حريق محدود في منشأة لأرامكو بصاروخ باليستي من الحوثيين

السعودية تحذر مجددا من تهديد امن الطاقة العالمي عبر تركيز الحوثيين على مهاجمة المنشآت النفطية.
المنشأة المستهدفة تبعد 600 كلم على الاقل عن اليمن
أرامكو تؤكد أن الامدادات إلى الداخل لم تتأثر وان المشأة النفطية استأنفت عملياتها سريعا

الرياض - هاجم المتمردون الحوثيون في اليمن الاثنين محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة غرب المملكة بصاروخ، ما أدى إلى نشوب حريق في خزان للوقود إنما من دون أن يوقع ضحايا أو يؤثّر على إمدادات الشركة، حسبما أعلنت الرياض.
ووقع الهجوم غداة استضافة المملكة قمة مجموعة العشرين الافتراضية، وبعد أكثر من عام على استهداف منشآت لأرامكو في شرق المملكة في عملية غير مسبوقة أحدثت اضطرابات في سوق النفط العالمي.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية في بيان أنّه عند الساعة 03:50 بالتوقيت المحلي "وقع انفجار تسبب في نشوب حريق في خزّان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال مدينة جدة نتيجة اعتداء إرهابي بمقذوف".
وأوضح المصدر أنّ فرق الإطفاء تمكّنت من إخماد الحريق، "وأنه لم تحدث جراء عذا الاعتداء إصابات أو خسائر في الأرواح. كما أنّ امدادات شركة أرامكو السعودية من الوقود لعملائنا لم تتأثر".

وقالت شركة أرامكو السعودية مساء الثلاثاء إن إمداداتها من الوقود في الداخل لم تتأثر بالهجوم الذي شنه الحوثيون على محطة لتوزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدة وإن العميات استؤنفت بعد ثلاث ساعات من الواقعة.
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم الجناح العسكري للمتمردين يحيى سريع في بيان نشرته وكالة الانباء "سبأ" المتحدّثة باسم للحوثيين أنّ "القوة الصاروخية استهدفت محطة توزيع أرامكو في مدينة جدة بصاروخ مجنح نوع قدس 2 والذي دخل الخدمة مؤخرا بعد تجارب ناجحة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعد".
وتبعد مدينة جدة المطلة على البحر الاحمر نحو 600 كلم عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن.
وكثّف المتمردون الحوثيون الموالون لايران ويسيطرون على مساحات واسعة في شمال اليمن المتاخم للسعودية، هجماتهم على المملكة منذ بداية 2019 مستخدمين الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.
وتقود الرياض في اليمن منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا دعما لقوات الحكومة المعترف بها دوليا. 

الأدلة والبراهين أثبتت تورّط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة نوعية 

وفي أيلول/سبتمبر 2019، أدّت الهجمات على المنشآت النفطية لشركة أرامكو، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى خفض إنتاج المملكة إلى النصف موقتًا، ما تسبّب باضطرابات في الأسواق.
وأكّد المسؤول في وزارة الطاقة أن المملكة "تُدين بشدة هذا الاعتداء الجبان، وتؤكد أن هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية، التي تُرتكب ضد منشآت حيوية إنما تستهدف أمن واستقرار امدادات الطاقة للعالم، وكذلك الاقتصاد العالمي".
من جهته، قال التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الحكومية "ثبت تورط الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بهذا الاعتداء الإرهابي الجبان".
واضاف البيان إن "الأدلة والبراهين أثبتت تورّط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة نوعية إيرانية من نوع كروز وطائرات بدون طيار مفخخة".
وتوعّد التحالف بـ"محاسبة العناصر الإرهابية المخططة والمنفذة لهذه العمليات العدائية والإرهابية".
ووقع هجوم الاثنين بعيد زيارة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى السعودية التقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا وزارة الدفاع.
وفي بيانهم، جدّد الحوثيون تهديداتهم للمملكة، ناصحين "المواطنين والشركات الأجنبية العاملة في السعودية بالابتعاد عن المنشآت الحيوية الهامة كونها ضمن بنك أهداف" المتمردين.
وتحاول الامم المتحدة إعادة المتقاتلين في اليمن إلى طاولة المفاوضات لإنهاء نزاع وضع ملايين السكان على حافة المجاعة.
وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان الاثنين عن قلقه حيال الهجوم، مشددا على أنّ ضرب الأهداف المدنية والبنية التحتية يشكّل "خرقا للقانون الانساني الدولي".
وطالب جميع الأطراف بممارسة "أقصى درجات ضبط النفس وإظهار التزام جاد بالمشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة والتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب اليمني".