حراك فك عزلة سوريا يقود المقداد إلى تونس والجزائر

دمشق تعيد فتح عدد من ممثليّاتها الدبلوماسية استباقا لاستعادة مقعدها بجامعة الدول العربية.
تشاور وتنسيق بين وزراء خارجية سوريا وتونس والجزائر لفتح صفحة جديدة في العلاقات

دمشق - ينتظر أن يؤدي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال الأسبوع القادم زيارة إلى تونس والجزائر في وقت تتسارع فيه ترتيبات عودة سوريا إلى الحضن العربي والتي تجمع كافة المؤشرات على أنها ستكون من بوابة القمة العربية المقبلة.

ووفق صحيفة "الوطن" السورية سيقوم المقداد خلال زيارته إلى تونس بالإعلان عن فتح السفارة السورية.

وكانت تونس وسوريا قد أعلنتا الأربعاء أنها ستعيدان فتح سفارتيهما، بعد نحو عشر سنوات من قيام تونس بقطع العلاقات مع دمشق احتجاجا على حملة القمع التي استهدفت المحتجين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.

وبدورها قررت دمشق تعيين سفير لها في تونس في الفترة القليلة المقبلة وأفاد بيان لوكالة الأنباء السورية "سانا" بأن "إعادة فتح السفارة السورية في تونس تمثل تجاوبا مع المبادرة التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد الذي قام بتعيين سفير لبلاده لدى دمشق".

وأشار البيان إلى أن هناك تشاورا وتواصلا بين البلدين وتنسيقا بين وزيري خارجيتهما بهدف إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.

وكان وزير الخارجية السوري قد أدى الأربعاء أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ قطيعة بين الدولتين منذ بداية النزاع في سوريا، حيث بحث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود "خطوات" إنهاء عزلة دمشق. 

كما رحب الوزيران بالشروع في إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية، مؤكدين "أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها". 

وأكد وزير الخارجية السعودي على "ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة فيها والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري".

وبعد وقوع الزلزال في سوريا وتركيا المجاورة في فبراير/شباط تلقى الرئيس السوري بشار الأسد العديد من الاتصالات من قادة دول عربيّة، في تضامن سرّع عملية استئناف علاقاته مع محيطه الإقليمي. 

وزار الأسد خلال الشهرين الماضيين سلطنة عمان والإمارات، في أول زيارة لبلدين عربيين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.

وتعتزم السعودية دعوة الأسد لحضور القمة العربية المقررة في الرياض يوم 19 مايو/أيار، في خطوة ستطوي نهائيا عزلته الإقليمية وبالتالي عودة سوريا إلى الحضن العربي.

وكانت دولة الإمارات أول دولة عربية وخليجية تستأنف العلاقات مع دمشق، حيث أعادت في 2018 فتح بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية وأجرت لقاءات قمة مع الرئيس السوري الذي زار أبوظبي في أكثر من مناسبة واجتمع مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما استقبل في أكثر من مرة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد.