'حروف على جدران الأمل' في أمسية تضامنية مع أسرى الاحتلال

الاصدار الجديد المُقدم في رابطة الكتاب الأردنيين في إربد يجمع كتابات لمساجين فلسطينيين للإضاءة على ظروفهم وآمالهم وحلمهم بالحرية.

نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، وبالتعاون مع اللجنة الثقافية لفرع نقابة المهندسين الأردنيين في مجمع النقابات المهنية في إربد، أمسية تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال، مساء الخميس تضمنت اشهار لكتاب "حروف على جدران الأمل"، وهو كتاب يضم كتابات للأسرى جُمعت خصيصا للإضاءة على ظروفهم وآمالهم وحلمهم بالحرية.

بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية لرئيس اللجنة الفرعية لنقابة المهندسين د.جهاد ردايدة ورئيس فرع الرابطة في إربد الشاعر أحمد طناش أكدا فيها على وقوف الأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في معركته ضد العدوان الهمجي الذي يتعرض له.

إلى ذلك تحدثت الكاتبة رؤى حوامدة عن الكتاب الذي أشرفت على اصداره "مؤسسة كل العرب" من باريس: "لطالما سمعنا عن الأسرى ومعاناتهم، لكن قليلٌ ما وصلتنا رسائل مباشرة منهم ، وقليلٌ ما رأينا ما يختلج في صدورهم، لذلك جاء هذا الكتاب ليؤكد على الفكرة أكثر، ليعطينا القوة نحن الذين في السجن الأكبر والأوسع، وليحمّلنا المسؤولية التي تتمثل بعدة مستويات. أقلّها وأضعفها أن لا ننساهم، لأن النسيان هو أسوأ المشاعر الإنسانية، وأكثرها قهرًا وتثبيطًا للمعنويات، فأن تُنسى يعني أن لا تكون".

ولقد عبر عن ذلك الأسير معتز الهيموني حينما قال: "أنا لم أُنسى وهناك في فلسطين من لا يزال يحمل أمانة عودتي إليها، لأفتح باب حريتها، وحتمًا سأفعل ذلك مادام الكبار يموتون والصغار يرثون. هناك من لا يزال يحمل أمانة عودتي، وهناك من لا يزال ينتظرني".

لذلك جاء هذا الكتاب، لتقرأ ما يختلج في صدر الأسير، من مقالات ورسائل وأشعار، ليس لأن تقرأه للتسلية، ولا لتتعرف على معاناتهم، وتمضي. بل لتحمل جزءا من المسؤولية لدعم صمودهم، فهم ليسوا قديسين، ومدى صمودهم وصبرهم يتناسب طرديًا بمدى تذكّرهم وتذكيرهم بأننا نحمل همّ العودة كلنا، وكلٌّ يرابط على ثغره، وكل الثغور متصلة ببعضها.".

الكاتب صالح حمدوني
ماذا يريد الأسير ابن الثلاثة مؤبدات مثلا من الكتابة؟

الكاتب والفوتوغرافي صالح حمدوني قال في استعراضه للكتاب طارحا أسئلة جوهرية من مثل: هل يحاول الأسير أن يهرب من سجنه وعذاباته نحو وعيه وحريته في استلهام التجربة وإعادة قراءتها؟ ماذا يريد الأسير ابن الثلاثة مؤبدات مثلا من الكتابة؟ ماذا يريد ابن زنزانة ضيقة من صرخته في الكتابة ؟ ماذا يريد ابن الشمس والحرية من نبش تفاصيلَ على هامش حياته؟ مشيرا أنه في حياتنا الطبيعية، تبرز قيمة الكاتب المبدع من قدرته على المزج الذكي والمُقنع بين الواقع والخيال، حين تتحوّل أسئلة الواقع ومشكلاته إلى محرّك للخيال، بينما تتعقّد هذه المسألة في حياة الأسرى، فالأسير الكاتب يسند نصّه إلى زمنين ومكانين مختلفين، زمنِ السجن ومكانِه، وزمنِ الواقع ومكانه خارجَ الأسوار. لذا يتوجب عليه أن يجيبَ عن نوعين من الأسئلة والأمكنة، أن يطوّعَهُما أو أن يتلاعبَ بهما. حينها يتحوّل الخيال إلى إرادة، إلى تحدٍ، إلى سلاحٍ للتغلب على قسوة وثقل واقع الأسر؛ وعليه يتحوّل كلُّ نصّ يكتبه الأسير إلى نصر يحاول أن يحميه بجسده، الجسد الذي يسعى الأسير لتحريره من براثن هواجسه ومن قبضة السجّان، لذا يصير الأسير هو الكاتب والنصّ المكتوب، هو المُعذَّب والصامد في وجه الجلّاد، هو المشهد والشاهد، وهو المواجه الوحيد للتدجين والتهجين.

مؤكدا أنه في المقابل يواصل الفلسطيني الاحتفاء بالحياة على طريقته الخاصة، يولد ويموت، يلج السجن ويتحرّر منه ويناضل ويعود إلى السجن ويتحرر ويموت ويورث أبناءه مهنةَ الحياة على ضفاف الموت، يعلّم أجياله مواصلةَ رعاية الحلم الإنساني في استعادة الحرية والبقاء على أرض الوطن". 

أما نسيم قبها الذي أشرف على إعداد الكتاب واصداره، في ختام الأمسية التي أدارها المهندس يوسف ردايدة رئيس اللجنة الثقافية قدّم شكره للقائمين على الفعالية والذين أسهموا في إصدار الكتاب، وعرض الظروف التي جمعت فيها نصوص الكتاب من الأسرى ال36 المشاركين فيه قبل معركة طوفان الأقصى، كما عرض بعضا من المعاناة التي يتعرض لها الأسرى من تنكيل وحرمان وأكّد على الدور المهم لدعم وترويج أدب الأسرى لما يُشكّله من رافعة معنوية لهم.