماعة إنها تعتبر الاتفاق تآمرا "من قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي."

اتفاق إدلب تآمر من قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي

وقالت الجماعة في بيان صدر السبت "إننا ننصح إخواننا المجاهدين في هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة بالعودة الى الله ومحاسبة النفس والتوبة الصادقة، ثم إعادة ترتيب ما تبقى من قوة وامكانيات والتعاون على البر والتقوى والبدء بعملية عسكرية على أعداء الدين بما يفسد مخططاتهم ويرد كيدهم في نحرهم، فالمجاهدون ماضون في دربهم لن يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم."
والمنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا سيبلغ عمقها ما بين 15 و20 كيلومترا على امتداد خط الاتصال بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة. وستقوم القوات التركية والروسية بدوريات فيها.
وأعلنت الجبهة الوطنية للتحرير وهي تحالف من جماعات معارضة متحالفة مع تركيا "تعاونها التام" مع الجهود التركية لكنها استبعدت نزع سلاحها أو التخلي عن أراض.
وفي بيان مساء الثلاثاء، أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير، تحالف فصائل معارضة مدعومة من تركيا بينها حركة أحرار الشام، "نثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية"، مشيرة إلى أن "تلقى أهلنا في الشمال السوري بارتياح واسع حصول اتفاق تركي روسي أوقف عدواناً روسياً وشيكاً".
وأضافت الجبهة "نعلن في الوقت ذاته عدم ثقتنا بالعدو الروسي. أصابعنا ستبقى على الزناد وأننا لن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا".

سلاح هيئة تحرير الشام 'خط أحمر لا يقبل المساومة ابدا'
سلاح هيئة تحرير الشام 'خط أحمر لا يقبل المساومة ابدا'

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن إنه يتعين إزالة كل الأسلحة الثقيلة وقذائف المورتر والدبابات ونظم الصواريخ الخاصة بالمعارضة من المنطقة بحلول العاشر من أكتوبر/تشرين الأول.
وبرغم عدم صدور أي موقف رسمي من هيئة تحرير الشام حتى الآن، إلا أن وكالة إباء الإخبارية التابعة لها وفي معرض تغطيتها للاتفاق شككت في نوايا تركيا، واعتبرت أنها "تسعى لتحقيق مصالحها".
كما كان القائد العام للهيئة أبو محـمد الجولاني قال في تصريحات سابقة أن سلاح الفصائل "خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً".
ويقيم نحو ثلاثة ملايين شخص في إدلب نصفهم تقريبا من السوريين الذين نزحوا من مناطق أخرى في البلاد بسبب الحرب وحذرت الأمم المتحدة من أن شن هجوم على المنطقة قد يتسبب في كارثة إنسانية.